جمال المهندس

كانونة نصر

كانونة النصر..

من سبعة واحد من المنادي اجب!..
كان الشهيد المهندس مريضا جدا ولديه الام حادة في الامعاء
وهبوط في الضغط وقد اخذ علاجا
وخلد للنوم فدرجة حرارته مرتفعه وهو يتصبب عرقا..

كانت يومها هنالك عمليات واسعة وكبيرة ويفترض ان يشرف
الحاج الشهيد على الخطط والمعركة
وضع الحاج جهاز المناداة الخاص به بيد الشيخ سامي المسعودي وقال له تابع مع الاخوة بدلا عني حتى استعيد جزءا من عافيتي..
كان جهاز المهندس لا يتوقف لحظة واحدة عن النداءات..
وفي احدها كان المتصل الحاج المجاهد ابو الاء الولائي الامين
العام لكتائب سيد الشهداء وقد عرفناه من صوته..
فأجاب الشيخ.. سبعه واحد من المنادي؟
فقال... انا تسعة واحد:
فقال له الشيخ مرة اخرى وكانه بصوت الشهيد المهندس..
من سبعة واحد الى تسعة واحد تفضل عزيزي
و كلمة عزيزي كان يستخدمها الحاج المهندس كثيرا..
فرد النداء..
فقال سبعه واحد.. حاج نحن من المفروض اليوم ندخل منطقة...22
فما هي الاوامر..؟
ومنطقة  22هو رمز مشفر يستخدم باسماء المناطق لكي لايعرف
العدو مكانها عند اختراق الاجهزة
فأجابه الشيخ: عزيزي توكلوا على الله ان شاء النصر حليفكم
دخلنا بعدها على الحاج ابومهدي وكانت الكانونة بيده وهو ملقى
على السرير واضعا يده على راسه يشكو من هبوط الضغط مع الم
في بطنه..
فقلنا له حاج عندك العافية ان شاء الله:
فنظر الى الشيخ المسعودي وقال ما هي الاخبار
هل اتصل احد ناداك احد؟؟
فقال له حاج كثيرون اتصلوا..
ابرزهم مسؤول الدعم اللجوستي ومسؤول المدفعية ومسوول
الاتصالات...
ثم قال وبعد هل من احد؟؟
فقال له الشيخ نعم تذكرت الاخ ابوالاء ناداك قال لي حاج هل
نتقدم ام لا؟؟
فنظر له الشهيد ابومهدي وقال بماذا اجبته وهو ينظر بقلق
ودهشة!!!
فرد الشيخ حاج قلت له توكل على الله...
قامت قيامة الرجل وهو مستلق على الفراش
فنهض منه كانه عداء افريقي..
فقال له الشيخ حاج انت مريض اين ذاهب
قال الشهيد.. الله يغفرلك انت اعطيت امر بالمعركة وتريدني
ان انام..
نعم ذهب المهندس والكانونه بيده وجسمه يتصبب عرقآ
وحرارته مرتفعه جدا.. و اشرف على المعركة وانتصرت القوات
يومها وجاء امر اللواء فقال له حاج لو اخرنا المعركة الى الغد كان
لما استطعنا
فهناك امطار والمنطقة ترابية وكانت صارت طين و لم نستطع
ان نتقدم شبرا واحدا...
فتبسم الحاج ولم يلحظ وجودنا خلفه فقال بصوت خافت لآمر
اللواء.. لاتبلغ الشيخ المسعودي حتى لايشمت بنا...
فوضع الشيخ يده على كتف الحاج وقال له حاج تشكك بقيادتي؟؟
فضحك وقال شيخلصنه منك اليوم!!
كان المهندس قد استرد عافيته من رائحة الرصاص
وعطر السواتر وعاد مشافى ومعافى رغم انه لم يضع
بعدها دواءآ في الكانونة.