258 9 0
                                    

6- قلبه الذي مات.......

أسبوعان .... فكرت روكسان بتهديد لوبيتا لفترة طويلة بعدما غادرت المرأة غرفتها , لكن بالرغم من أن فكرة الهرب كانت تلاصق أفكارها منذ البداية ألا أن أضطرارها الى رسم خطة

التنفيذ بدا الآن أقل ألحاحا , فهي لا تستطيع الأنكار بأن ثمة تغييرا قد طرأ على موقفها العاطفي من زوجها ,وفي نفس الوقت تواجه حقيقة صعبة أخرى هي أنها لن تستطيع أبدا التوصل الى قلبه حتى لو عاشت معه

عمرها كله ,سيبدو دائما أن قلبه مات مع مارتا , وروحه ستظل تعانق ذكراها , لقد أحتاج فقط الى عزاء أو أنعتاق نفسيين فأختارها زوجة , هذا هو الدور الذي رسمه لها , فيما هو يتحصن ببرود أتجاه أي عذاب قد

تعانيه بينها وبين نفسها , حري بها أن تكرهه الآن كما كرهته في البداية لكنها وجدت أن كراهيتها تضعف مع مرور الأيام , كذلك يبدو أنهما يتقاربان أكثر.منتديات ليلاس

لقد أكدت لها لوبيتا أن زوجها يتملقها ليس ألا , وقد يكون هذا صحيحا , لكن بما أنها لا تستطيع التحقق من ذلك فما عليها ألا أن تأخذ هذا الأحتمال بعين الأعتبار حتى لو بدا أن خوان قد بدأ يميل اليها

قليلا ,كما أنها أصبحت واثقة من أنه لا يبغي الموت في الحقيقة ,فهو صار يضحك بين الحين والآخر , وعندما يتمشى معها في الحديقة مساء....وهذه أنطلاقة جديدة تماما من قبله , يبدو عليه رضا وسلام حقيقيان .....

كذلك أوحت اليها لوبيتا أنه يصلي بأنتظام صباح كل يوم و, وبالسر عن روكسان , سائلا الله أن يميته ليرتاح من عذاب فجيعته بمارتا , لكنها تشك في صحة هذا الأيحاء لأن قوة شخصية خوان تتعارض مع مسلكية ضعيفة كهذه , أذن لماذا يصلي بأستمرار؟ هل يطلب المغفرة على جريمة قتل؟

وسرعان ما نفت روكسان هذه الفكرة جملة وتفصيلا , لا شك أن عقل لوبيتا قد أصيب بمس من جراء حبها المفرط للفتاة الراحلة , كما شكت روكسان في صحة أقدام خوان على خنق رجل وعزت الأمر الى أن لوبيتا أخترعت هذا التخيل لتزرع الرعب في قلبها لأنها زوجته.

وفكرت روكسان في نفسها , لو يتعلم أن يحبني قليلا أستطعنا ربما أن ننجح في زواجنا ..... لكنها ما لبثت أن تذكرت أنها لن تستطيع أبدا التوصل الى عواطفه ببب حبه الراسخ للفتاة الميتة .... وعادت تقول

لنفسها.... لا , لن نقدر أبدا أن نحب بعضنا كزوجين ولذا من الأفضل العزم على تركه.
هذه التساؤلات وأخرى من نوعها كانت تشغل بالها في اليوم المقرر لذهابها معه الى زيارة أخته وزوجها والمكوث عندهما لبضعة أيام , كانت

في غرفتها حين أعادها صوت خوان الى الواقع لحظة دخل عليها وسألها أن كانت مستعدة لبدء الرحلة , أومأت بالأيجاب وأشارت الى الحقيبة المفتوحة على السرير :
" سأخفف شيئا منها أذ لا أستطيع أقفالها".

🍒تحسبين الدقائق🍒 المؤلفة:آن هامبسونWhere stories live. Discover now