الجزء 10

229 6 0
                                    


تتبدَّل ملامح وسَن إلى الجمُود، تُحاوِل جاهِدة إخفاء أثَر تِلكَ الرسالة عليها ولا تقدِر ، يتدخَّل عُمر أخيراً : في شنو يا وسن ؟ في حاجة حاصلة؟

تنفِي : لالا ابداً ، ماف شي

عُمر : لأ في ، إنتي ما شايفة وشِّك إتخطَف كيف ؟

تُداري خَوفها : ماف شي يا عُمر قلت ليك خلاص !

يتنهَّد : ممكن أعرِف منو الرسَّل ليك ؟

تنظُر إليه : لأ طبعاً ودي ما حاجة بتخُصَّك !

عُمر : لو سمحتِي

تأبَى : قُلت لأ يا عُمر

يخطِف الهاتف من بين يديها ، يقرأ الرسالة

تصِيح : إنت مُتخلِّف !!

يضع الهاتف جانبًا، يلتفِت إلى النافذة كابِحًا جماح غضبِه

تهمّ بالنزول

يُوقِفها : إستنِّي يا وسَن

وسن : سيب يدِّي إنت واحد متطفل ومابتعرف حدود الأدَب

يصِيح : بَس !! بس خلاص ! أنا ليّ فيك حق زي أُمِّك دي بالضبط ، وحقِّي العليك أكتر ، لأنو التنازلات الأنا قدّمتها لأُمك كلها كانت من حقِّي لكن آثرت دا كلو عشان أفُوز بيك ! أنا ما مُتطفِل يا وسن وحاولي تفهمي إنٍّك حياتي، ودُنيَتي، وكل حاجة أنا بملكها، والإنسان الوحيد اللي مستعِد أقيف قدّام أي شخص يحاول يبعدو عنّي، حتى لو كان الشخص دا أُمِّك

وسَن : أُمِّي ماعمَلت ليك حاجة إنتَ ليه بتتكلَّم عنّها كِدا !

يبتسِم هازئًا ، ينظُر إلى وسَن، يحملها ويطير بها إلى ذِكرى بعيدة ؛

•••

كوالا لامبُور - قبل ٥ سنوات :

تُغلِق بابها بإحكام ، تأوِي إلى فراشها خائفة في كُل ليلةٍ تبيتُ فيها جيسي خارِج المنزل ، تُطفئ الأضواء، وتدفِن وجهها المُحتقِن بالدموع في دفء وسادتها، مضى يومَانِ لم تحادِث عُمَر فيهم، حظر من جميع مواقِع التواصل وحظرٌ لمكالماتِه ، ورقعةُ الأسى تتِّسع في قلبها مع كل محاولةٍ يبذلها قلِقاً كيّ يصِل إليها ، كانَت رسالتها الأخيرة لهُ " أنا آسفَة يا عُمر ، أنا مجبورة أنساك.. عشان خاطري أنساني، وخلّينا نعيش كأننا ما إتقابلنا، أنا ما بقدَر أعادي أهلي، مابقدر أعادي أمي، صدّق إنو البيحصل دا غصبًا عني، صدِّق إنو واجعني ، وإني بحبَّك يا عمر "

ما إن تشتدّ ظُلمة الليل، حتّى يُطرَق الباب ، تنهَض فزِعة بعد أن بدأت أحزانها تستسلِم للنَوم ، ترتدِي معطفها، تحمل بخّاخ الفلفل بيدِها وتتسحَّب نحو الباب ، ما إن تقِف خائفة خلفهُ حتّى يأتيها صوتهُ الغاضِب، الغائِب في حُزنِه : أفتحي الباب يا وسَن !!

اطلي بلونك روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن