لماذا هذا؟

143 0 0
                                    

أنني متعبه ويومًا بعد يوم تزيد حالتي سوء، أريد الانعزال، واريد الهروب وترك كل شيء فقد كنت أظن بأنني وفي عمر الثلاثيين لا يمكنني تغير شيء، اين كنت نائمه كل هذا الوقت ففقدي لأسرتي قد أيقظني،
ياسر كان يعمل تاجراً، فقد كان من الأشخاص ذو سيط ونفوذ، ولكن جراء الحروب فقد خسر الكثير من عمله ونتيجة لارتفاع وهبوط المفاجئ للعملات، أصبح كل ما يملكه مرهون، ونتيجة لإفلاسه، فقد تعرض الي نوبة قلبيه في مكان عمله وتوفى.
ترك لي طفلان، لتكون على عاتقي مسؤوليه تربيتهم، جهاد بعمر الرابعة وريان ذو السنتين
انهم كل ما املك في هذه الحياة، جهاد كان يشبه كثيراً ياسر اما ريان كانت عيناها سوداء مثلي، وذات شعر أسود
ومع هذا العمر أصبحت تربيتهم أصعب، ففي هذا العمر يبدأ الاطفال في الشغب ويصعب السيطرة عليهم.
أتذكر كنت ابكي في بعض الأحيان، وأحيان أخرى كنت اندب حظي، ولكني بدونهم لا يمكنني فعل شيء، كان خوفي عليهم شديداً، فحتي اثناء تفريشي لاسناني كانوا معي،
أتذكر في ذلك اليوم كنت متعبه وكان الطفلان يبكيان فقدت اعصابي، كنت بدل وضع المعجون في الفرشاة اخدت الشامبو وبدأت بتفريشهم، لا يمكنني وصف ذلك الطعم، فقد قمت بغسلها بسرعه
كنت أفعل المستحيل لأجلهم عملت ليلا ونهار لتأمين كل ما يحتاجانه، فقد بدأت من الصفر لم يكن لدي شيء، فأملاك زوجي أخدت نتيجة الديون، عملت كثيراً فقد وجدت صعوبة لإيجاد عمل فلم يكن لدي ما يؤهلني لفعل شيء، لكنني بعد معاناة وجدت عمل في شركه، كموظفه فقبلت وقررت اكمال دراستي في ان واحد، لكي أتمكن من العمل بها وبمرتب اعلى لأتمكن من تلبية احتياجات اسرتي
لقد واجهت صعوبات ليتم قبولي، خاصتاً أنني صاحبة طفلين، كنت اخصص لهم الوقت أيضا فقد حرموا من حنان الاب، فكيف لي تركهم، يومًا بعد يوم كنت اواجه صعوبة في التوفيق بينهم
كنت ارجع من العمل لأجد البيت كمكب القمامة، واحياناً اجدهم متسلقين الخزانة، فاضطر لإنزالهم، كانوا اشقياء في ذلك العمر
ناهيك عن تلك الملابس التي كنت اعمل ع ترتيبها كل يوم، فعند انشغالي عنهم بتحضير الطعام، لي أتفاجئ بتفريغهم ما بداخل الخزانة، والعبت بأغراض المنزل واسقاط ما على الرفوف، لكن لقد اعتدت على ذلك
فكنت بالكاد استقبل الضيوف، فلا وقت لي للمناسبات الاجتماعية، اما اطفالي فلم يرضى بهم أحد، فقد كانوا اشقياء كنت لا أبعدهم عن نظري ولو للحظه، لقد كنت أخاف بأن يحدث لهم مكروه، لذلك في معظم الأحيان كنت اقلهم معي بعد ايام اضطررت لإيقاف دراستي، فقد وجدت صعوبة في ذلك، اما العمل فلم يكن لي الخيار، ضعفت وقتي للحصول ع المال الكافي لربما اشتري سيارة تقلل من تكاليف النقل،
وعزمت على تعلم القيادة، لاسيما أن جهاد أصبح في الصف الأول أما ريان وضعتها في الروضة
كنت لا أحب معاقبتهم لأنهم لا يزالوا صغار وعقولهم لا تستوعب، كنت كلما اذهب لأشتري لهم طبق البيض اجده ع الأرض، واضطر الي تنظيفه مرات عديده، لكي تُزال الرائحة، في ذلك اليوم طفح الكيل، فقد عاقبتهم وقمت بضربهم حتى بدوا بالبكاء

امرأة شرسةWhere stories live. Discover now