الفصل السادس الجزء الثاني

26.6K 865 13
                                    


كانت تجلس على فراشها تأخذ وضعية الجنين و الدموع تسقط من عينيها..
فهي تركت غيث من اسبوع و لكن بداخلها شعور بالفقدان..
كأنها أصبحت صاحبه المائة عام حياتها معه لم تكن وردية على الإطلاق..
و لكن بدونه تفتقد الأمان هو يحبها و هي تعلم ذلك ستجن لماذا لا يشعر بالاكتمال معها..
من المفترض انه يعشقها من أين تأتي إليه القدره على خيانتها؟!..
هل هي يعيبها شيء؟!.. أم هو شهواني مثلما يقول البعض عن الرجال..

اعتدلت في جلستها قليلا و ظلت تصدم رأسها بحافه الفراش لعلها تجد إجابة على وجعها..

كيف يخونها و هي مازالت تعشقه ؟!.. كيف قلبها يدق لذلك اللعين و عيناها تبكي من أجله كيف؟!..

تعالت أصوات شهقاتها و اردفت بوجع من قوته سيفجر العالم..

= يا رب مبقاش عندي قدره على التحمل مش قادرة اكمل معاه أو حتى ابعد عنه.. حاسه ان في قلبي نار مش راضية تنطفي بعده بيقتلني و قربه نار الموت ارحم منها.. نفسي ارجع زي الاول نفسي احس بشوية راحه لو صغيرين..

قطع حديثها دلوف والدتها للغرفة تقدمت من صغيرتها المدلله بحزن..
كانت زهرة ذلك القصر خرجت منه كلها حيوية و نشاط و الآن عادت إليه...
و لكن بشكل جديد امرأة مهزومه لم يتبقى من كرامتها و قلبها سوى رماد فقط رماد..
جلست بجوارها و ضمتها داخل صدرها مردفه بحسره..

= كفايه كده يا حبيبتي القاعدة دي بتمونتي انا و ابوكي.. بلاش تعملي كده في نفسك عشان واحد خاين آخره واحده زباله من صنفه.. لو انا و باباكي مش فارق وجعنا معاكي طيب عشان خاطر ابنك.... ذنبه ايه يعيش بالطريقة دي أب زباله باع بالرخيص... و أم قافله على نفسها اوضتها كأنها ماتت بالحيا.. اللي حصل معاكي مش نهايه الدنيا..

كانت مستكنه بداخل أحضان والدتها بدأ يتغلغل داخلها شعور الأمان..
مازال أحد معها يضمها إليه مازال أحد يحبها و ألمها يألمه...
انتفضت من مكانها بعنف بعدما سمعت آخر كلمات والدتها و انفجر ذلك البركان الذي يسكن بداخل قلبها...

= مش نهاية الدنيا لا النهاية.. النهايه عشان هو كان كل حاجه كنت متحمله خيانته لمجرد أنه معايا في نفس المكان.. مجرد اني بشوفه حتى لو دقايق بس كل ده انتهى عشان انا تعبت.. انا ست و عندي كرامه تعبت من الضعف و قله الحيله.. تعبت ارسم الجمود و انا نايمه في حضن عمر و متأكدة أنه دلوقتي مع واحدة تانيه.. خلاص تعبت من التمثيل انا تعبت من الدنيا كلها يا ماما..

تعالت أصوات شهقاتها أكثر و أكثر نظرت إليها والدتها بفزع عندما وجدتها تتحول لحاله من الانهيار...
صريخ صفعات على وجهها تكسير اي شيء يقابلها حاولت التحكم بها و لكن لا فائدة..
إلا عندما سقطت من نفسها فاقده الوعي و بالداخلها أمنيه فقدان الحياة...

______شيماء سعيد ______

حاله لم يقل عن حالها كان يجلس بتلك الشقه اللعينة منذ رحيلها..
البيت بدونها مثل المقبره غير قادر على العيش بدونها..
كان يتركها بالايام حبيسة و لكن كانت بين يده كانت بداخل قفصه الذي صنعه لها..
ذلك القفص الذي صور عقله المريض انها لن تخرج منه مهما فعل...
ابتسم بسخرية ها هي حلقت بعيدا خارج ظلمه و خيانته...
فتح هاتفه و أخذ يقلب بين صورهم القديمة معا ابتسم دون إرادة مع كل ذكرى...
هنا كانت تضحك بسبب نكته قالها.. و هنا ابتسامتها الخجولة كانت تزين ملامحها الرائعة عندما تغزل بها..
و هنا و هنا و هنا كل ذلك ذهب في مهب الرياح خسرها و خسر حياته معها...
كانت بالنسبة له العوض لسنوات من العذاب و الآن عاد يعيش مع ماضيه مره أخرى..
تهجمت ملامحه فجأة و هو يتذكر ما حدث له و كيف تربى و عاش..

غرام المتجبر للفراشه شيماء سعيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن