حفيد سلمان المحمدي

88 16 1
                                    

حفيد سلمان المحمدي!!..
عندما كانت السياط على ظهر قباب زينب وعندما حاول الأوباش
سبي المنائر وبيع حرم الله بسوق النخاسة..
كادت الحمائم ان تموت بصحن الأولياء وكادت الرؤوس ان
تأكلها عسلان الفلوات..
من أقصى وجع السماء يأتي الله بأطباء الأرض يدورون بطبهم
على كل مقدس يحاول الظلاميون تدنيسه..
في معارك سامراء وبيجي وتكريت و الموصل سمعت عن
شخصية ايرانية بارزة في الحرس الثوري الإيراني تتقدم على خط النار
في المعارك وهذه الشخصية لطالما اثارت جدلا واسعا في العالم
رغم ان الرجل في المعارك يسير وحده ويتقدم مع المقاتلين وهو
يسبق عزرائيل بخطوات حتى إنني ذات مرة تسائلت مع نفسي ماذا
يريد هذا الكهل في مظهره والشاب بحماسته وهو يقاتل...
عن ماذا يبحث في السواتر ورائحة البارود والخنادق..؟
مالذي يجول في هذا الرأس الذي غزاه الشيب ولم يغزوه عدو إلا
و أرجعه خائبآ محفوفآ بالخيبة والخسران..
ماذا يريد هذا الرجل الذي صار (لغزآ) و (لغمآ) أرضيآ بأمر السماء
التي أذنت له بالدفاع عنها وعن فقرائها..
سليماني من كتيبة الطف التي ادخرتها زينب العظيمه للدفاع
عنها بعد مئات السنين..
لا يمكنك وانت تحدق بالرجل إلا أن تتصوره رجل من زمن مضى
بعثه الله في الزمن الصعب... ينتابني شعور ان الرجل المثير للجدل
هو شخصية اسطورية.. يجتمع مع الجند تحت قباب العسكريين
وينفذ اوامر عليا عند منائر زينب ويلطم في كربلاء ويتجول في
صحن الرضا ويدير معارك الله ضد أعداء الله..
رجل كله كف عندما يصافح الجنود وكله قلب عندما يحتضن
احدهم وكله إيران عندما ينتصر لأحدهم وكله الإسلام عندما يدافع
عن الله...
آية النصر وسورة الصبر في قرآن الجهاد وترنيمة نبي يخشى على
قومه من التيه فبعثه الله ليكون ايقونة نصر وصلاة فجر...
في أحيان كثيرة اقول مع نفسي بماذا تقرب قاسم سليماني من
الله كي سفيرآ للرعب بقلوب الاعداء في القول والفعل...
بماذا يناجي هذا الرجل ربه كي ينتصر على قرن الشيطان في
كل مكان..
اي قربان قدمه للإله كي يجتبيه بعد كل هذه الأعوام لنصرة
الحق واهله..
قاسم فاعل مرفوع بضم الموت وحمل هم الأمة على ظهره الذي
لا ينحني إلا لله...
قاسم صينية شمع نراه في بيت كل شهيد فاته حفل عرس فكان
سليماني زفة عرسه امام ابويه واهله...
سليماني الداء الذي جعل البيت الأبيض اسودآ وجعل تل ابيب
تعاني من السكتة السليمانية القاسمية!!..
الرجل الذي لم يبك في الساتر ولكنه يبكي على المنصة مستذكرآ
الشهداء وصغارهم..
الرجل الذي لا يبتسم كثيرآ إلا بوجه عزرائيل ..
يعاتبه عشاقه وانا منهم خشية ان يستشهد...
فيتبسم الرجل قليل الابتسامة وكأنه يقول ((انني استحي من
اخوتي الذين استشهدوا وسبقوني ولقد تأخرت عليهم كثيرا))
فيقولون له انت شخصية لايمكن ان تتكرر ولك ثقلك واسمك
وشهادتك انكسار لنا ولايران الإسلام...
يصمت الرجل قليلا ويشبك اصابعه على رأسه ثم يقول ((في
إيران يستنسخون عشرة ألاف مثلي بل اكفأ واخلص واقوى وامهر
مني وهم موجودون الآن وما انا إلا ظل لأحدهم.. ايران التي قدمت
دماء صنعت رجال وتعرف كيف تحمي نفسها))
استوقفتني كلمات الرجل وانا استيقظ ذات صباح على خبر
تفجيرات ايران الإسلام العمود الفقري للتشيع والضلع الساند
للشيعة.. وهو امر طبيعي فعلى ايران النووية والديمقراطية والولي
الفقيه ان تتحمل نتيجة مواقفها ودعمها للاحرار...
ايران الاسلام قادرة على الدفاع والرد وانا واثق من ذلك وان
الفقيه سيرد بعصاه على المنفذين...
ولعل الرسالة وصلت إلى قبر السيد الخميني ولكن من قرأها هو
السيد الخامنائي ومن سيرد هو سليماني وإيران ذات ال 5٠٠٠آلاف
طائفه وقومية.. ذات اقدم معبد لليهود واكبر كنيسة للمسيح واوسع
باب للحوائج وهو الامام الرضا ...علیه السلام
سليماني سيدي الانسان ارجوك لا تتجمل للموت كثيرآ وخاصم
عزرائيل ولاتتبسم بوجهه فنحن بحاجة لك..
نحن بحاجة لساتر قلبك وساتر يدك وساتر ظلك..
انا على ثقة انك تلتقي بملك الموت في اليوم عشرات المرات
وربما تعثر بك أو تعثرت به دون أن يمسك بشئ..
يا رحلة الشتاء والصيف الذي بفضلك اطعم الله الناس من جوع
وآمنهم من خوف ويا ايها الزيتون في مواسم الفرح والحب والسلام...
انا على ثقة ان الجنة لمن قاتل بين يديك سواء أستشهد أو عاش
شهيدآ حيآ مثلك..
ايها الفاتح ذو العين التي لاتنام.

جمال المهندس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن