•بارت3•

46 15 6
                                    


لم تعد تحس بشيء....او بمعنى آخر ..فقدت الاحاسيس و الشعور..ماضيها اسود قاسي..حاضرها اسوء..فقط تريد تعيش بسعادة مع من يحبها..
:«أنا أحتاجك..»
قالتها إمِيلي بصوت مبحوح..لكثرة بكائها و شهقاتها..فقدت صوتها... .
:«أتوسل إليك لا تتركني..أدعو من اللّٰه ان يحفظك.. رجاءً لا تتركني..»
أغمضت عينيها بقوة لتنسال دمعه ساخنه على وجنتيها...احست بقشيعرة تسري داخلها..مِمَّا جعلها تشعر بالخوف ..
مرّت أيام على حالتها هذه..كأنها من الاموات...
وجهها شاحب لدرجه لا توصف ، إنقطعت على ادويتها مِمَّا جعلت آلامها تزداد..

______
حلَّ صباح يوم جديد ، ألم جديد ، عذاب جديد ، بكاء جديد...
ذهبت لمدرستها كعادتها..بدأ صفّها و جلس كل تلميذ مكانه..
كانت إمِيلِي شاردة الذهن كعادتها..فقط تفكر فيه و تتذكر تلك الأيام التي قضتها معه و تبتسم دامعةً...
:«آنسه امِيلِي..آنسه إم..يا آنسه»!!
أيقظها من شرودها صوت أستاذتها كارولين طالبة منها إجابةً لسؤالها و التي ظنت بأن إمِيلِي لم تنتبه له..
:«الإجابه رقم 2» ، أجابتها إمِيلِي بكل هدوء..
جحظ جميع من كان في الصف عيناه ، مستغربين .وصلت بعض من ثرثرة التلاميذ لمسامعها:
"كيف لها معرفه الإجابة بكل سهوله..هِيَ لم تكن منتبه من اصل..."
رنَّ الجرس معلنا عن إنتهاء الحصه..كانت ستخرج حتى اوقفها صوت الأستاذة
:«هل لي أن اتحدث معكِ قليلاً آنسه إمِيلِي.»؟
:«بالتأكيد »، ردت إمِيلِي عليها.
:«أرى أنك شاردة الذهن دائماً هذه المدة..أمّا ما يزيد دهشتي أنك تجيبين على أسئلتي بكل سهوله. أ هل تعانين من مشاكل عائليه او شيء كهذا»؟
:«لا .. اقصد لا أنا بخير الحمد للرب لا اعاني من شيء»
:«يمكنني مساعدتكِ ان كنتِ لستي بخير ...لأنني  أشك انكِ لستِ بخير »
:«شكرا لكِ ، لكنني بخير حقاً ، ممكن هذا بسبب الدواء الذي أخذه ، فكما تعرفين صحتي..»
همهمت الأستاذة معبرة عن تفهمها :
:«حسناً ، لن أضغط عليكِ أكثر ، فقط كوني بخير و إستعيدي نشاطك ، فلا الحزن لا يليق بكِ إم..»
إبتسمت إمِيلِي لكلام الأستاذة كارولين ، التي و هي أستاذتها المفضله و التي تفهمها جيداً و ودعتها و خرجت... .
إنتهى الدوام الأول و إقترب الدوام الثاني.
بقيت إمِيلِي في مكانها المفضل الذي و هو سطح المدرسه ، حيث هناك تبكي لوحدها ، و لا احد يستمع لشهاقتها سِوَى السحب ..
بينما هِيَ غارقه وسط حزنها و شهاقتها ، إذ بها تحس بيدٍ ما تربت على كتفها ، حتى إستدارت خائفه تصيح..
:«لا لاااا..إبتعد عني ..لا يلمسني أحد ..لااا»
:«إمِيلِي إهدأيي ، إنها أنا ..»
:«كات..كاترين»!!
:«مابها صديقتي تبكي»؟
إرتمت إمِيلِي في أحضانها و تعالت شهاقتها
:«كاترين أنا لا أريد..أريده معي كاترين..أنا اشتاق له...لقد وعدني بأنه لن يتركني..كاتر...»
:«هششش... لن يحصل شيء ..سيكون على ما يرام و سيعود لكِ ..إهدأيي رجاءً»
:«لا أستطيع كاترين .. حقاً لا أستطيع..تعلقت به بشدة..»
:«أفهمك عزيزتي ، اهدأيي و إمسحي جواهركِ..لا تخافي سيكون كل شيء بخير..»
:«إن شاء الله»
:«أوه إِمْ دعينا ننزل ، سنتأخر هيا بسرعه.»
نزلتا الإثنتان ، و ماهي إلا لحظات حتى بدأ صفهما..

:«أحم..يا طلاب اليوم لديكم إمتحان ..أردت أن يكون فجئي لمعرفه مكتساباتكم لذلك...»
لم تكمل الأستاذة آيلا كلامها حتى تعالت ثرثرة الطلاب معبرة عن إنزعاجهم من هذه الأستاذة
وزعت الأوراق عليهم و إنهمك كل واحد منهم في ورقته..
مرت ربعُ ساعةٍ ، إنتهت إمِيلِي من ورقتها و همت بالخروج حتى اوقفتها الاستاذة..
:«بهذه السرعه يا آنسه»؟
إبتسمت  إمِيلِي  لكلام الأستاذة و خرجت..
خطت بضع خطوات و أحست بضبابيه في عيناهاَ..لم تكن رؤيتها واضحه..أصبحت أنفاسها ثقيله و بدأت جفونها تُغمض ببطئ...إستندت على الحائط لكنها لم تفلح...ماهي إلا لحظات حتى سقطتت أرضاً ...
:«هاهيَ تستقيظ..لقد فتحت عيناهاَ..»
سمعت صوت قريباً منها و هي شبه مستيقظه..
لم تعرف اين هي..كل ما تتذكره أنها إسنتدت على الحائط...صداع قوي في رأسها ...
:«ماذا حصل ..»؟
:«لا تخافي انتِ بخير الآن»
فتحت عيناها بوضوح و بدأت في البكاء..

كانت تكتم شاهقاتها إلا أنها لم تعد لِتتحمل أكثر لِتُغْمِضَ عَيْنَهَا بِقُوَةٍ لِتَنسالَ دُمُوعَهَا عَلى وَجْنَتَيْهَا بشِدَّةٍ وَ تَخْرُجَ مِنْهَا شَهْقَةً قَوِيَّةً مُعْلِنةً عن شِدَّة آَلاَمِ قَلبِهَا...
:«لِمَا تبكين»؟
:«إبتعدي عني .. لا تلمسيني..أريده.. إبتعدي..»
:«أظن أنها تعاني من إضطراباتٍ نفسيه..نادي الممرض إيد.»
...

                             شــظــايـــا Where stories live. Discover now