التَاسِع.

273 41 6
                                    

إستيقظَ بومقيو بعدَ ساعتينِ تمامًا ،
تحرّك ببطء ليجدَ نفسه ما زَالَ مُحاطًا بأيدي ميل ،
إبتسم بخفة ،
إنها المرة الأولى التي يستيقظُ بها ولا يشعرُ بأنه وحيد .
رَفع رأسّه ونظر إليها.
كانت تنظرُ إلى البحر بشرودٍ شديد حتى أنها لم تلحظ إستيقاظه ،
لذا لوّحَ هو بيده أمامَ وجهِها
"يا إلهي إستيقظت؟"
قالتها بتفاجؤ ، أومأ هو وتحّرك من مكانه
"ألا يؤلِمكِ كَتفك؟"
نفت هي برأسها لتقول
"عليّ الذهابُ للمقهى ، لقد تأخرت"
إنتفضت من مكانها ذاهبة تاركةً بومقيو هناك ،
حيثُ أخبرها بأنه سيمكثُ هنا قليلًا ثم يذهب إلى منزله ثمّ إلى الجامعة .
مرّت ساعاتٌ بلمح البصر ،ذهبَ بومقيو إلى الجامعة وإنه الآن وقتُ الغداء
"هَل تعلمون يا رفاق ، بالأمس إنتقلت بجانبنا صديقةُ والدتي ، لديها فتاةٌ بعمرنا ، إنها حقًا جميلة"
تحدّث سوبين أثناء مضغه للطعام
"أنتَ تأكلُ كالأرانب"
أخبره تايهيون ليصرخ هو"ركز على الموضوع الأساسي كانغ تايهيون!"
قلّب تايهيون عيناهُ ببرود
"حقًا سوبين ، إنها المرة السابعة التي تخبرنا بها !"
إنتحب هيونينغكاي
، أرسل له سوبين نظراتُ الموت
"إنها حقًا جميلة، أتت إليك بالأمس وعرفت عن نفسها حتى أنها صافحت يدك!"
قال بومقيو مقلدًا طريقة حديث سوبين
"هيونق إفعل شيئًا"
قال سوبين عابسًا إلى يونجون الذي كان يشاهد بهدوء وهو يضحك فقط
"حسنًا سأخبركم أنا ، بالأمس إرتطمتُ بفتاة ،
لا أعلمُ من هي ولكن شعرُها برتقالي ، وعيناها يا إلهي!"
قام ببلعِ مافي فمه "قالت "آسفة"وذهبت ، لكن واللعنة لا أستطيع إخراج صورتها من عقلي"
صفق هيونينغكاي بحماس "ألا تعلمُ من هي؟"
نفى يونجون برأسه
"ولكنني سأعرف"
صفق بومقيو وهيونينغكاي سويًا هذه المرة "هذا هو الهيونق خاصتنا!"
تحمحمَ بومقيو
"أنا أيضًا أريدُ أن أخبركم بشيء"
نظرَ إليه الجميعُ مترقبين
"إعتقدُ أنني مُعجبٌ بإحداهن"
وهذه المرة..صفقَ أربعتهم بحماس
"يا إلهي من تعيسةُ الحظ هذه؟ سأُصلي من أجلها كل ليلة"
أخبره سوبين ممازحاً ليقوم بومقيو بضرب كتفه
تنفس الصعداء وأكمل
"ولكنها ...أكبرُ مني"
كانَت أعينهم جميعًا تنظرُ نحو بومقيو بصدمة ، وأفواهٍ مفتوحة
"تبًا بومقيو!"
اخبرهُ يونجون ضاربًا جبينهُ .
أرادَ بومقيو التحدّث إلا أن صوتًا أتى من خلفه إستوقفه
"هيونينغكاي!"
نظرَ هيونينغكاي ألى مصدر الصوت ،
وإذ بجيهان تّقفُ هناكَ بزيّها المدرسي الذي يجعلها تبدو الأجمل ،
وإبتسامتها الخلّابة ، تلوحُ لكاي
بادلها كاي وقال لأصدقائه قبل ذهابه "أميرتي هُنا، لا تكملوا الحديث بدوني سأقتلكم"
غمزَ في نهاية كَلامِه.
إنتظرَ يونجون ذهَاب كاي وقال ناكزًا بومقيو "حسنًا أكمل"
نظرَ إليه بومقيو "لن أفعل سوف يغضبُ مني!"
إتفقوا على إكمالِ الحديث في المرة القادمة
"وأنتَ كانغ، ما رأيُكَ أن تُخبرُنا بالتي تسرِقُ تركيزك عنا"
قالها بومقيو بنبرة خبيثة وهو يؤشر للآخرين لينظروا إلى تايهيون الذي كان شاردًا ينظرُ ليونا وهي تجلسُ وحيدة في كافيتريا الجامعة
أزاحَ تايهيون نظرَهُ عنها ونظر إلى بومقيو وقال متحمحمًا "أخبرك ماذا؟ لا شيء لإخباره!"
"بلى بلى ، هناك شيء"
قال سوبين ليقلده يونجون "بلا شك، هُناك شيء"
ضرب الإثنانِ كفاهما معًا
"لا يمكن للمرءحتى تناول غداءه بهدوء في هذه الجامعة، متى تأتي العطلة!"
قال تايهيون متحركًا من مكانه تاركهم يضحكون عليه .
"سوبين، سأشتري لك المثلجات اليوم إذا ذهبتَ معي لمنزلي"
قال يونجون لسوبين وسوبين وافق على الأمر ،
لأنه وحش متعطشٌ للمثلجات.
ذهبَ يونبين تاركين بومقيو يكملُ غداءه بهدوء ،
هو يأكل ببطءٍ شديد ، لذا دائمًا ما يُتركُ وحيدًا في المائدة.
إنتهى دوامه بالفعل ، سيكمل غداءه وسيتجه للمنزل،
تنَهَد عندما تذكّر مشاعره لميل ،
ماذا عليه أن يفعل؟
هل ما يفعلهُ صحيح؟
هل يجبُ فقط أن يبتعد منها ويقطعَ صداقتهُ معها؟
والأهمُ من ذلك كلّه
هل هي تُبادله المشاعر؟
هو متأكدٌ تمامًا من نقطة إعجابِه بها ، ولكنه ربما فقط إعجاب لانها فقط جميلة جدًا ،
ربما ليس حبًا كما يظن .
كانَ يفكّرُ بتقليل الحديثِ معها وقطع صداقته معها شيئًا فشيئا ولكن..
ذكرياتُ الأمس سُرعان ما عاودت الظهور بذاكرته ،
تذكّر ملامحها الهادئة التي تبعثُ بالطمأنينة ،
عيناها البنية ورموشها المتفرقة ،
تذكّر شفاهها الرطبة على الدوام ،
شعرُها الذي رآه لأول مرة ،
تذكر شعور الأمان بين أيديها والراحة التي جعلته ينام فقط بتمرير أناملها الصغيرة خلال خصلات شعره.
تذكّر الأُنس الذي أحسّ به عندما إستيقظ بين يديها أيضًا ،
نبضاتُ قلبه المتسارعة عندما يراها أو حتى عندما يسمعُ إسمها ،
طريقة لفظها لإسمه تجعله يرغب بسماعِ إسمهِ للابد .
وبالتفكير في كلّ هذا ، وكيف أنه كان سعيدًا معها دائمًا بغض النظر عن الحديث الذي خاضوه او الشيء الذي فعلوه ، وجدَ بومقيو نفسه يسيرُ بخطواتٍ معتدلة ونبضاتٍ تتسارع كلما إقترب من وجهته
المقهى..
حملَهُ قلبَهُ اليها لكي يراها ، لانهُ يحتاجها .
رآها أخيرًا ، وهي تقومُ بإغلاقِ المقهى بمظهرها المعتاد ،
ملابسُ عملها وهاتفها الذي في يدها ، مع معطفٍ قصير .
"أليسَ مُبكرًا جدًا؟"
سألها بومقيو وهو يتقدم نحوها واضعًا يداهُ في جيبه
"أعلم"
قالتها متنهدة مرتدية معطفها ، وضعت يداها في جيوب معطفها ونظرت إلى بإبتسامة خفيفة
"إذًا..كيف كانَ يومك؟"
سألتهُ وبدآ بالمشي سويًا
"لقد كانت الدروس لا بأسَ بها ، تناولتُ غدائي مع أصدقائي وتحدّث كلٌ منا عن حياته العاطفية .. هذا كلُّ شيء "
هزّت رأسها بإستيعاب ،
رفعت نظرَها إليه عندما سألها هو عن يومها
"لا شيء جديد ، أفتقدُ جيهان أحيانًا "
مسَحَ بومقيو على شعرها بخفة "لا بأس ستنتهي إمتحاناتها قريبًا"
إبتسمت له بإيماءة خفيفة .
"لمَ أغلقتي المقهى مبكرًا ؟"
سألها بومقيو كاسرًا الصمت الذي حدث لتوه
"مرهقة قليلًا.،"
أجابته وهي تنظر للأرض
"بسببي؟"
سألها هو بجدية
"ماذا؟ ولم سأكون مرهقة بسببك؟"
سألته هي مشيرة إلى أنها ليست مرهقة بسببه ولكن بطريقة أخرى
"حسنًا.. أعني لقد كنتِ معي طوال الليل في الشاطيء وأيضاً..كنتُ نائمًا على كتفكِ ، كتفكِ صغير ورأسي ضخم للغاية لذا..."
كان بومقيو يفسر وقد إحمّر وجههُ ، حاكًا مؤخرة رأسه .
قهقهت ميل على منظره ، وحركت شفتاها قائلة
"لا ..ليسَ بسببك ، فقط أحتجت للراحة قليلًا"
كانت قد وصلت إلى منعطفِ منزلها بالفعل
"إذا أحتجتي لشيء أخبريني "
أخبرها بومقيو قبل أن تذهب .
هي شعرت وللمرة الأولى بإهتمامِ أحدهم بها ،
لقد كانت تخوضُ الكثيرَ وحدها منذُ فترة
"حسنًا" قالتها وتحركت ذاهبة بعدَ أن لوّحت له .
إنتظرها هو إلى أن اختفت وإتجه في طريقه
"أُمي لقد عُدت!"

لَــيـسَ بَــعْــدَ الــيَــومِ.Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ