الفصل الثامن 🖤

2.9K 189 10
                                    

نوفيلا اصابك عشقًا
الجزء الثامن 🖤

سيطر على سيارته بصعوبة بالغة حتى توقفت امامها مباشرةً دون ان ترتطم بها بينما هي مازالت تتكور على نفسها تُخبئ وجهها بين يديها وترتجف مكانها، كادت تعتقد انه أخر يوم لها واخر ساعة لها، رفعت نظرها تنظر له من بين أطراف أصابعها وحدقتيها تتوسع بينما هو بادر قائلًا بلهفة
( Are you fine , انتِ كويسة؟)
ردد باللغتين حتى تفهمه وعندما رأها وعرفها ابتلع غصته بلهفة اكثر قائلًا
( مريم، انتِ كويسة؟)
مازالت الصدمة تعتريها وهي تنظر له ثم ابتلعت غصتها قائلة برجفة
( ا. اه كــويسـة يا يوسف)
تنهد براحة وهو يحمد ربه ثم قال بتنبيه
( متعديش الطـريق كـدا تاني، You're reckless {انتِ متهورة})
احتدت ملامحها وهي تقول
( لا يابابا انت اللي ماشي غلط، حد يمشي بالسرعة دي)
قوص حاجبيه وهو يرى كيف تقلب الطاولة عليه قائلًا
( Relax, انا مكنتش قاصد اني اخبطك اكيد، انا ماشي في طريق وانتِ مشيتي بسرعة من غير ما تاخدي بالك)
ثم رفع حاجب واحد واخفض الآخر قائلاً بثقة
( I didn't make a mistake {انا مغلطتش})
شهقت كـ غجرية وهي تقول بحدة
( حوش حوش البراءة اللي بتخر منك)
اخذ نفسًا عميقًا يحاول تمالُك نفسه أمام هذه الفتاة التي لم يرى لها مثيلًا، حتى انه لم يُقابل مُعاملة كـ هذه منذ قدومه - مصر - والأسوء ان اختها سكن ليست مثلها تمامًا ثم بادر
( تمام، اركبي اوصلك بيتك، عشان الوقت اتأخر)
فتحت حدقتيها على وسعهمها وهي تقول
( يا مصيبتي، عايزني اركب مع واحد غريب العربية، افرض خطفتني؟)
قلب عينيه ثم تحدث بفخر عن ذاته
( اكيد مش يوسف رجل الأعمال اللي هيخطفك انتِ يا مريم.. اركبي please )
كانت تحاول تجميع الكلام المُتكسر معه سريعًا حتى ترد عليه سريعًا فتفوز بهذا النقاش، تطلعت حولها فوجدت المكان هادئ للغاية ومن كثرة هدوئه مُخيف، والآن مضطرة ان تركب معه سيارته ليوصلها فـ نظرت له بطرف عينيها ثم اتجهت للسيارة وركبت واغلقت خلفها الباب بقوة، اخذ نفسًا عميقًا فـ هو ليس كما تتوقع بهدوءه، فهو مُسمى بـ الهدوء قبل العاصفة، عاصفته شديدة للغاية وعصبيته متهورة، توجه للسيارة ثم قاد للمنزل وهي تنظر له تارة ثم للطريق تارة وهو كان نظره للطريق فحسب، وعندما اوصلها امام المنزل بادر بسخرية
( وصلنا، انا مش خطفتك اهو)
تنحنحت بأدب الذي لا يليق بغجريتها هامسة بخجل
( امم اه، شكرًا ليك.. عن إذنك)
ثُم ترجلت للمنزل وهو غادر لمنزله وعقله كله لا يدور سوى عن - مريم -
_____________________
في صباح اليوم التالي ، كان يجلس على طرف الفراش ينظر لها ولابنتها النائمة باحضانها، وكأنها لوحة مرسومة فأبدع الرسامُ بها، ليلة امس كانت قاسية عليها فهي مازالت تترك اثرًا على خدها من اثر الدموع وعلى تعبها الواضح على وجهها، قريبًا سيُنهي هذا العذاب وسيُنهي سارة من حياته، ولكنه ينتظر الطريقة الصحيحة حتى لا يكون المُخادع في نظر سارة واهلها، مد يديه يُمسدها على شعرها بحنان ثم تنهد للمرة التي لا يعرف عددها.
شعرت هي بيديه على رأسها بل كانت تشعر بوجوده جوارها مُنذ قليل من رائحته التي حفظتها، فتحت عينيها ببطء وهي تنظر له فأبتسم تلقائيًا هامسًا بحب
( صباح الخير)
رسمت بسمة صغيرة على وجهها هامسة بصوت يكادُ يُسمع
( صباح النور)
ثم اعتدلت في نومتها لتجلس وتسند ظهرها على ظهر الفراش وهي تنظر ليديه التي وُضع بها خاتم خطوبته أمس، شردت بها فوجدته يرتدي فاليُمنى خاتم خطوبته من سارة وفي اليُسرى خاتم زواجه المُزيف منها، انتبه لنظراتها للخاتم فتنهد واقترب منها يجلس جوارها ثم اقترب بوجهه يلثم جبهتها واضعًا يديه على خدها بحنان هامسًا
( انا آسف، اوعدك هعوضك يا سكني، بس اديني فرصة ارجوكِ)
ابتلعت غصتها وهي تَنظر داخل عينيه وداخلها يبكي قهرًا هامسًا ويتهامس مع نفسه والآن تأتي اسفًا مُستعطفًا، القلب مات، فما يُفيد اسفك، يكفي جراح، يكفي آلام
أبعدت نظرها عنه ثم وجهته له مرة أخرى هامسة
( كُل شئ قسمة ونصيب، وانا رضيت بنصيبي من ارملة لـ مطلقة)
ثم ابعدته من جوارها ووقفت تتجه لِغرفتهم حتى لا تسمح له بالتحدث فـ اخذت ثيابها ودلفت للمرحاض لتنعم بـ استحمام مُنعش.
انتهى استحمامها وخرجت لتجلس مع الجميع على الإفطار وجلست جوار ابنتها وهي تُقبل رأسها ثم قالت للجميع
( صباح الخير)
ردد الجميع
( صباح النور)
ما هي إلا ثوانِ حتى صمت الجميع ليقول عُمر
( بابا انا هاخد سكن ونروح بيت المزرعة نقضي فيه يوم بما اننا مروحناش من زمان)
هز والده رأسه سريعًا مُرحبًا بالفكرة
( طبعًا يابني ماتروحوا تفرحلكو يومين)
وجه نظره لها ليراها هادئة لا ملامح سعادة ولا حزن على وجهها البرود يحتلها، خرج صوت الصغيرة ريم قائلة
( وانا ينفع اجي معاكو)
ابتسم عمر لها بحنان
( طبعًا هتيجي)
هللت الصغيرة بيديها
( ياااي انا مبسوطة اوي)
أبتسم الجميع لسعادتها وفي نفس الوقت ينظرون بقهر لـ سكن وما تتحمله، خرج صوتها اخيرًا قائلة
( اه صحيح، مش عايزين نتأخر عن بكرا عشان في حفلة فالشركة ضروري نروحها)
قوص حاجبيه باستغراب مُتسائلاً
( حفلة إيه؟)
شرحت له بهدوء
( اول مجموعه تصاميم اتنفذت ليا وبكرا فيه عرض ليها فـ هنروح بكرا انا وانت ولو حد حابب يجي)
همهم مُفكرًا في الموضوع بينما ردت سما بحماس
( هنيجي معاكِ انا ومريم عشان متشوقين اوي اوي نشوف تصاميمك)
هزت سكن رأسها كـ دليل الموافقة على حديث سما فردد عُمر
( ماشي نروح مافيش مشاكل)
ثُم نظر لسكن ليجدها لا حياة لمن تنادي، ولا توجد طريقة سوف يُعيد بها بسمتها ونظرة الحُب التي كانت داخل عينيها له تنهد بأسى مُكملًا فطوره.
رن هاتف سما بـ قدوم رسالة ففتحته لترى رسالة من جاسر محتواها " في حاجة مُهمة لازم نتكلم فيها، ان شاء الله هاجي النهاردة نتكلم فيها واكلم باباكِ"
قوصت حاجبيها باستغراب والفضول يأكلها من جميع النواحي لتجيبه
( حاجة إيه؟)
انتظرت حتى رأي الرسالة ثم بدأ يكتب ثم أرسلها
( لما اجي مش هينفع نتكلم فيه دلوقتي)
زفرت بضيق ثم ارسلت له
( تمام مستنية)
ثم اغلقت هاتفها وعقلها يدور ويدور عن الموضوع الذي يُريد جاسر التحدث لها به.
انتهوا من وجبة الفطور بينما نظر عُمر لسكن واردف
( جهزي الحاجات اللي هناخدها يلا عشان ساعة ونمشي)
تنهدت بهدوء وهي تهز رأسها بالإيجاب ثم توجهت لغرفتهم لتُجهز ملابسهم وعندما انتهت اخذها وذهبوا ومعهم الصغيرة ريم.
__________________
اتى جاسر لتناول وجبة الغداء مع عائلة خطيبته ورحب به الجميع وهي رحبت به ترحيب مُميز، نظرات بينهم تحمل كل الحُب، نظرات هيام من عينه لها، تلعب في اوتار قلبه، حبه لها فاق كل التوقعات، يود أن يُخبئها بين ثنايا قلبه ويُغلق عليها جيدًا حتى تكون لوحده ويكون هو كُل الناظرين لها، فعلت به الأفاعيل، من يراه سابقًا لا يراه الآن وهو واقع في غرامها، دهته عيناها وسحرها، فـ عيونها جميلة وجمالها يُخيف القمر، يراها انقى شيء في الوجود، ففي خطواتها ينبت الورد، هي مُبهرة، مُبهرته التي سرقت عينه وقلبه وانفاسه وتفكيره، استيقظ من وصف جمالها في مخيلته على صوتها وهي قادمة تضع كوبين من الشاي أمامه ثم جلست جواره بينما هو ارتسمت إبتسامة عريضة على وجهه لوجودها جواره
( الدنيا نورت)
ابتسمت بخجل هامسة
( ده نورك)
كان ينظر في عينيها بعشـق بينما هي أكملت حديثها قائلة باستغراب وتساؤل
( هو انت كنت بتكلمني وبتقول في موضوع، موضوع إيه؟)
ابعد نظره للجهة الأخرى وتنهد بحرارة متحدثًا
( بصراحة، انا عندي سفر برا مصر لـ سنتين عشان رايحين نقدم مشروع..)
قاطعته بـ شهقة قائلة
( ايــه؟ سنتين؟)
اكمل مُبررًا
( عشان الشُغل يا سما اعمل إيه طيب، وبعدين اسمعيني للآخر)
هزت رأسها بإيجاب وزفرت بضيق
( سمعاك.)
اكمل مبتسمًا
( بصراحة انا عايز نتجوز قبل ما اسافر! عشان انا عايزك تكوني معايا في السفرية دي)
ابتلعت غصتها ثُم تسائلت بتوتر
( انت هتسافر امتى؟)
لمح التوتر داخلها فأجابها
( بعد تلت اسابيع)
صمت لثوانِ ثُم أكمل
( لو انتِ مش مرتاحة ومش حابة، انا هسافر ولما ارجع نتجوز، زي ما تحبي بس انا قولتلك اللي عندي، ان انا عايزك تكوني معايا)
تنحنحت بتوتر بالغ ثُم شردت بعيدًا فوضع يده فوق يدها
( فكري انتِ فالموضوع كويس وانا مُتقبل اي رد ، علشان على حسب رد فعلك هنقرر اكلم والدك ولا لا، عشان مكلموش وانتِ اصلًا مش موافقة )
ثم سحب يده من فوق يدها وابعد نظره قائلًا بحزن
( اتمنى متكونيش لسه خايفة مني وإن انا مُمكن اعملك حاجة)
ثُم نظر لعينيها مُكملًا بحب
( انا بحبك بجد يا سما وعايزك تكوني مراتي وام عيالي فـ ارجوكِ شيلي الأفكار دي من دماغك)
ترددت في حديثها وهي تُبرر توترها
( انت بتقول ايه بس.. لا انا اكيد مش خايفة منك، انا مطمنالك بس انا، يعني انا قصدي إن احنا لسه مخطوبين مكملناش شهر، وهنتجوز بسرعة ونسافر وكدا)
كان يُتابعها في حديثها ثُم إبتسم ابتسامة صغيرة واجابها بصوت كئيب
( خلاص اعتبري إني مقولتش حاجة ولا عرضت الفكرة، واللي فيه الخير ربنا يقدمه)
ابعدت نظرها بحزن بعيدًا عنه فهي لن تراه لسنتين والابشع من ذلك فـ هو يريدها معه لتشاركه وحدته في السفر، والآن بالتأكيد هو حزين للغاية، وبالفعل كان داخله يحمل القهر بسبب رفضها فـ هو ود ان تكون جواره في سفره، ظل جالسًا معها قليلًا ثم غادر وملامح الأسى على وجهه، بينما هي جلست تُفكر في حديثه كثيرًا.
________________________
وصلوا منزل المزرعة دون ان يتفوه أحدهم بكلمة طوال الطريق، نظرت للمنزل بهدوء فهي لم تأتي له سوى مرتين وكانت مع خالد والآن اتت مع عُمر، خطت بقدميها لداخل المنزل وخلفها ريم تركض للداخل وعُمر يحمل اغراضهم، ظلت تدور بعينيها في المكان حتي استقرت عليه ينظر لها بحب ونظرات الندم ايضًا تحتل عينيه، كأنه يعتذر لها ولكن عن طريق العيون، لكنها لا تستطيع التحمل فـ هو لا يعرف بماذا تشعر او ما الحرب التي داخلها، مهما تحدثت معه فـ لن يصله شعورها، ولكنها مُخطئة في ذلك فـ هو يشعر بها وكأنه هو من يتألم، بالطبع فهو يُحبها هي وليس سارة، فوجوده مع الأخرى يُسبب له اذى في قلبه، قطعت الشرود الذي احتل المكان
( بتبصلي كدا ليه؟)
نطقتها بصوت خافت
اقترب منها مُمسكًا يديها بين يديه وهو يهتف مستاءًا
( بحاول أعتذر بطريقة غير الكلام، بحاول أعتذر عن كُل ألم سببته ليكِ، بحاول أعتذر عن الوجع اللي انتِ حساه، بس انا مش عايز اسيبك، انا عايزك معايا وتكوني شريكة حياتي!)
اردفت ببساطة
( خلاص، سيب سارة)
تنهد مُكملًا حديثه بهدوء
( هسيبها بس عايزها تيجي منها مش مني وهي هتسبني لوحدها، عشان انا مش حابب اكون سببتلها اذى نفسي كبير)
برزت شفتيها وادمعت عينيها مُتسائلة بنبرة مُختنقة
( للدرجادي بتحبها، اومال عايز تكمل معايا ليه؟)
هز رأسه بنفي واحاط وجهها بكفي يديه بحنان هامسًا
( بحبك انتِ، انتِ كل حاجة في حياتي يا سكن، انتِ غيرتي حاجات كتير فيا، حاجات كتير لو فضلت اعدها من هنا لبكرا مش هخلص، غيرتيني، انتِ بقيتي السكن بتاعي اللي بجريله وانا فيا حاجة، انتِ سكني)
هبطت دموعها في مجراها ثم أكمل بهيام
( من اول نظرة بالفستان الأبيض بتاعك وانا بتجوزك، كلامك معايا وهزارك، محاولتك الجميلة اللي كانت بتخليني ارجع تاني للمود بتاعي، رقصتنا تحت المطر، قُربي منك، كُل ده كان سبب يخليني اقع في حُبك، وكنت عايز نكون شخص واحد مع بعض دايمًا انتِ انا وانا انتِ، انا عارف ان جواكِ حُزن كبير بس اوعدك إني هعوضك عن كُل ده، واخلي حياتنا احسن)
ثم اقترب بوجهه يلثم جبهتها بحب هامسًا
( نعيش سوا واجيب منك اخوات لريم)
ابتلعت غصتها لكُل هذا الحديث الذي قاله فاندفعت لاحضانه وتحول بكاءها الناعم إلى نشيج مختنق، بينما هو يُمسد على شعرها بحنان عله يُخرج تلك الطاقة السلبية التي داخلها او السكون الذي يشبه فوهة بُركان تود الإنفجار.
وبعد عدة دقائق تحدثت وهي مازالت تتعلق بأحضانه
( كُنت ساكتة، كنت مفكرة انك عارف ان سكوتي ده وجع وكان سكوتي كله كلام، سكوتي كان عياط في قلبي وكسر فيه، كلامك كله بيوجعني اكتر مهو مفرحني، عشان انت لسه مع سارة، مع ان كان ممكن تنهي كل ده من غير ما يحصل خطوبة بس انت فضلت ساكت مش عارف تختار بينا..)
قاطع حديثها قائلًا بنعومة
( من زمان وانا مختار وكنت مختارك بس مكنش عندي جُراءة اواجه سارة، انا مش وحش يا سكن، انا حبيتك انتِ والحب عمره ماكان عيب)
تنهدت وابتعدت عنه قليلًا تنظر لعينيه
( وانا كمان حبيتك)
قالتها بكُل قهر واردفت مجددًا
( حبيتك من كُل قلبي مع إني كُنت عارفة إنك مش ليا بس انا كنت ليك، وانت سبتني واخترت سارة)
هز رأسه بنفي قائلًا بانفعال
( قولتلك انا مخترتهاش انا أخترتك انتِ، ليه مصممة تقولي كدا)
أدارت وجهها عنه وكان ظهرها هو المقابل له وتحدثت بحزم
( عشان انت مبينتش أفعال انك اخترتني، بين افعالك يا عُمر)
ثم سارت من أمامه للحديقة التي تلعب بها ابنتها بينما هو وقف يشتاط من حديثها الذي يحمل كل الحقيقة، يعلم جيدًا ولكنه يحاول ان يُبين لها فعليًا انه يريدها هي وكانت هي اختياره الوحيد.
________________________
وصلتها رسالة على موقع ' الصراحة ' الخاص بها ففتحتها لتجد بها
" لمحتُ عُيونك، وابتليتُ في حُبها "
قلبت عينيها فـ هي الغجرية التي لا تَقبل كلام كـ هذا قائلة
( مُحن فاضي، تلاقيه عيل بيلعب يابت يا مريم)
هزت رأسها بقلة حيلة وخرجت من الموقع وهي تتصفح 'الفيس بوك' الخاص بها ليستوقفها اقتراح صداقة من ذلك صاحب العيون الساحرة مدير شقيقتها - يُوسُف - دفعها الفضول لتُلقي نظرة على محتوى صفحته فـ لم تجد بها الكثير ولكنها وجدت صور قديمة له خارج مصر مع اصدقاءه ومنهم إناث وذكور، ويوجد صورة له مع فتاة تقف جواره بـ دلع فهمست مريم بنفور
( شوف المهزأة بتتدلع ازاي، يع)
هزت رأسها ثم خرجت من صفحته ووضعت الهاتف جوارها قليلًا ثم امسكته لتجد طلب صداقة منه، ابتسمت بسخرية قائلة
( هه مفكرني هقبلك ولا إيه، انت هتصاحبني يالا)
ثُم حذفت الطلب بعند واخرجت الاب توب الخاص بها تُكمل اعداد الصور التي تعمل عليها، فهي تعمل كـ مصورة لحفلات زفاف وجلسات تصوير للأصدقاء والمناسبات الأخرى.
________________________
انتهوا من تناول وجبة الغداء وبعدها غفت ابنتها - ريم - بسبب كثرة لعبها ولهوها منذ قدوهم لبيت الزرعة، بينما هو حملها ووضعها في الفراش وعاد مرة اخرى وجلس جوار سكن، رفعت بصرها تنظر له ثم ابعدته مرة أخرى بهدوء لتنظر لطبيعة وجمال المكان، ابتسم بحب واطال شروده حتى افاقته بصوتها وهي تعقد حاجبيها
( هتفضل باصصلي كتير، بتوترني!)
ابتسم بعبث واقترب بوجهه من رقبتها
( وانا اقدر اوترك برضو)
تنحنحت بخجل وابعدته قليلاً
( بتعمل إيه يا عُمر؟)
أبتسم وتحدث بصوت اجش
( وحشتيني)
اقترب بوجهه من وجهها وطبع قُبلة يُعيد الشغف بينهم والحب الذي اختبئ بسبب تلك المشاكل، فـ ها هو الآن يظهر ويعود أدراجه مُرتاحًا، اعاد كل ذرة عشق بينهم وداخل قلوبهم، حرك أمواج الغرام التي تسكنهم، ابتعد قليلًا وكل منهم يلهث بتعب فـ همست هي
( ر. ريــم موجــودة)
مال ليحملها مُرددًا بأخر ذرات صبر لديه
( مش هتصحى دلوقتي)
ثم سار بها لغُرفتهم ليعيد ما تبقى من كل المشاعر التي اختبأت خوفًا ان تتحول لكره في وجود المشاكل، فـ أختبأت لـ يحين موعدها بالظهور.
يمُر النهار عليهم في منزل المزرعة وفي قرابة المساء تجمعوا جميعًا لسيارته مُغادرين لمنزلهم في المدينة، بينما هو داخله مُحمل بالراحة والحُب وكأنه استعاد سكنه ومسكنه في وجودها وقربها منه، كأنه أمن عليها داخل أعماقه، ارتاح عندما اثبت لنفسه انها ملكه وحده، هي اميرته التي تجن جنونه، تنهد داخله طالبًا من ربه ان يحفظها له، ويحفظ جمال عينيها حتى يظل يشردُ بهما في اوقاتهم.
بينما هي كانت من فترة. لأخرى تنظر له كأنها تستعيد لحظات الحُب بينهم، مازالت تحمل ثقل في قلبها، ولكن يبدو انه بدأ يذهب تدريجيًا وهذا ماكانت تُريده، تُريد ان تنعم معه بحياة هادئة يملؤها صوت العصافير الخافتة. في كل صباح، مع رائحة فطار وغداء وعشاء ، ثم يناموا ليلاً بهدوء وسكينة، دون مشاكل، دون ألم، دون جروح، فقط الهدوء والسكينة والسعادة، لم تتمنى سوى هذا لعائلتها.
_________________

كانت تمسك هاتفها بشرود امام رقمه، لا تعلم هل تتصل به الآن ام تنتظر للصباح، هي ما بين الذهاب معه او المكوث حتى يأتي، كان القرار صعبًا عليها وعليه، فهو أراد وجودها جواره، يبحث عن السعادة في وجودها وكأنها ليست مُتعلقة سوى بها، يرى في عينيها اجمل تفاصيل، بينما هي تُحبه، شعرت جواره بـ مشاعر جديدة لم تعشها سابقًا، احبته سريعًا ودق قلبها له، تحب وجوده جوارها وحنانه عليها، تنهدت بعمق وقررت اخيرًا أن تعطيه إجابتها فـ قامت بالإتصال به منتظرة إجابته!

يتبع...

أصابك عشقٌWhere stories live. Discover now