٤-«الجاني».

141 19 13
                                    

خطواتٌ يخطوها بأقدامهِ المُتيبسة، ويتلمس الجُدران بأصابعهِ الملطخة بالدماء مُخلفًا عليها آثار دماءه الباردة. يَتلمس بينَ حينٍ وآخر السكين المُنغرسة بجسده ومضختهُ الهشة متأكدًا مِنْ كونها لا زالت تَنبض، ويجول بأنظاره أرجاء المَمر السائر فيه باحثًا عن شيء ما.

هبطَ السلالم مُحدثًا ضجة بوقع أقدامه عليها وملوثًا إياها بسائلهِ الأحمر. جالَ المنزل بأكمله ولم يعثر على ما يبحث عنه، حتى خرجَ مُتجهًا للخارج حيث البُستان الذي فيه المنزل.

•°•°•°•

كانَ يقف بمنتصف منطقة مليئة بالأزهار تقع على مقربة مِنْ المنزل الذي يتوسط بستانه مُغمض العينين، مُستمتع بالنسيم البارد الذي يلفح وجهه تحت ضوء القمر. كانَ متوسط الطول، بدين الجسد، يكسو صلعته شعرٌ خفيف، وأنفهُ طويلٌ حاد، مع ذقنًا صغير، وفمًا مُبتسم برضى.

باعدَ جفنيهِ موزعًا أنظارهُ بين الزهور، وبمساعدة ضوء القمر لاحَ أشكالهن وهن منغلقات على أنفسهن ومَرت ذكرى حادثة على باله ليقطب جبينهُ بإنزعاج. لم ينتبه للذي خرجَ مِنْ المنزل مُلطخًا العشب الأخضر بسائله الأحمر وهو يتجه نحوه، كان يسير مسرعًا وفرقعة مفاصلهُ تخلخل صوتها مسامع الرجل.

وجهت أنظار الرجل ناحية صوت فرقعة مفاصل الجسد المُتيبسة، مُستغربًا يُحدق بالذي بانت تفاصيلهُ مِنْ ضوء المنزل، أصفر وجههُ شيئًا فشيئًا حينَ لاحت أنظارهُ تِلكَ الدماء القانية، وجَفلَ وجلًا برؤيته لصدره المشقوق وقلبهُ الظاهر ومؤديًا لوظيفته، تراجعَ بضع خطواتٍ للخلف وشهق فزعًا مع ارْتِجاج فكه لينبسَّ فزعًا بكلماتٍ متقطعة

«كَـ.. كيفَ هذا! مستحيل!.. لا.. لا يُمكن!».

°•°•°•°•°•°

٢٠٢١/٦/٢٦
٧:٣٠ م

الميت الحَيّWhere stories live. Discover now