رؤية أم قدر

1.9K 72 2
                                    

إسكريبت بتاريخ فبراير 2020
"بيقولوا إن أقدار الشخص بتحصل على إللى هو بيبقى متوقعه .. طيب وبالنسبه للشخص إللى بيعرف إيه إللى هيحصل لكل شخص قدامه ده بتسموه إيه؟ أنا إسمى كريم عندى 30 سنه بشتغل محاسب فى شركة أدويه ، عشت طول حياتى منعزل عن الناس بسبب انى ببقى عارف إيه إللى هيحصلهم ، عايش منعزل لإن فكرة إنى أخسر الشخص ده وهو هيموت قريب هتبقى صعبه عليا .. فانعزلت عن كل الناس وبالرغم من إنعزالى حاسس إنى هخسر حاجه كبيره أوى نفس إحساس الخساره إللى كنت بحسه قبل وفاة والدى ووالدتى ، فى البدايه كنت بترعب لما بعرف إن حد من إللى حواليا هيموت  بس مع الأيام إتعودت على كل ده ، حاولت كتير أتدخل فى إنى أحاول أصلح من الشخص ده قبل موته فى إللى بيقبل النصح وفى إللى بيتريق عليا ، وكل ده طبعا وماحدش يعرف عنى حاجه ولا حتى بجيب سيرة الموت لإن ماحدش هيصدقنى، أنا بالنسبالهم وبالنسبه لنفسى مجرد عابر سبيل بينصح  ..  أنا روحت لشيوخ كتير قالولى
"دى نعمه من ربنا عز وجل أنعم عليك بيها فحافظ عليها" ، مش معنى إنى معايا النعمه دى يبقى أنا ملاك ، أنا بشر وبغلط زيي أى حد ... أنا وحيد وإتعودت على كده لإنى زى ماقولت أنا مش حابب أعيش خساره تانيه مش عايز أتجرح مش عايز أعيش إحساس الفقدان من تانى وده لإن الموت أمر واقع لا محاله."
كان قاعد فى المسجد وبيتكلم معاه...
كريم:"ياشيخ إسماعيل أنا بحاول أمنع الحادثه قبل ماتحصل وبرده بتحصل أنا مش عارف أعمل إيه؟"
إسماعيل:"ده قدر يابنى ولازم يحصل."
كريم:"بس ده مش موت عشان يفضل يحصل بأشكال مختلفه ، دى بتبقى حوادث بسيطه يعنى."
إسماعيل:"وإنت ليه بتمنعها؟ سيبها تحصل زى ماهى ، إنت ممكن تتدخل وتنقذ الشخص منها وبس."
كريم بتنهيده:"بحاول أنقذهم ، مره واحده فكرت إنى بعاكسها ، ومره واحد يقولى وإنت مالك أنا أمشى فى المكان إللى يعجبنى ، أنا تعبت ، أنا مش عارف أعمل إيه ، أنا بقيت شايف إنى لازم أبقى فى حالى."
إسماعيل:"فى حاجات ماينفعش تقول لنفسك فيها خليك فى حالك ، لازم تتدخل يابنى ، أومال ربنا رزقك بالحاجه دى ليه؟ ، مرزقكش بيها عشان تفضل ساكت وخلاص ، كل حاجه وليها حكمه."
كريم:"ونعم بالله."
إسماعيل:"يلا يابنى نقوم عشان هقيم الصلاه."
كريم:"يلا."
الشيخ إسماعيل أقام الصلاه وكريم وقف فى صف المصلين إللى عباره عن عدد بسيط من الأشخاص إللى بيحضروا صلاة الجماعه فى المسجد...بمرور الوقت ... سلم من الصلاه ولبس الجاكت بتاعه وحط الزنط على راسه ومشى فى الشارع وبيحاول مايبصش لحد عشان مايتعبش من كل إللى هيشوفه لو عيونه جات على حد ، ركب أوتوبيس زحمه وكان كل إللى واقفين شباب ماعدا بنت واحده .... وفجأه رؤيه جات على باله ، أخد نفس عميق وقرر إنه يساعدها قرب منها بهدوء وبدأ يهمس ليها...
كريم بهمس:"يا آنسه ، الشخص إللى لابس أحمر ده *بيشاور* هينزل فى المحطه الجايه روحى أقفى عنده عشان تقعدى مكانه."
بصتله بضيق على إعتقادها إنه بيعاكسها وبعدها طنشته...
كريم:"يا آنسه أ............"
إتحركت وسابته ووقفت فى مكان تانى ، الأوتوبيس وقف عند المحطه إللى عليها الدور وبالفعل الشاب إللى كان قالها عليه نزل وواحد من إللى واقفين قعد مكانه ... إتنهد بضيق وعيونه جات عليها ومن الواضح إنها مش مهتمه ولا حتى ركزت...
كريم لنفسه:"وإنت مالك؟ بتتدخل ليه؟ ماتسيبها واقفه مالكش دعوه بحد بعد كده ، جايب لنفسك الإحراج دايما وخلاص."
بمرور الوقت نزل من الأوتوبيس ودخل الشركه إللى بيشتغل فيها... وهو معدى على مكتب السكرتيره وقفته رؤية وقوع النسكافيه إللى هى بتشربه على الأوراق المهمه إللى قدامها...
كريم لنفسه:"وإنت مالك؟ خليك فى حالك يلا روح على مكتبك."
حاول يروح لمكتبه ضميره أنبه وراح للسكرتيره...
كريم:"إشربى النسكافيه بعيد عن المكتب."
السكرتيره وهى رافعه حاجبها:"ليه يعنى؟"
كريم:"إفرضى وقع والملفات المهمه دى باظت؟ هتستحملى العقاب إللى هتشوفيه؟"
السكرتيره:"ممكن تخليك فى حالك؟ وبعدين هوقعه ليه؟ هو أنا إيدى سايبه؟ وبعدين حضرتك إتأخرت خمس دقايق ، حضرتك كنت واخد إذن ساعه مش ساعه وخمس دقايق."
كريم وهو مش بيبصلها:"مش هتفرق كتير ، عادى إخصموهم."
مشى من قدامها وهى إتضايقت من طريقته وأسلوبه...
السكرتيره بضيق لنفسها:"فاكر نفسه مين ده؟"
قطع تفكيرها صوت رنة موبايلها ، حطت النسكافيه جنبها على المكتب وردت على الموبايل....كان واقف بعيد مترقبها وهى بتتكلم فى الموبايل وبيبص عليها وهى سرحانه ومشغوله فى كلامها...
كريم لنفسه:"أروح أشيل الكوبايه ولا بلاش؟... لا خلاص هروح."
كان لسه هيتحرك إيد السكرتيره خبطت فى كوباية النسكافيه والنسكافيه كله وقع على المكتب وغرق كل الأوراق إللى عليه..
السكرتيره بفزع وهى بتقفل المكالمه:"ياخرابى ، ده أنا هروح فى داهيه."
بدأت تشيل الأوراق وبتحاول تلحقهم لكن ما باليد حيله... إتنهد بضيق وبعدها مشى وراح لمكتيه...
"نسيت أقولكم ، من كتر مانا منعزل عن الناس وماليش دعوه بحد ، الكل بقا بينتقدنى وبيكرهنى وكمان ممكن يتمردوا عليا ، شايفين إنى واحد متحكم ومغرور ومتكبر وأنا أكتر شخص عايز مصلحتهم ، شايفين إنى شخص غامض بس للأسف مايعرفوش إن غموضى ده فى إنى عارف كل واحد هيحصله إيه....
بمرور الوقت... كان قاعد مركز فى شغله وفجأه حد شال الزونط من على راسه ، سكت ومعملش أى رد فعل ولبسه تانى على راسه ... نفس الشخص راح نزل الزونط من على راسه...
كريم بضيق وهو بيبصله:"خير؟"
؟؟ بسخريه:"عادى برخم."
كريم:"رخمت خلاص؟ يلا إتفضل روح شوف شغلك."
؟؟:"أنا مش بتاع شغل."
كريم:"يبقى سيبنى فى حالى ياحسام بعد إذنك."
حسام وهو رافع حاجبه وبيشيل الزونط من على راسه:"لا."
كريم حاول يكتم غضبه بس تجاهل حسام ورجع ركز فى شغله....بمرور الوقت...سمعوا صوت آذان العصر.. كريم ساب إللى فى إيده وبدأ يتكلم مع الشباب إللى معاه فى القسم...
كريم:"يلا ياشباب ننزل نصلى جماعه."
كلهم قاموا ماعدا حسام إللى قاعد بيتكلم على الموبايل...
حسام:"هههههههههههه ، خلاص ماشى هاجى ياروحى ماتقلقيش ، فين العنوان؟"
كريم:"حسام ، يلا ننزل نصلى؟"
حسام شاورله ب "لا" وكمل كلامه...
حسام:"ممممممممم ، خلاص بس أهم حاجه نرقص أنا وإنتى يعنى مش هروح نايت كلاب وفى الآخر مرقصش معاكى."
كريم فضل واقفله وبيبص عليه...
حسام:"هههههههههههههه ، خلاص يابيبى إعملى حسابك هروح معاكى برده."
كريم لنفسه:"أستغفر الله العظيم."
حسام:"أوك باى."
كريم:"مش يلا؟"
حسام بإستفسار وهو بيبصله:"يلا إيه؟"
كريم:"مش يلا ننزل نصلى جماعه تحت؟"
حسام:"مانا قولتلك لا مش هصلى."
كريم لسه هيتكلم...
حسام وهو بيقاطعه:"إبعد عنى ومالكش دعوه بيا خليك فى حالك ، مش كل شويه تقول يلا ننزل نصلى ، إمشى وسيبنى."
كريم بضيق:"برحتك."
كريم نزل وأقام الصلاه وبدأ يصلى جماعه بزمايله....بمرور الوقت...
كان قاعد على مكتبه وفجأه حس بخوف شديد ورهبه شديده وخاصة إنه سمع صوت هو ذات نفسه بيخاف منه أوى .... "الموت"....
إتلفت حواليه وعيونه جات على زمايله الشباب إللى مشغولين فى شغلهم بس مش لاقى ومش عارف مين إللى هيموت لحد ماعيونه إستقرت على حسام إللى بيجهز حاجته عشان يمشى ، شاف رؤية موته...كريم جرى عليه بسرعه...
كريم بهمس:"حسام ، روح دلوقتى حالا وإتوضى وصلى ركعتين."
حسام بسخريه:"أفندم؟"
كريم بفزع مع همس:"روح الحمام حالا وإتوضى وصلى ركعتين توبه."
حسام إستغرب شكل كريم...
حسام:"إنت مجنون يابنى؟ وسع كده."
كريم بحزن وهو بيمسكه من دراعه:"ده لمصلحتك أرجوك ، إنت هتمو........."
حسام بعصبيه وهو بيقاطعه وبيشيل دراعه:"إنت هتعملى فيها شيخ؟ بقولك إبعد عنى وخليك فى حالك."
سابه وشى من غير مايستنى رد منه...فضل واقف فى مكانه ومازال سامع صوت رياح الموت الشديده إللى بترعبه...قرر إنه ينزل ويجرى وراه ، بس مالحقهوش لإنه خلاص كان إتحرك...دمعه نزلت من عيونه لإنه حاول بس معرفش...رجع لمكتبه وأخد حاجته ومشى وهو قلبه بيوجعه على موت زميله إللى هيحصل.....بعد مرور وقت بسيط...فى مكان كله إللى كان مسموع فيه صوت الأغانى العاليه  وصوت ضحكات الجميع....
حسام وهو بيحضنها:"كل سنه وإنتى طيبه ياروحى."
؟؟:"وإنت طيب ياقلبى ، إنت إتأخرت ومش هنلحق حتى نقعد تعالى نرقص وبعدها نبقى نقعد مع بعض."
حسام:"اوك ياقلبى."
لوهله حس بالدوار وهى بتسحبه وراها ، راحوا على الإستيدج وبدأوا يرقصوا...كان حاسس إن الدوار ده بيزيد بس كان بيتجاهل الإحساس ده وفجأه وقع على الأرض وبدأ يفقد روحه بشهقه عاليه خرجت منه....والبنت إللى كانت معاه بدأت تصرخ بإسمه.....
..............................
كان واقف بيبص على الناس من فوق سطح عماره وملامحه كلها جامده مافيهاش أى مشاعر وده لإنه خلاص إكتفى من الناس ، إكتفى من أفعالهم وإكتفى من رفضهم الشديد من إنهم يسمعوا نصيحته .... حس إنه محتاج يشرب قهوته إللى متعود يشربها دايما فى كافيه معين ، مشى ونزل من العماره...بمرور الوقت...دخل الكافيه وقعد على ترابيزته المعتاده...
؟؟ بإستفسار:"قهوه مظبوطه يا أ/كريم زى كل مره ولاحضرتك حابب تغير الطلب؟"
كريم بإبتسامه:"زى كل مره يا محمد."
محمد:"إنت تؤمرنى."
مشى وسابه وكريم سرح فى الشوارع المحيطه بالكافيه وده لإنه بيبص عليهم من خلال زجاج الكافيه ..بعد مرور فتره بسيطه...
محمد وهو بيحط فنجان القهوه على الترابيزه:"إتفضل يا أ/كريم أى خدمه تانيه؟"
كريم:"لا شكرا."
سرح فى فنجان فى القهوه إللى قدامه بس فجأه شاف رؤيه....

#########...
محمد:"هات الشاى بسرعه يا حسين."
حسين:"حاضر بس حاسب هو بيغلى."
محمد وهو بياخد الكوبايه بحرص:"حاضر."
خرج من البوفيه ورايح نحية الزبون إللى طلب شاى...
؟؟:"هههههههههههه ، يابنتى زى ماقولتلك هشترى البلوزه الأوف وايت والجيبه إللى لونها أحمر الحلوه دى ، بس محتاره مش عارف أشترى طرحه لونها إيه؟..... تصدقى صح ، خلاص ماشى ، والشوز طيب؟...خلاص ب......................ااااااااااااااااااااااااااااااااااه."
صراخها بدأ يزيد نتيحة الشاى المغلى إللى وقع على رجلها فى الوقت إللى محمد إتكعبل فيه على السجاده....
؟؟ بصراخ مع دموع:"رجلى ، رجلى إتحرقت اااااااااااااااااااااااااااااااااااه."
############ ...
فاق من رؤيته وعيونه جات على محمد إللى رايح نحية المطبخ...
كريم بصوت مسموع:"محمد معلش تعالى ثانيه."
محمد:"خير يا أ/كريم حضرتك عايز حاجه؟"
كريم:"بقولك ماتخليك قاعد شويه كنت عايز أتكلم معاك فى حاجه."
محمد:"أنا ب........"
؟؟:"لو سمحت."
محمد بص للشخص إللى بيشاورله...
محمد لكريم:"بعد إذنك هشوف الزبون عايز إيه."
محمد راح للزبون...
؟؟:"لو سمحت كنت عايز شاى وياريت بسرعه."
محمد:"تمام."
فى نفس الوقت كريم سمع صوت بنت داخله الكافيه وبتتكلم فى الموبايل....
؟؟:"أه خلاص وصلت الكافيه إللى جنب المول."
البنت قعدت على ترابيزه بعيد شويه عن بتاعة كريم...وهو قاعد محتار مش عارف ينقذ الوضع إزاى ،،، راح نحية الحمام وبيبص على البنت إللى مشغوله فى كلامها فى الموبايل وعلى محمد إللى بيشيل كوباية الشاى بحرص وده لإن المايه مغليه وقرب يخرج من المطبخ...
؟؟:" هههههههههههه ، يابنتى زى ماقولتلك هشترى البلوزه الأوف وايت والجيبه إللى لونها أحمر الحلوه دى ، بس محتاره مش عارف أشترى طرحه لونها إيه؟"
عيونه جات على محمد إللى مقرب نحيتها ، مش عارف يعمل إيه وينقذها إزاى دى ، لحد أما خلاص فى اللحظه إللى محمد إتكعبل فيها كريم مسك رجل البنت إللى كانت خارجه بره الترابيزه وزقها بإيده ، والشاى وقع على الأرض بدل مايقع على رجلها ، إتنهد بإرتياح بس إتفاجئ بصفعه قويه على وجهه....
#رؤية_أم_قدر؟
#تأليف_ساره_بركات
#الحلقه_الأولى

إسكريبتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن