Part 1

549 27 14
                                    

الماضى يؤلم بشدة و الناس تتعامل مع هذا الألم بطريقتين مختلفتين
اما ان تتخطى الماضى و تعتبر انه درسا مفيدا لك فى حياتك او ... ان تعلق فى الماضى ولا تستطيع تخطيه لوقت طويل جدا

تلك الفتاة الجميلة ذات الشعر الذهبى الطويل و الملابس السوداء الواسعة و قبعتعا السوداء و الحقيبة التى تجرها فى يديها تخرج من المطار الدولى فى مدينة سيول المزدحمة فى كوريا الجنوبية و تأخد نفس عميق لتملأ ر ئتيها برأحة الحرية و الاستقلالية التى سوف تعيشها لاول مرة و احلامها التى هى على وشك ان تحققها مصاحبة رأحة اوراق الشجر المغطاه بالندى الخفيف الذى يعطيها لمعان جميل تحت اشعة الشمس المشرقة

زفرت براحة و ظهرت ابتسامه خفيفة على شفتيها تقدمت للامام حتى اصبحت خارج المطار تمشى ببطئ فى شوارع سيول تتأمل الطبيعة و الشمس التى تنير المدينة بالكامل بعد لان الوقت حوالى الساعة السابعة صباحا ترى الناس الذين يسيرون فى الشارع حتى يذهبون الى اعمالهم و منهم من يستقل الحافلة و منهم منهم يرقض لانه تأخر عن عملة و منهم من يحتضن اطفالة ليذهبو الى المدرسة و منهم من يمارس الرياضة و غيرها من النشطات

كانت تسير بخفة مع حقيبى ضهرها متوسطة الحجم و الحقيبة التى تجرها بيديها تتأمل الناس من حولها بهدوء و تبتسم بخفة و تشعر بالحرية فى كل نفس تزفره تشعر براحة البال التى لم تشعر بها كثيرا فى حياتها لكنها سعيدة بهذه الحظات لانها تقدر كل لحظة تشعر بها بالامان و راحة البال لان هذه اللحظات كانت نادرة جدا فى ماضيها

بعد فترة من مشيها احست بالتعب لذا اوقفت سيارة اجرى و قد ساعدها السائق فى وضع حقيبتها فى صندوق السيارة كان رجلا يبدو فى العقد الاربعين من عمرة و كان يبدو عليه انهو رجل طيب القلب لذا ابتسمت له ببشاشة
"مرحبا سيدى"
"مرحبا يا انسة يبدو انك لست كورية ! اهلا بكى فى هذه البلاد التمنى ان تكون رحلتك سعيدة"
"شكرا لك سيدى هل يمكنك ان تأخذنى الى فندق جيد و لكن ليس باهظ الثمن ؟"
فكر الرجل لدقيقة ثم ابتسم
" اعرف واحد جيد بالقرب من منتصف البلدة سوف اخذك لهناك"
ابتسمت بطلتنا له برقة و شكرته .. بعد عشرون دقيقة تقريبا وصل الرجل
"لقد وصلنا يا انسة"
"شكرا لك سيدى"
نزل الرجل من السيارة و فتح الصندوق و اخرج حقيقة الفتاه
"ليس هناك داعى لهذا سيدى لا اريد ان اتعبك"
"لا بأس انت مثل ابنتى .. هيا سوف اساعدك فى ادخال الحقيبة"

دخلو الى الفندق و امسك الرجل بيد بطلتنا بحنان و ذهب ناحية رجل يبدو فى مثل سنة يجلس خلف مكتب متواضع و قال له
"هذه الفتاه ليست كورية لذا اعتنو بها جيدا"
و نظر للفتاه و قال
"هذا صديقى و سوف يرحب بكى فى فندقة بسرور لهذا ارتاحى هنا و اتمنى ان تستمتعى برحلتك "
احست الفتاه بالامتنان الشديد لذا انحنت تسعون درجة و قالت "اشكرك للغاية سيدى حقا لا اعرف كيف ارد جميلك "
" لا بأس لا بأس انت مثل ابنتى " و ابتسم الرجل بحنية و ذهب لكى يكمل عملة

نظرت الفتاه للرجل و رحب بها فى الفندق اعطاها مفتاح غرفتها و اوصلها لها و اخبرها بمواعيد الفطار و الغداء و العشاء و قال لها انه سوف يجلب لها حقيبتها بعد دقائق فشكرته كثيرا لم يكن هذا الفندق من الفنادق الكبيرة ذات الديكور الفاخر بل كان بسيطاً و دافئ و قد احبت الديكورات البسيطة.. سيفى بالغرض لعدة ايام .

دخلت الى غرفتها خلعت قبعتعا السوداء التى كانت ترتديها طول اليوم و نظرت فى المرآة لترى شعرها الطويل الذى يصل الى ركبتيها تقريبا و ابتسمت عندما فكت ربطة شعرها فانسدل بنعومة ابتسمت بخفة و امسكت شعرها و قالت

" لنبدأ بتسريحك اذا "
قهقهت على نفسها بخفة فا من بحق السماء يكلم شعره .. حسنا ... هى تفعل

بدأت فى تسريح شعرها الطويل و هى تنظر اليه بابتسامة حزينة و تنهدت بخفة جاء شاب يبدو صغيرا فى السن بحقيبتها فشكرته و اخذت حقيبتها و قد تفجأ الشاب من شعرها الطويل و قد اطال التحديق فيها لاحظت ذالك لتشكره بابتسامة و تأخد حقيبتها و تغلق الباب بسرعة زفرت بخفة و فتحت حقيبتها و اخذت ملابس بسيطة لها و ذهب لتستحم فهى كانت متعبة من السفر

خرجت و هى ترتدى شورت يصل لركبتيها و سويت شيرت واسع باللون الاسود .. ماذا .. هى تحب اللون الاسود .. ذهبت امام المرآة و جففت شعرها و ضفرته و بعدها دخلت الى الفراش و اطفأت الانوار لم تستطيع ان تغمض عينيها لمدة من الوقت و فجأه ... احست بدمعة تهرب من عينيها فوعت على نفسها و انبت نفسها قائلة
" توقفى عن هذا لديكى الكثير من الاعمال غدا و يجب ان تستيقظِ مبكراً غدا لذا توقفى عن التفكير انه وقت النوم" و اغمضت عينيها و سافرت الى بلاد الاحلام

TO BE CONTINUED

مدربة الرقص الغامضة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora