الجزء 07

279 7 0
                                    


تجلِس بجوارِه، مُحكمة إغماضة عينيها، بإنتظار إنقضاء الكارِثة، عُمر المُتهوِّر بجوارها، وعلى الطرف الآخر حسن الذي ترتدِي مِحبَس خطوبتهِ في يمينها..

يأتيه صوت الآخَر مُستفسِرًا : عفواً بس ماعرفتَك ، عمر منو؟!

ينظُر إليها، قلِقة، إنكمشت بجواره تترقَّب ردّة فعل خطيبها

يتنهَّد ، يعزّ عليهِ زعزعة ثباتها، وأمنِها، يعزّ عليهِ خَوفها هذا، ولا يستطيع أذيّتها ولو بِكلمة، يتنحنح : أنا مُدير المشروع حقّها .. شكلها نست التلفون بالغلط على مَكتبِي

تنفرِد أطرافها مُرتخية، تزفُر وتفتح عينيها بهدوء

حسن : أيواه.. هي بتنسى كتير ، لو ممكن بس توصّل التلفون ليها

عُمر : هي بعيدة حاليًا، لكن إن شاءالله أول ما ترجع حبلغها بمكالمتك

حسن : تمام يديك العافيَة .. مع السلامة

يُغلِق الخطّ ، ينظُر إليها، تصدّ عنهُ مُكتِّفةً ذِراعيها، ينطلق بِها بأقصى سُرعة دون أن ينطِق بِكَلِمة.

●●●

ماليزيَا - كوالا لامبُور :

أمام أحدِ المقاهِي المرموقة، يُوقف سيارتهُ الفارِهة، يلتفت إليها ؛ مُصمِّمة على إتخاذ موقفٍ عدائيّ منهُ ، يتنهَّد : حتفضلي كدا كتير؟

تصِيح : انتَ مالك!!

يستغفِر، يُدرِك حجم الورطة التي كادَ أن يُقحمها فيها : أنا آسِف

تفتح باب السيارة وتترجَّل عنها مُهروِلة

يلحَق بها ، يركُض، يُمسك بذراعها : وسَن

تُفلت ذراعها من قبضته : سيبني في حالي يا بني آدم انتَ !

يهدأ لحظَة، يُرتِّب أفكارهُ ثم ينطِق : أنا عارِف ، اللي عملته قبل شوية دا غير مقبول وغير لائق، مستوعب والله يا وسن إنُّو حياتك بقى فيها ناس جُداد، أنا ما من حقّي أهمِّشهم، لأنو وجودهم بيعنِي ليك وفارِق معاك، بِخلاف وجودي اللي مستعدة تنكرِيه في أي لحظة.. وعارف إنو غصبًا عنٍّك، عارف كمان إني أهبَل غريب أطوار قدامك، ماعندك لي أي ذِكرى تشفع ليّ، ودي هي كُل فكرتِك عنّي، لكن رغم دا أنا عند كلمتِي، أنا حذكِّرِك بيّ يا وسن، أنا ما طِفل عنيد ولا مُراهق عايز أفرّغ مشاعري في بِت جميلة، أنا حبيبِك، وراجِل أخدتيه ضُل وسكينة ليك في يوم، وأنا محفُور في كل لحظة في ماضِيك، واللي بيننا حيدوم غصبًا عننا يا وسن، لأنو اللي بيننا أكبَر من مُجرَّد مشاعر أو كلام..

توزِّع نظراتها المُرتبِكة على تفاصيلهِ بالتساوِي ، غرِيب، لأقصى حدّ، ومُلِحّ، لا يعرف المَلل سبيلًا إليه، ومُحِب، هذهِ العين التي تترَقرق مليئة بِدمعها في كُل حوارٍ مُحتَدِم هيَ عينُ مُحِبّ، أعرفُ لمعة الأسى هذهِ جيدًا.. مُنذ اليوم الأول ، وهيَ تسبح في فضاء عينيهِ، لكنّه حتى الآن، لا يزالُ غريبًا !

اطلي بلونك روحيWhere stories live. Discover now