7

48 17 3
                                    


أستمر كنان فى رفض تلك التهم و بدأ ينزعج من تلك الاتهمات الموجهة إليه.

« لقد قلت لكم مسبقا لا أعلم و لكننى أعتقد أنه لم يعلم سوى فى ذلك اليوم الذى علمت به أو أنه لم يتذكر أنك قمتي بالتصوير ألا فى ذلك الوقت. و ألا لن يترك فيديو قد يحلله المختصون و يثبتون برائتك او يعلمون هويته. »

بدا حديثه مقنعا لى « حسنا يا كنان و لكن هل أخبرت أحد بأمر ذلك الفيديو؟ أنا لم أخبر أحد بذلك الفيديو سواك و أعتقد ان والدتى و الخالة سمية قد استرقا السمع و علما بامره و لكننى لست متاكده من ذلك. »

سكت كنان لوهله ليفكر « لا لم أخبر أحدا عدا والدتى و هى تعلم كل شئ حدث معى انى كنت اذهب كل يوما فى ذلك الحى و تلك الاشياء و يستحيل أن تكون المجرمة لأنها قد تم إختطافها من قبل ذلك المجرم. لقد كانت ضحية لذلك المجرم مثلنا. »

فاتبعت منى الحديث « أعتقد أن هناك من يراقبك يا كنان و لقد عرف عن طريقكك بأمر ذلك الفيديو. لا يوجد تفسسير أخر فوالدة رزان و الخالة سمية مقربان لنا و يستحيل أيضًا أن يكون أحدهم المجرم. »

وافق كنان على حديث منى و كذلك أنا ثم رد عليها « أجل هذا ممكن سوف أحاول أن أخذ حذرى. »

حاولت أن أكمل استنتاجتنا و ان اعود الى صلب الموضوع « هل هناك يا منى أعداء لأختك؟ أى هل كانت على شجار مع أحد فى العمل أم ماذا؟ »

اخذت منى تفكر و لكنه ظهر على ملامحها علاقتها الضعيفه باختها فانها لم تكن تعلم عنها الكثير.

« يتضح أنك لا تعرفين يا منى » أكملت « حسنا ليست مشكلة, حينما تذهبين الى المنزل حاولى أستجواب والدتك و والدك من الممكن أن يكونوا على علم بأى شئ, أصغر التفاصيل قد تقيدنا الى أكبر النواتج. »

أظهرت منى علامات الرضا على وجهها, فكانت ليست كثير الكلام.

أكمل كنان حديثنا « علينا أيضاً أن نبحث نحن عن أى شئ, من الممكن أن نبدأ بالبنك الذى كانت تعمل به قد يفيدنا زملائها فى العمل بأى شئ. »

فقلت « أجل أنا أشعر انه سيكون ذهابنا الى هناك مفيداً, أذا لنلتقى غداً فى الساعه العاشرة صباحا و لنخدل الى البنك واحدا تلو الأخر كعملاء و نحاول البحث عن مكتبها و من ثم نبحث عن مكتب زملائها القريبون من مكتبها فبالطبع سيعرفون عنها أكثر من غيرهم. علينا ألا نذهب كوفد تحقيق لكى لا يشعروا بالريبه و يرفضوا أخبرنا بأى شئ. منى سيكون لها دوراً كبير غداً فبالتأكيد يثق بها أصدقاء اختها أكثر من كلانا. »

فقالت منى « حسنا, لنلتقى غدا, أعتقد أن الساعة قد تأخرت الأن لا يمكن لرزان أن تعود وحدها الى البيت فجميعنا فى خطر.»

فقال كنان « حسنا, يمكننى أن أقوم بتوصيلها. »

ردت منى بحزم « أذهب الى بيتك و أقراء كتابك ولا تشغل تفكيرك بي انا أو رزان لقد قلت ذلك لجعلك تذهب من هنا و ستبقى رزان معى الليلة. »

شعرت بالأحراج مما قالتة منى فأسلوبها جاد للغاية أتجاه كنان « لا يا منى أعتذر لن أستيطع البقاء هنا لأن والدتك لن تقبل بذلك أنا أعلم انها أصبحت تكرهنى بعدما عرفت أنى احد المشتبهين بهم فى تلك القضيه لا أريد أن أضعك فى موقف سئ معها, ساذهب مع كنان الى منزلى و لا تقلقى سأرسل لك رسالة حينما أصل. »

فردت منى « أعتقد أنك على حق فى أمر والدتي, حسنا الى اللقاء لا تنس أرسال رسالة لى و أن تأخذي حذرك. »

خرجت انا و كنان من المنزل و كانت الساعة قد قاربت على ان تصبح الحادية عشر, أغلب سكان الجزيرة و خاصة سكان الحى الذى أسكن فيه يكونون نائمون فى ذلك الوقت لذلك كانت الشوارع فارغه و مخيفة الى حد ما.

حاولت أن امضى وقتا فى الحديث مع كنان لأنس ذلك الظلام المحيط و الشعور بالخوف

فتبادلنا الحديث عن العمل و بعض الاشياء المتعلقة بالقضية فبدأ كنان بقول « أى مجال فى الجريدة كنت تعملين به؟ »

« لقد كنت أتولى صفحة الكُتاب و المقالات التىعن الفن و الكتابة. »

تعجب كنان « حقاً, أنا لم أكن أفوت تلك المقالات مطلقًا و لكن أتصدقين أنه لم أفكر أبدًا فى قراءة اسم من يكتبها! »

قلت له « عليك أعطاء الكاتبون أهميه فدائما ما ننظر الى اسماء الممثلون و ننسى أسماء كُتاب السيناريو و المخرجون و المصورون, هؤلاء عظماء ما رواء الستار. »

« أجل أوافقك الرأى. » ثم أكمل متسائلاً « أشعر أنه شئ شخصي الى حد ما و لكني أتسائل هل كانت علاقتك مع مهند ناجحة؟ »

أجبت بحزن « لا تسأل يا كنان لا تسائل... لقد كانت علاقتنا على ما يرام حتى أننى قد عانقته حينما وجدته خارج قسم الشرطة و فى تلك اللحظه أبتعد عنى قال لى لا أصادق مجرمه سيعارض ذلك وظيفتى. » بعد ذلك أستجمعت قوتى مرة اخرى « ولكنه من الأفضل أنه ظهر على حقيقته أنه مخادع كاذب مثل بقيبة الرجال.»

رفع حاجبيه مستنكراً « مثل بقية الرجال! لماذا أنت حادة لتلك الدرجة بدأت أشعر أن منى قد أثرت عليكى كثيراً. »

تهربت من تلك المحادثة فالتحدث عن حقوق الرجال يجعلنى أشعر بالغثيان فأى رجل يريد أثبات أنه على حق فعلى سبيل المثال يريد الرجل أن يثبت أن ليس كل الرجال خائنون, بينما فى الحقيقة هو السبب الذى يجعلك تقول له ذلك.

حاولت فتح موضوع جديد مختلف قليلا عن ذلك الموضوع و القضيه و العمل, فسالته « هل لديك أخوة؟ »

ظهر على وجهه ملامح الحزن الغير متوقع « لقد كان لدى أخت و لكنها توفيت فى حادث منذ زمن. »

« أشعر بالأسى حقا ماذا كان أسمها؟ »

فقال بأسى « سحر. »

لم يكن ذلك الأسم غريباً على لابد أنني قد قرأت فى صفحة الوفيات لا أتذكر جيداً لابد أنها ماتت منذ ومن بعيد,

حاولت مواسته لأُخرجه من ذلك الحزن المفاجئ « البقاء لله وحده لا تحزن. »

اقتربنا من الحى الخاص بي و كان أكثر ظلاما ففيه مصباح واحد فقط أو مصابحين مضائين أقتربت من خلفنا قطة و فجاءة فى وسط السكون قامت بالمواء بصوت عالى للغاية و مرعب , شعرت بالرعب و بدون وعى و جدت نفسى أضم كنان كرد فعل لخوفى و بمجرد أن لامست صدرة لمحت الدهشة على وجهه و لكني وجدت يديه قد قامتا بضمي أنا أيضاً.

بعد عدة ثوان من ذلك العناق الدافئ شعرت بصوت أقدام تتجه نحونا فنظرت لأجدها امى و الخاله سمية معاً!

حكاية جزيرة (مكتلمة) ✅Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt