14- صـائدُ الأمـاني

155 9 10
                                    


كـومنت + فُـوت نُـجومي

________

أيا صائدَ الأماني!
ألا إختطِـف قلبي
و لا تسرق منّي مُنيتي الوحيدة..

ألا أوقعني في شراكِك
و لا تفتكّ مني خيطَ نجاتي..

__________

لم أعلم أبدًا كيف مرّت الأسابيعُ برفقة محبوبيِ.. فـ إني أدركُ أن الوقتَ لا يودّ منّي الإستمتاع بكل لحظة أقضيها معه و بكل لمسةٍ أحطّها على أناملهِ و كتفيهِ العريضين
إنّ الوقتَ يتصارعُ معيِ.. فإنّي لا أحبّذُ جريانَ الدقائقِ و لكنّ الوقتَ يتعمدُ إسراعه حتى تنقضيِ ذكرياتنا..
و برغم ذلك.. فإنّي أتحدى جميع الطرقِ الوعرة و المصاعب حتى أظفُر بثوانٍ معدودة منكَ بداخلي..
حتى أحفظَ تقاسـيمَ وجهك و أراجعها و اتأملها بإنبهارٍ في غيابك.. لـ إيناس وحدتيِ

حتى جاءَ يومُ الطّـامة الكبرى.. حيثُ سيرتـقي راهبيِ إلى كنيسة فاخرة في هسبانيا (اسم إسبانيا قديمًا) و سآخذُ محلّه و أُتركُ وحيدا

يبدُو أن حلميِ.. قد تلاشى و دُهِـس بأقدامٍ متعاليةٍ
و أنّ القدرَ لا يرغبُ بالإصطفافِ إلى جانبي..  لا يُوحّد قواي و يُـهشمها كـ جذعِ شجرةٍ عمّرت مئات السنينِ و بـاتَ ترابها دماء شرايينها و هواءها أكسجينها و أرضها وطنها ثمّ تجفّ التربة و ينقطع الهواء و تُقلعَ عروقها حتى تموت.. و تهويِ هامدة

ألا إرئف بحالِـي أيا صائدَ الأماني
ألا إعتَبِـر بـ وحدتي و حزني
ألا انهض بـشَـمَم روحي و لا تزيدنّي جنوني
ألا أشفق على حاليِ و ساعدني...
فـ.. إنّي لستُ سوى غريقُ عواطفي و حنانيِ
و دفـين أرضـي البُور و ذائقِ الجـور

صائد الأماني قد نال منّي..
و سُجنتُ في مصيدته معذبًا أبدًا
إرحم سدودي المصنوعة من القشّ
فـ قشّة واحدة منها هدّامة
إنّي أصرخ : لا تتركنيِ وحيدًا..
حقّق أمانيَّ و إبـقَ معي حتى نموت
و لكن هل من مستمع؟
أَ من محققِ أحلام هنا؟
أولستَ من ينشدُ بالبقاء معي حتى النهاية؟
أولستَ من كافحَ لبذرِ زهرةِ أملٍ في مَـهانة؟
آهٍ..

و لم أعلّق من إكليل زهرٍ غير إكليلَ وردتي
و لـم ألقَ من مُواسٍ غيرَ عَـبَراتي..
و لم أتّخذ من رفيقٍ غير وِحدتي..
و لم أسَـع من لذّة الحياة غير نـكباتي
و لم أدرك من طُرقٍ غير طريـق هاوِيتي
و لم أكِـل من وزنٍ سوى وزنِ مِـشنقتي
ألـمْ تتمـعّن بعدُ من الـهُيام ما غدَا بهِ أمنِـيتي..
و مِـصيدتيِ الوحيدة إذا أكونُ صيّادًا
و خُلاصتيِ النهائيّة إذا أكونُ مُفكّـرا
و قصيدتـي الأزليّة إذا أكُون شاعرًا
و طوقَ نجـاتيِ السّرمديّ إذا أكُـون إنسانًا

անտեսանելի || أنـتيـسـانـلِـيWo Geschichten leben. Entdecke jetzt