لغز الاختفاء المثير لعجوز المستنقع

Start from the beginning
                                    

كانت مارجريت كليمنت في تلك الفترة قد اقتربت من سن الثلاثين، وكان الممكن الزعم بأنها قد أصبحت سيدة يافعة، وتلك السيدة اليافعة الجميلة لا تمتلك أي شيء بخلاف القصر، وهو الأمر الذي سعى الجميع لاستغلاله من خلال السعي خلف القصر بكل الطرق، وقد بدأ الأمر بالطرق المشروعة، وهي عرض الأموال من أجل شراء القصر، لكن مارجريت وشقيقتها كان يُدركان بأن القصر هو آخر ما تبقى لهما في هذه الحياة وما يُمكن أن يحفظ لهما وضع آمن فيما تبقى لهم من وقت، ولهذا تم بذل كل الطرق والسُبل من أجل الحفاظ على القصر، لكن في مرحلة من المراحل، وبسبب الطمع الشديد، تطورت محاولات الاستيلاء التي نتحدث عنها وباتت تصل إلى حد التهديد بالقتل، ثم محاولات القتل بالفعل. 

محاولات قتل كل من ينظر إلى مارجريت كليمنت وقصرها يُدرك جيدًا أنها فتاة وحيدة ليس لها من يسأل عنها، لذلك فإنها إذا لم تستمع إلى النداءات المُتكررة وتبيع القصر فإنها ستُقتل دون أية دية، وبالفعل هذا ما حدث، إذ أنه منذ وصول مارجريت إلى سن الأربعين لم تتوقف أيادي المجانين الذين يُريدون الانتقام من مارجريت من خلال قتلها، حيث أنه كانت هناك الكثير من المحاولات التي لم تُكلل بالنجاح من قِبل جار مارجريت والذي كان الأكثر طمعًا في القتل، ومر العمر، وفي يوم من الأيام تم الأمر ولم يُعثر على مارجريت كليمنت أو أي شيء يتعلق بها! ا

ختفاء مارجريت كليمنت في أحد الأيام، وعندما كانت مارجريت كليمنت سيدة عجوز في الثانية والسبعين من عمرها، خرجت مع كلبها للتنزه بالقرب من منزلها، وتحديدًا في مكان قريب من منزلها، كانت تفعل ذلك باستمرار وتجد فيه متعة كبيرة، لكن في هذا اليوم لم يكن مقدرًا لها سوى رؤية العذاب الأبدي، أو أيًّا كان ما حدث ولم يعرف به أحد حتى الآن، فقد اختفت مارجريت في هذه الليلة، ثم بعد ذلك عُثر على الكلب مذبوحًا وعُثر على العصا التي كانت مارجريت تستخدمها، مر يوم والثاني والثالث ولم تعد مارجريت، وبدا جليًا أن أمر ما سيء قد ألم بها، حتى مع جهل ما حدث بالضبط فإنه يظل سيئًا، وقد حصلت حادثة الاختفاء تلك على الكثير من الاهتمام بسبب ما تُمثله مارجريت أساسًا وكونها من النساء الأغنياء القلائل في هذا الوقت، أو هكذا كانت، قيل صراحةً أنها قد قُتلت ثم رُميت في المستنقع، ثم بعد ذلك ظهرت بعض الدلائل التي تؤكد ذلك، أهمها الرفات. 

شكوك في رفات بعد فترة من اختفاء مارجريت كليمنت وخروج الكثير من التكهنات حول تعرضها للقتل بطريقة أو بأخرى تم العثور لاحقًا على ما يُمكن القول إنه أشبه بالتأكيد لتلك الرواية، فقد عُثر على رفات تعود لامرأة عجوز، وفور اكتشاف ذلك كان هناك يقين كلي بأن الرفات تعود إلى مارجريت، خصوصًا وأن الرفات كانت في المستنقع، أي في ذلك المكان الذي اختفت بقربه مارجريت، لكن بعد تحليلها تبين أنها لا تعود لبطلة قصتنا، وأنها رفات سيدة أخرى، لكن بما أننا نتحدث عن مستنقع يجمع رفات الأشخاص فمن البديهي تمامًا أن يكون هناك رُفات لم يُعثر عليه بعد يخص السيدة مارجريت، وهذا ما اقتنع به الكثيرون وأخذوا في بناء قصصهم عليه على أساس كونه أمر واقع لا مناص منه. 

عودة سيدة المستنقع بعد اختفاء مارجريت كليمنت وتأكد موتها لدى الكثيرين لم تتوقف أبدًا محاولًا مارجريت لشغل بال كل المحيطين بقصتها، حتى بعد تأكد موتها، ففي فترة من الفترات بدأت تكثر الحوادث بشكل لافت جدًا، كما ظهرت بعد الأساطير التي تُشير إلى وجود امرأة مجنونة تظهر ليلًا وتُثير ذعر المارة بالقرب من المستنقع، ثم لم تلبث تلك المشاعر وتلك الحالة المرعبة حتى تطورت ووصلت إلى الدم، فقد تم العثور أكثر من مرة على جثث بالقرب من المستنقع تعود لأشخاص كانوا يسكنون بالقرب من القصر، وضمنهم جار مارجريت الذي كان يطمع أساسًا في شراء القصر منها، وبدا جليًا أن روحها قد عادت مجددًا وتريد الانتقام ممن عرفوا بقتلها ولم يأخذوا حقها، لكن مع الوقت هدأت حوادث القتل والاختفاء تلك، بيد أن الناس لا يزالون يذكرون حتى الآن جيدًا لغز سيدة المستنقع.

ثقف نفسكWhere stories live. Discover now