12 / تحطيم الرأس

374 41 0
                                    


أخذ الضابط ( شميت ) يتابع ببصره رجال الشرطة
الألمانية ، وهم يقودون ( ياريف ) وزملاءه إلى عربة
السجن ، ورجال الإسعاف وهم يحملون الشرطيين
المصابين ، ورجلى ( یاریف ) ، ثم التفت إلى ( أدهم )
وقال :
- لقد أصبحت مقتنعا تماما ببراءتك يا هر
( صالح ) ، ولكن هذا لا يمنع من استجوابك بواسطة
السلطات المسئولة هنا ، ولكن شهادتي ستبرئك
بالطبع
ابتسم ( أدهم ) وقال :
- شكرا يا هر (شميت ) ولكن .. ألا تود
الحصول على ترقية سريعة
نظر إليه ( شميت ) بتساؤل ، فتابع قائلا
ما رأيك لو أسرعنا بالقبض على زعيم هؤلاء
الرجال ، قبل أن يسارع بالهرب ؟
قطب ( شميت ) حاجبيه ، . وسأل ( أدهم )
بشك :
- وهل تعرف أين نجده يا هر ( صالح ) ؟
ابتسم ( أدهم ) ابتسامة غامضة ، وقال :
لو انك منحتني ساعة واحدة يا هر ( شميت ) ،
لقدمته إليك على طبق من فضة
نظر إليه ( شميت ) بريبة ، وقال :
- هل تحاول شيئا يا هر ( صالح ) ؟
ضحك ( أدهم ) ، وقال :
ولماذا أفعل ذلك بعد أن حصلت على شهادة
رجل مثلك ؟.. شهادة تضمن لى البراءة .. هل تعتقد
أنني بهذا الغباء ؟
ابتسم ( شميت ) ، وقال
- محال یا هر (صالح ) .. الغباء آخر صفة يمكن
أن تتصف بها ، ولكن
ثم أطرق قليلا ، وقال :
- هل تعلم يا هر (صالح ) ؟.. لقد زرعت في
صدری رغبة في المغامرة حتى لو غامرت " بمنصبی
سأمنحك ساعة واحدة ، ثم ألحق بك ، ولست أدرى
لماذا أشعر بأنك قادر على أداء المستحيل ؟
ابتسم ( أدهم ) ، وصافحه بحرارة قائلا :
- قليلون هم الرجال أمثالك يا هر ( شميت )
إني أحسد ألمانيا على أنها أنجبت رجالا مثلك
قال ( شميت ) وهو يخفي ابتسامته ،
متظاهرا
بالقسوة
- بل أنا الذي أحسد ( مصر ) ، على أن فيها
رجالا مثلك يا هر ( صالح ) .. هيا أسرع قبل أن
أتراجع عن المغامرة .. هيا
وقف ( شامير ) أمام نافذة مكتبه بقلق ، وهو
يتطلع إلى الطريق ، ثم التفت إلى أحد رجاله وقال :
. لقد تأخر ( ياريف).. أخشى أن يكون قد
فشل في المهمة
قال الرجل محاولا طمأنة رئيسه
- لا تخش شيئا يا سيدي .. حتى لو فشلت
المهمة، لن ينطق ( ياريف ) ، ولا أحد من الرجال
بكلمة واحدة
ضرب ( شامير ) الحائط بغضب ، وقال
- ليس هذا ما أخشاه أيها الغبي ، وإنما أخشى ألا
پنجحوا في إحضار هذا الشيطان المصري .. سأموت
كمدا لو لم أتمكن من قتله بيدي
تسمر (شامير) في مكانه ، وارتسم الذهول على
وجهه ، عندما سمع صوت ( أدهم ) واضحا وهو يقول
بسخريته اللاذعة
ستموت كمدا إذن یا هر ( شامير )
التفت ( شامير ) إلى مصدر الصوت ، ورفع الرجل
الذي بجواره ذراعيه فوق رأسه ، فقد كان ( أدهم )
مستندا بلا مبالاة إلى باب الغرفة المفتوح ، ومسدسه
مصوب إليهما
صاح ( شامير ) بدهشة :
كيف ؟.. كيف وصلت إلى هنا ؟.. وأين
حراس المنزل ؟
هر ( أدهم ) كفيه بلا مبالاة ، وقال بلهجة
تهكمية :
- هل تقصد هؤلاء الأراجوزات الثلاثة ، الذين
يقفون أمام باب المنزل ، وفي يد كل منهم مدفعا .
رشاشا ، لا يدرى شيئا عن كيفية استخدامه ؟
ستمضى فترة طويلة قبل أن يستيقظوا يا هر ( هانز )،
فرجالك لا يواظبون على تدريبات اللياقة
شعر ( شامیر ) بالدماء تتصاعد إلى رأسه ، وبالغيظ
يملا عروقه ، ولكن ملامحه تبدلت فجأة ، وقال
ساخرا :
وهل تنوی إلقاء القبض علينا يا هر
( صبری ) ؟
تنبه ( أدهم ) بسرعة إلى معنى هذا التبدل في ملامح
( شامير ) ، ولكن ليس بالسرعة الكافية ، إذ أصابت
لكمة قوية ذراعه التي تحمل المسدس ، فسقط من
قبضته ، ولكنه مال جانبا بسرعة متفاديا لكمة أخرى ،
كانت في طريقها إلى فكه ، ولكنها ارتطمت بالباب
وتأوه صاحبها قبل أن يحطم ( أدهم ) أنفه بقبضته ،
ويغوص في معدته بالأخرى .. وفي نفس اللحظة قفز
الرجل الآخر على ( أدهم ) ، صارخا بتلك الصرخة
التي كثيرا ما سمعها ( أدهم ) في أثناء تدريبات رياضة
الكاراتيه
أسرعت يد ( أدهم ) تمسك بقدم الرجل قبل أن
تصل إلى وجهه ، ثم وجه ضربة قوية إلى معدته .. دار
الرجل حول نفسه ، ثم استقرت قدماه على الأرض ،
واتخذ وضعا قتاليا في الحال ، وهو يعاود تلك الصرخة
المميزة .. ابتسم ( أدهم ) ابتسامة ساخرة ، وضاقت
حدقتاه وهو يقول بصوت هادی : أنت من محترفي اللعبة إذن يا صديقي .. إنها
فرصة مناسبة للتدريب
أشعل ( شامير ) سيجارا ، ونفث دخانه وهو يقول :
بهدوء :
خير لك أن تستسلم يا هر ( صبري ) .. هذا
الرجل الذي يقف أمامك واحد من خمسة رجال يحملون
الحزام الأحمر في العالم أجمع ، وسيمزقك إربا
أطلق ( أدهم ) صفيرا قصيرا من فمه ، وقال
بلهجة ساخرة كعادته :
لا بد أنني حسن
الحظ .. لقد كنت أتمنى دائما
مقابلة واحد من هؤلاء الخمسة ، ولكن ليس في مثل
هذه الظروف
ثم اتخذ وضا قتاليا ، وبرقت عيناه وهو يقول :
- ولكنها فرصة مثالية للتأكد من صحة تقدير
مدربي الياباني .
كان الرجل هو صاحب الصرخة الأولى عند بدء ..
القتال ، وهبطت يده بقوة تكفي لتحطيم حائط من
الطوب ، ولكن ( أدهم ) تلقاها ببساطة وقد تقاطعت
ساعداه ، ثم وجه ضربة أخرى بارعة إلى رقبة الرجل
الذي تفاداها هو الآخر ببراعة شديدة
وجلس ( شامير ) على مكتبه ينفث دخان سيجاره
بهدوء ، وقد ارتسمت ملامح الشر على وجهه وهو يتابع
القتال ، الذي لم تشهد المباريات الرياضية مثيلا له من
قبل .. كان واثقا منذ البداية من انتصار رجله ، ولكن
المهارة الشديدة التي يقاتل بها ( أدهم ) زعزعت هذه
الثقة .. وبدأ ( شامير ) يتوتر ، وتناول مسدسه قابضا
عليه بقوة ، وطال القتال
ازداد توتر ( شامر ) وازدادت قبضته شدة على
المسدس ، ثم ارتجف جسده بقوة عندما أطلق ( أدهم )
صيحة قوية ، زلزلت أعصاب ( شامير ) ، وهبطت يده
بضربة فنية بارعة على عنق غريمه ، الذي جحظت
عيناه ، وسقط على الأرض كالحجر .. ابتسم ( أدهم )
وهو يخلل شعره بأصابعه ، ويقول :
- ها قد أثبت مدرب الياباني أنه على حق هذه المرة
أيضا
قال ( شامير ) بصوت يرتجف من شدة الغضب .
- إنك تهمل وجودي دائما یا هر ( صبری )،
وهذا يجرح کرامتی
التفت إليه ( أدهم ) ، فوجده واقفا في منتصف
الحجرة ، وقد أمسك بمسدسه بيد مرتجفة ، فابتسم
وقال بسخرية :
- لا بد أن ترفع صمام الأمان أولا يا هر
( هانز )

- إنك تهمل وجودي دائما یا هر ( صبری )،وهذا يجرح کرامتیالتفت إليه ( أدهم ) ، فوجده واقفا في منتصفالحجرة ، وقد أمسك بمسدسه بيد مرتجفة ، فابتسموقال بسخرية :- لا بد أن ترفع صمام الأمان أولا يا هر( هانز )

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

برقت عينا ( شامير ) غضبا ، وسدد مسدسه إلى
رأس ( أدهم ) ، وهو يقول :
- لا یا هر ( صبری ) .. من العار أن تحاول
الخدعة نفسها معي مرتين .. هذا يهين ذكائی
ثم ضغط على الزناد ، ولكن الرصاصة أبت أن
تنطلق ، ولم يخرج سوى صوت ارتطام المعادن بعضها
ببعض .. نظر ( شامير ) بمزيج من الرعب والدهشة إلى
صمام الأمان بمسدسه .. كان الصمام حقا في وضع
الأمان ، فأسرع يرفع عينين مملوءتين بالرعب إلى
( أدهم )، الذي اكتفى بلكمة فنية في أنف
( شامير)، وأخرى قوية في معدته ، سقط الرجل
بعدها فاقد الوعي ، وقد ارتسم الفزع على وجهه .
خلط
بالألم والدهشة
ابتسم ( أدهم ) وقال ضاحكا :
عليك أن تنضم الآن إلى قائمة المهزومين یا هر
( هانز ) .
وفي نفس اللحظة ارتفع صوت سيارات الشرطة
كانت الساعة التي منحها إياه الضابط ( شميت ) قد
انتهت .. توقفت السيارات أمام المنزل الريفي ، وهبط
منها ( شميت ) يتبعه عدد كبير من رجال الشرطة
يحملون المدافع الرشاشة ، وقد غطى كل منهم وجهه
بقناع من السلك ، وحمل درعا مضادة للرصاص ..
وقف (شميت) يتأمل الحراس الثلاثة فاقدی
الوعي ، ثم ابتسم ، وقال لنفسه :
- لابد أن الهر ( صالح ) يمتلك قبضة قوية
وفتح ( أدهم) باب المنزل توجهت إليه
الرشاشات في البداية ، ثم هبطت إثر إشارة من يد
( شميت )، الذي ابتسم وقال وهو يصافح
( أدهم ):
- ينتابني شعور أني سأجد عددا من الرجال
فاقدي الوعي في الداخل یا هر (صالح)
ابتسم ( أدهم ) وهو يشير إلى الداخل قائلا :
- ثلاثة رجال فقط يا هر ( شميت ) ، وإن كنت
أفضل تسميتهم بالخنازير الثلاثة
عبر (شميت) باب المنزل الريفي وهو يبتسم
ولكن ملامه تبذلت فور وقوع بصره على اللوحة الزيتية
الضخمة التي تمثل ( هتلر )، وهو يسقط في النيران
بين براثن الشياطين ، ذوی الحراب النجمية السداسية
الأطراف... وارتسمت الدهشة بأجلى معانيها على وجه ( شميت ) حتي أن فكه السفلى تدلی ببلاهة، ثم
استعادت ملامحه قسوتها وهو يلتفت إلى ( أدهم)
قائلا :
.. أعتقد أنني قد فهمت الموقف بأكمله
یا هر ( صالح ) .. يا للهول !! لقد فهمت الخطة
بأكملها .. ويا لها من خطة





البارت الاخير من الرواية في خلال يومين علي الاقل
وشكرا لكم 🥰🥰

صائد الجواسيس الرواية 4 من سلسلة رجل المستحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن