لقاء الدموع

86 15 3
                                    

لقاء الدموع
اتصل بي الحبيب سند الحمداني مدير قناة العهد وقال لي
سيأتي لي الحاج مهند العقابي مدير عام اعلام الحشد للقناة بعد
قليل ومهند كان الابن الاقرب
للشهيد المهندس ولأننا لم نكن نستطيع ان نتواجه من فرط
حزننا تهربنا كثيرا من لقاء الدموع..
وما ان التقينا وسلم احدنا على الاخر وساد الصمت
ولم يتكلم احد منا كلمة واحدة..
بعد لحظات.. انفجر سند باكيا وانفجرت ورائه بالصراخ ثم بكى
مهند بكاء الفاقدين والثكالى..
فاصعب شيء ان تفقد شخصا تراه كل يوم اكثر من اهلك
وعائلتك وهذا ما قاله مهند..
المهندس يا سادة لم يكن مجرد قائد عسكري او مسؤول حشدي
بل كان انسان..
كنت اراه كل يوم...
والتفت العقابي صوبي وقال.. ثق يا احمد ان ابا مهدي كان يعلم
انه سيستشهد في هذه الايام..
فلقد طلب مني تمشية كل المتعلقات على وجه
السرعة وامر لي بسلفة للاعلام الحربي رغم اني لم اطلبها منه
ويبدو انه كان يدري انني ساقيم بالسلفة
مجالس العزاء والسرادق له لأني لم استلم اي شيء
من اي جهة لتكاليف التشيع والمغادرة والمجالس ومهرجانات
التأبين ليوم اربعينيته..
بل والغريب انه اعطاني مبلغا من ماله الخاص وقال لي مهند
ابدل دارك بابا فانت تعبت معي كثيرا..
واهتم بأخوتك والعاملين معك..
بكى مهند مجددا وبكينا معه بحرقة ثم قال انه
لم يكن يخشى من الموت بقدر خشيته من شيء
واحد وهو ان يستشهد الحاج قاسم قبله
كانت غاية امنيته ان يستشهدا معا وحقق الله
له هذه الامنية كما تمنى وكما اراد..
كنت ارى يومها سرادق العزاء بوجه مهند وهو يتكلم عن المهندس
بحرقة الابن الفاقد
وكانت صورة المهندس امامنا في مكتب سند الحمداني
وتذكرت يومها حديثآ طريفا دار بين الشيخ سامي المسعودي والحاج
المهندس اذ قال له الشيخ المسعودي.. حاج اذا اسشهدت انت
سنجعل لك صورة ضوئية في مقر العمليات..
فقال المهندس ضاحكآ شيخ سامي خل تجي الشهادة وما اريد
الضوئية ولا اريد اي شيء..
فكانت صورة المهندس في القلوب وتحول العراق كله الى صورة
ضوئية للشهيد المهندس..
الذي بقي رحيله ندبة في قلب كل عاشق احب الله والعراق والمقدسات

جمال المهندس Where stories live. Discover now