الفصل الثامن... 1

Start from the beginning
                                    

-أدخل....  قال مراد عندما سمع طرقاتٍ على الباب..
-هيا اجمع أغراضكَ،لنخرج...
-منذ متى وأنت تطرق الباب ؟ثم إلى أين سنذهب؟..تابع وهو ينظر فى الأوراق أمامه
-لنعملْ فى الخارج،مللت من الجو الكئيب هنا....
-هل لديكَ نيةٌ فى العمل حقاً؟
-النية موجودةٌ الحمد لله،بقى التنفيذ،هيا لا تكن مملاً وتعالَ معى....
-تمام،هيا تعال واجمع معى الأوراق فأنا كما تعلم أعمل وحدى....
-ألم أقترح عليكَ أن أجد لكَ مساعدةً وأنت رفضت؟لا تشتكِ الآن
-وكأننى لا أعرف مقاييسكَ فى الاختيار،أنا أريد مساعدةً وليس عارضة أزياءٍ يا يوسف...
-أفعل ما يحلو لك،أنا سآخذ الحاسب المحمول وأنت أحضر بقية الأوراق....
-لا أدرى هل تنوى أن تعمل أم تذهب فى نزهةٍ  قال مراد بقلة حيلةٍ وهو يحمل الأوراق ويخرج خلفه
...............................................
-.....ماذا تنوى أن تفعل الآن؟
-لا أدرى،ما يقوى موقفى قليلاً أنها أيضاً غير موافقة، ولكننى مللت حقاً مما يفعلونه معى... أجابه يوسف وهو يضع كوب العصير على الطاولة أمامه...، انظر ها هى تتصل دائماً فى الوقت المناسب..
-كنا نتحدث عنكِ الآن أنا ومراد،ماذا تفعلين؟
-خرجت من المعهد وكنت سآتى اليكَ..
-تعالى،نحن فى المقهى الجديد القريب من الشركة
-لن أتأخر،إلى اللقاء.... 
...................
فى المساء......
اخذت مريم وفريدة تجمعان الصحون من الطاولة، وضعت مريم الصحون فى المطبخ ثم قالت:أنا سأنظف المكان هنا وأنتِ ضعى الشاى على الموقد...
ملأت فريدة الابريق بالماء ثم وضعته على النار وخرجت من المطبخ،جلست على الأريكة تعبث فى هاتفها بعض الوقت؛ إلى أن سمعت جرس الباب...
أنا سأفتح..... قالت فريدة وهى تنتعل حذاءها وتتجه إلى الباب ثم فتحت..، أخذت تحدق به للحظاتٍ دون أن تتكلم.......
-أنتِ فريدة،أليس كذلك؟
-أنتَ تعرفنى؟؟
-تقريباً،حدثتنى مريم عنكِ... أجابها بابتسامة، ولكن من حبكِ للنظام لم أتوقع أن تكونى هكذا
-كيف هكذا؟  سألته باستغرابٍ
-توقعت أن تكونى مخيفةً قليلاً،ولكننى وجدت فتاةً جميلةً جداً..   أجابها وهو يمد لها بيمناه زهرةً حمراء اللون و يبتسم لها بلطفٍ....
-ولكن؛ألم تكن هذه من أجل مريم؟؟
-لا،هذه البيضاء من أجل مريم،هذه أعجبتنى فأخذتها لأقدمها لأول فتاةٍ جميلةٍ أقابلها، يبدو أن الحديث على الباب عادةٌ لديكما...
-اعتذر لم أنتبه،تفضل ...تراجعت قليلاً للخلف ليدخل هو...،دخلا معاً لغرفة المعيشة.
-أين مريم؟ سألها بعد أن جلس على الأريكة
-فى المطبخ،تعد الشاى،انتظر قليلاً...سارت فريدة نحو المطبخ ودخلت لتجد مريم وهى تخرج الأكواب من الرف....
-أضيفى كوباً آخر...
-من جاء أصلاً؟  سألت مريم وهى تلتفت لها لترى الوردة الحمراء بيدها،نظرت لها بدهشة ..
-برأيكِ من؟ قالت فريدة بابتسامة..
تركت مريم ما بيدها وخرجت من المطبخ إلى غرفة المعيشة لتراه جالساً على الأريكة يلوح لها بابتسامة..
-كيف حالكِ أيتها الطبيبة؟
-لماذا جئت؟
-ولكن هذا عيبٌ،كل مرةٍ تسألين نفس السؤال وتجرحين مشاعرى..
-لم أقصد هذا،خرج السؤال منى تلقائياً.. قالت مريم وهى تكتم ضحكتها...
-أحضرت الشاى... دخلت فريدة وهى تحمل الأكواب، اقتربت من يوسف وناولته كوبه ثم وضعت البقية على الطاولة وجلست على الأريكة
-انظرى ماذا أحضرت لكِ.. قال يوسف لمريم بابتسامةٍ وهو يمد يده لها بزهرةٍ بيضاء،مدت مريم يدها وتناولتها منه وراحت تتأملها بابتسامةٍ ثم قالت له: شكراً لكَ....
-كم أنتِ لطيفةٌ اليوم... قال يوسف وهو يسند ذقنه على راحة يده وينظر إليها....
-مريم تكون لطيفةً هكذا عندما لا يكون لديها امتحانات
عقَّبت فريدة وهى تنقل بصرها بينهما بابتسامة...
-لم تقل،لماذا جئت؟
-تدهشيننى بذكائكِ،بصراحةٍ أبى أعطانى عملاً جديداً،ولا أريد أن أنجزه لذا جئتُ لكِ.
-عملٌ جديدٌ بهذه السرعة؟هل تنفذون مشروعاً كل يومٍ فى شركتكم؟
-الأمر ليس هكذا،إنه عملٌ حسابىٌ لا علاقة له بالهندسة، لذا فأنا لا أستطيع أن أقوم به حتى..
-ولماذا يعطيكَ عملاً حسابياً؟ألست مهندساً؟ سألته فريدة باهتمامٍ....
-لكى أقدر مجهود الجميع؛على حد قوله،فى العادة ليلى هى من تقوم بمثل هذه الأمور،ولكن أبى أعطاها عملاً لن تستطيع النهوض منه قبل أسبوعٍ،وأعطى صديقى عملاً آخر لكى لا يساعدنى أحدهما
-أشفقت عليك... قالت مريم وهى تتصنع الحزن،لا شكَ أنك أزعجته فى شئٍ ولهذا فعل بكَ هذا...
-كم أنتِ شريرةٌ يا مريم، تشمتين بى؟؟
-لا ليس هكذا،ولكن الأمر يبدو مضحكاً قليلاً،تمام لا تحزن يمكنكَ فعلها... قالت وهى تربت على ذراعه بلطفٍ وتبتسم له...
نظر الى كفها الموجود على ذراعه ثم نقل بصره إليها وابتسم...،خجلت من نظراته وسحبت يدها بسرعةِ....
-....أنا لا أفهم،لماذا يتلذذ أبى بتعذيبى؟أنا حتى فى مقام ولده.
-ستستسلم بهذه السرعة؟
-للأسف لا أستطيع،علىَّ أن أنجز العمل لأستطيع أن أتهرب من مصيبةٍ أخرى حطت على رأسى..
-انا منبهرةٌ بحياتكَ المليئة بالمصائب..
-أنتِ لم ترى شيئاً بعد....
-ألا تلاحظ أنكَ تتحدث منذ جئت ولم تفعل شيئاً حتى الآن؟ قالت فريدة وهى تنظر إليه بعينين ضيقتين..
-وماذا أفعل يعنى؟ألم تفهمى مشكلتى بعد كل هذا الشرح؟ لا أستطيع،لا أفهم هذه الأمور،هل أصيغ الجملة بطريقةٍ أخرى؟؟
-المشكلة أنك لا تريد أن تحاول،هل جربت أن تقرأ الملفات مثلاً؟
-لا... قال أجاب يوسف وهو يزفر بمللٍ ثم تابع:كانت مليئةً بالأرقام وأنا علاقتى سيئةٌ بالرياضيات..
-إنها المرةُ الأولى التى أسمع فيها عن شخصٍ درس الهندسة علاقته سيئةٌ مع الرياضيات،أنت فريدٌ من نوعك... قالت مريم له بدهشةٍ
-طبعاً أنا كذلك... قال بفخرٍ وهو يسند ظهره للخلف...
-لا،أنت لا فائدة منك،الأمر لن ينجح هكذا،أرنى الملفات.
قالت فريدة وهى تنهض من مكانها وتجلس بجواره على الأريكة...
-لماذا؟ سألها باستغرابٍ ...
-سأنظر إليها وأحاول مساعدتك....
-حقاً؟يمكنكِ مساعدتى؟ كان ينظر إليها برجاءٍ...
-لست متأكدة ولكننى سأبذل جهدى ... أجابته وهى تبتسم له..


مريم♥️... " قيد الكتابة والتعديل اللغوي"Where stories live. Discover now