256 8 1
                                    

4- لن تكوني مثلها

كانت تسير وحيدة في شارع ميغيل متجهة نحو مكتبة توم , لم تكن روكسان تدري بأن أحدا يلاحقها فخوان كان قد غادر في صبيحة ذلك اليوم الى مدينة مكسيكو ليقوم ببعض

الأعمال هناك , ولم تتوقع عودته قبل أربعة أيام , كانت فكرة غيابه كافية لتنسيها مأساة الحياة التي تعيش , ومستقبلها الغامض , وما أن وصلت المكتبة حتى حياها توم ودعاها الى دخول غرفة الجلو س قائلا:

"أجلسي يا روكسان , سأغلق المكتبة بعد ساعة , أتبقين لتناول الغداء معي؟".
أجابت :
ط بكل سرور يا توم ".

أسترخت على الكرسي , بينما ذهب توم الى المطبخ لتحضير القهوة , وبعد قليل أتجه نحو مدخل المكتبة ليرى من هناك , ففتح الباب لحظة ثم أغلقه معلقا:
" أمرأة عجوز , يا لها من أمرأة بليدة ".

رفعت روكسان نظرها وسألت:
" ماذا تعني؟".
أجاب:
ط ربما أدركت أنها في المكان الخطأ أذ فتحت الباب وأغلقته مرة ثانية , أناس مثلها لا يبتاعون الكتب , أنهم يفتشون عن شيء يأكلونه".

ثم ذهب للأنتهاء من تحضير القهوة , ولما عاد بها وضع الصينية على الطاولة أمام روكسان وقال:
" أستطي أن اغلق المكتبة الآن فالشغل ليس بكثير".
منتديات ليلاس
سألته روكسان:
ط أنت لا تفتح طيلة النهار , أليس كذلك؟".
" نعم أحب أن أتمتع ببعض الوقت لنفسي".
وبعد برهة صمت قال:

" هل تودين أن ترافقينني في نزهة بالسيارة؟".
فأحست روكسان برعشة خفيفة وأجابت بدون تردد :
" بل أرحب بذلك يا توم فأنا بحاجة للتغيير ".
قال وهو يسكب القهوة :
" ألا يأخذك الدون خوان في سيارته؟".

" لا أحب أبدا مرافقته يا توم".
أومأ برأسه قليلا ثم قال:
"يظهر أنها حياة جحيم هي التي تعيشينها , لماذا لا تتخلين عنه؟".
أحست روكسان برعشة أخرى تصدر من أحشائها , ففي الشهرين الماضيين

كانت تحاول , بدون أن يعرف والدها أو ديبورا بالأمر , أن تصل الى تلك النتيجة , ومع أنها أخبرت توم بكل شيء , وجدته كارها لمساعدتها في أمر تخليها عن زوجها وهربها ,وقالت بحزم:

" أريد أن أتخلى عنه لقاء أي ثمن".
وسرت روكسان عندما رأت توم يومىء برأسه وأضافت:
" غير أن جواز سفري ليس بحوزتي".

سأل بدهشة:
" ليس معك؟ وأين هو أذن؟".
أجابت:
" أنه مع خوان".
" تستطيعين الحصول عله منه بكل تأكيد".

وهزت برأسها قائلة:
" لا أجرؤ على طلبه منه , فهو سيشك بالأمر حالا".
وبعد برهة تفكير قال توم:

"أعتقد أنك على حق".
وأضاف:
" هل تريدين تركه حقا؟".
" نعم , أريد يا توم , لن أستطيع العيش هكذا فترة أطول".
منتديات ليلاس
أطرق هنيهة قبل أن يقول:
" لا أدري كيف تزوجت منه في الدرجة الأولى؟".
أجابت والألم يحز في نفسها:

🍒تحسبين الدقائق🍒 المؤلفة:آن هامبسونOnde histórias criam vida. Descubra agora