9 / خطة الشيطان

370 42 0
                                    


في أحد فنادق برلين ، وفي غرفة من غرف ذلك
الفندق ، وقف مفتش الشرطة الألماني ( هيلموت ) أمام
حقيبة مبعثرة ، وهو يحك رأسه بقلق ، ثم التفت إلى
رجل شرطة يقف بجواره ، وسأله
- هل لك أن تقص ما حدث مرة أخرى أيها
الشاب ؟
تنحنح الشاب ، وبدا مترددا وهو يقول :
إنني أقف حارسا لهذه الغرفة ، بالتناوب مع
زميلين منذ تم القبض على نزيلها ، المدعو ( حازم ) ..
ذلك الرجل المتهم بالتجسس ، ومحاولة إشعال الفتنة بين
ألمانيا الشرقية والغربية .. ولقد تلقي كل منا أمرا بعدم
المساس بأي ورقة ما تحتوي عليه الغرفة .. ومنذ ساعة
تقريبا وصل إلى مسامعي صوت غريب من داخل
الحجرة .. أسرعت أفتح الباب ومسدسي شهر في
پدی ، وفوجئت برجل طويل القامة ، يضع عصابة على
إحدى عينيه ، وله أنف أجدع طويل واضح ... كان
هذا الرجل يعبث بمحتويات الحقيبة باحثا عن شيء ما
وطلبت منه أن يثبت في مكانه ، ولكنه تحرك بسرعة
كالشيطان ، وركل المسدس من يدي ، ولكمني لكمة
قوية ، وهو يقول بلهجة ساخرة لم أسمع أمر منها من
قبل : لن تتغلب على رجل من ( الموساد ) أيها
الشاب .. وقبل أن أسرع بتناول مسدسي كان قد
قفز من النافذة ، واختفى تماما
أخذ ( هيلموت ) يحك رأسه في حيرة ، ثم سأل
الشاب :
- هل أنت واثق أنه قال ( الموساد ) ؟.. أعني هل
تشهد بذلك أمام الجهات الرسمية ؟
قال الشرطي الشاب بثبات :
بالطبع یا سیدی .
عاد المفتش ( هيلموت ) يتأمل الحقيبة المبعثرة ، ثم
قال في حيرة :
وما الذي تبحث عنه ( الموساد ) هنا ؟.. إن
اسمها يشير إلى مخابرات إحدى الدول الصغيرة .. ولكن
ما علاقتهم بالأمر ؟
ثم قطب حاجبيه ، وقال محدثا نفسه بصوت
مسموع :
لا بد أن هذه الحقيبة تحتوى على شيء يهمهم
جدا ،
، حتى يخاطروا بهذا الشكل .. لا بد من إعادة
فحص محتويات هذه الحقيبة بدقة هذه المرة .
رفع ( أدهم ) العصابة التي وضعها فوق عينه
اليسرى ، وألقاها بعيدا ، وقال وهو يزيل الأنف الأجدع
الطويل الزائف :
حتى الآن يسير الأمر كما خططت له تماما أيتها
الملازم
ابتسمت ( منی ) ، وقالت بنبرة إعجاب :
هل تعتقد أنهم سيجدون البطاقة يا سيادة
المقدم ؟
ضحك ( أدهم ) ، وقال :
أظن أن الألمان أذكياء بالدرجة الكافية ، لأن
يثير حادث اليوم فضوهم
ثم اعتدل قائلا
- لو أن هذه البطاقة صنعت الأثر الذي أرجوه ،
لنجحت في قلب الأمر رأسا على عقب أيتها الملازم
( منی ) باهتمام :
ماذا لو أنها لم تحدث الأثر المطلوب يا سيادة
المقدم ؟.. ماذا سنفعل حينئذ ؟
سرح ( أدهم ) ببصره بعيدا ، وقال :
- لست أدري أيتها الملازم .. حقا لست أدري
دخل الضابط ( شميت ) بقامته المتوسطة الطول ،
ووجهه القاسي ، إلى الزنزانة التي يشغلها المقدم
( حازم ) ، واستند إلى بابها ، وقال
لقد قمنا اليوم مرة ثانية بتفتيش حقيبتك التي في
غرفة الفندق الذي كنت تنزل به يا سيد ( حازم )
تظاهر ( حازم ) بالارتباك ، وقال :
- لماذا يا هر ( شميت ) ؟.. لقد قمتم بفحصها من
قبل
ابتسم ( شميت ) ، وقال بلهجة قاسية :
- أما زلت تصر على إنكار علاقة دولتك بمحاولة
إشعال الفتنة في ألمانيا ؟
قال ( حازم ) بارتباك مفتعل :
. سبق أن أخبرتك أنني مهندس مصري بسيط
با هر ( شميت ) وأننی
قاطعه ( شميت ) قائلا بغضب
- لست أتحدث عن ( مصر ) أيها الرجل ، وإنما
عن دولتك الحقيقية .. تلك الدولة التي يسمى جهاز
مخابراتها ب ( الموساد ) .
كان ( حازم ) بارعا وهو يتظاهر بالدهشة والفزع
قائلا :
( الموساد ) ؟.. لا علاقة لي به إطلاقا
يا سيدي .. أقسم لك
ضحك ( شميت ) ضحكة عالية ، ثم أمسك بسترة
( حازم ) ، وقال بقسوة :
لا فائدة من الإنكار أيها الرجل .. لقد حاول
زملاؤك اليوم سرقة كتاب ذی غلاف جلدی سميك ، من
حقيبتك التي تحت التحفظ في غرفتك السابقة
بالفندق ، ولكنهم فشلوا في ذلك
فتظاهر ( حازم ) بالخوف والقلق وهو يقول :
- زملائي ؟.. أي كتاب هذا يا سيدي ؟. أنا
لا أعلم شيئا عما تقول :
عاد ( شميت ) يضحك بقسوة ويقول :
- كف عن هذا العبث أيها الرجل .. لقد فحصنا
محتويات الحقيبة بدقة بالغة .. هل تعلم ما الذي وجدناه
تحت غلاف كتابك السميك .؟
التصق ( حازم ) بالحائط وهو يتظاهر بالخوف
الشديد ، على حين تابع ( شميت ) وهو يبرز بطاقة
بلاستيكية صغيرة ، ويضعها أمام وجهه ويقول :
لقد وجدنا هذه البطاقة التي تنتمي إلى
( الموساد ) يا صدیقی أليست هذه صورتك ..
وهذا بالطبع اسمك الحقيقي ؟
سقط ( حازم ) على سريره الصغير متظاهرا
بالانهيار ، ودفن وجهه بين كفيه فترة ، ثم قال بصوت
بذل جهدا خارقا لكي يملؤه بالأسى
ما دام كل شيء قد انكشف سأعترف
یا سیدی .. سأعترف بكل شيء .

صائد الجواسيس الرواية 4 من سلسلة رجل المستحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن