الضياع

307 0 0
                                    

بعيدا عن ضجة هذا العالم، بعيداً عما حدث لي، بعيداً عن الحروب وذلك الترف الذي يصيب الاغلب، فقد كنتُ امرأة وأم لولدين
كنت كالبقية فقد تزوجت في سن مبكرة، فقد ظلمت نفسي
وظلمتهم، أو انهم هم من ظلموني لا أدري حقاً، فقد أختلط الامر عَلَىْ، تزوجت من أثري رجال المدينة ولم اهتم الا بماله ولم اكثرت لإكمال دراستي، فقد كان يخيل الي إني ملكة مع الخدم والحشم
فلماذا العناء، ولماذا الدراسة والتعب؟
كنت كأي فتاة تجهل الكثير، ولم تطمح يومًا في أن تكون ذات تأثير في المجتمع، ومع هذا الترف كنت كالحمقاء كالأسيرة، على التغاضي عن كل شيء، على الرضوخ للأوامر.
ومع هذا كنت أخفى ذلك، واتظاهر انني الاسعد،
الا أنني تعبت من التمثيل
لقد كان زوجي جذاب المظهر، لكنه في المقابل كان عصبي المزاج، كان دائماً ما يشتمني ويبدا بضربي، وأنا كنت متقبله للأمر
لا يجعلني اخرج، كما انه قد منعني من اكمال دراستي، واثبات نفسي، كان يسخر مني دائمًا، ولا يهتم حتى بقراراتي كنت كالألة تمامًا، هدفها الوحيد تربية أطفالها والظهور بأرقى الملابس، أما الباقي فلم يكن له اهميه.
تلك الفترة كانت جيده لتجعلني أنسي من أكون
كان ياسر دائماً ما يبدأ بإهانتي، فيقوم بضربي الي أن اعتدت على ذلك، في ذلك اليوم قد دخل البيت، وفجئ بدأت أصواته تعلو من ضغط العمل، لكن ما ذنبي في ذلك، كنت غاضبه حينها، فقد أحسست أني لم أعد قادره على تحمله أكثر، مسجونه بين تلك الجدران، أطبخ وأهان، افعل ما يريد وفي المقابل، لم يكن يفعل شيء لأجلي، فقد كرهته، وكرهت القصر الذي أعيش فيه، وكرهت الأموال، لأنني لم أكن قادره على الاستمتاع بها، فجأة فقدت صوابي وبدأت اصرخ في وجهه فقلت له: أنني لم أعد اتحمل، ذلك أزعجه كثيراً، أحسست انه سوف يقوم بضربي، فدخلت الغرفة وأقفلتها، وهوا يقول لي: أفتحي، والا كسرت الباب
أخدت أغراضي، وإذ بي أقوم بفتح الباب، وفجأة هوا يقوم بدفعه، فأصيبت يدي وأصبحت تؤلمني بشده، أخدت ابكي، وقلت له: بصوت ضعيف، لماذا فعلت ذلك؟ ما الذي فعلته لك حتي تثور علي بتلك الطريقة وكنت ابكي، احس بغلطته، لكنه ظل يلقي علي اللوم، فأجابني قائلاً: انت من ارغمتني، مبرر الامر، هكذا هم دوما كل ما يفعلونه هوا اللوم، وتلفيق الأكاذيب، اما اخطائهم فمن الصعب عليهم الاعتراف بها، أخذت اغراضي، وقلت له: أريد العودة الي بيتي،

امرأة شرسةМесто, где живут истории. Откройте их для себя