سقوط الأحمر 2 : سحر النجوم

ابدأ من البداية
                                    

و رغم أنها تود تقبيل عبوسه اللطيف لكنها امتعنت عن ذلك تحاول لعب دور الصارمة و هي تأخذ الكتاب منه و ترى كيف تعلقت أعينه به...

حسنا لم يجدر به حقا سرقة كتاب تعاويذ من الدرجة الثالثة فهو من المفترض أنه يتعلم تعاويذ من الدرجة الأولى فقط حتى يبلغ الثامنة و ينتقل للمرحلة الثانية و بعدها يتوالى الأمر وفق هذا ...لكن نظرة أعينه للكتاب كأنها حرمته من شيء عزيز جعلتها تتنهد و هي تحاول حقا تفهم أن ماغوس فضولي جدا ناحية التعلم و بقدر ما يسعدها ذلك أحيانا بقدر ما يتعبها أنها قد لا تستطيع مواكبته و كيف أنه متعطش للسحر و من إسراعه في ذلك يكاد يفلت من بين يديها....

لذا وضعت الكتاب جانبا و تقدمت من ماغوس تقابله ثم حصرته بين ذراعيها و حافة الرف الذي يجلس فوقه تجذب أنظاره لها حين نظرت له من هذا القرب تخبره بهدوء و بنبرة مهتمة  :

" هل تعتقد أنني ظلمتك ماغوس ؟..."

سألته سؤالا بسيطا و مباشرا...

و قد يبدو أن صغارا في هذا السن لا يفهمون الظلم لكن أولاد السحرة يختلفون تن أولاد البشر و ماغوس بنفسه مختلف عن أولاد السحرة ...لذا أجل هو يفهمها...هو يفعل حقا و رأته يحدق بها من بين رموشه و شعره يلامس كتفه وهو يحوي جدائل صغيرة تزيد من جماله  حين مد هو يده يعبث بخصلات شعرها الأشقر الطويل ثم ينظر لها يجيبها بنبرة خافتة كأنه يعترف بذنبه و يقدم تبريرا  :

" لا....أخبرني والدي أنه حين أرتكب خطئا و تعاقبينني ذلك لمصلحتي و يجب ألا أخالفك ...لذا أعتذر على تسللي لثلاث مرات جميلتي..."

أجل...اعتذار لطيف من إبن لطيف تعلم النبالة من والده...هي سعيدة هكذا....

و بالتالي فما قاله  أكسبه إبتسامة صادقة منها و هي تسارع تنحني لتقبل وجنته بقوة و ترفع له رأسه من ذقنه تقول تحدق صوب أعينه التي لم يرثها منها حتما :

" و والدتك تسامحك ماغوس....ثم أنه ليس من السيء البقاء في المنزل ليوم واحد....هكذا يمكنك التمرن على إنهاء التعويذات المطلوبة منك قبل وصول الحصة القادمة للمعلم الأعظم ... "

نظر ماغوس لها هذه المرة بابتسامة متأملة كانه مستعد لمفاوضات جديدة بعد سماع حديثها فقال يسألها:

" هل لو بقيت في المنزل اليوم يمكنني تجربة هذا الكتاب ؟...أعدك ألا أحرق شيئا هذه المرة بسبب فشل أولي في التعويذة....و إن افتعلت حريقا سأطفئه بسرعة.."

كانت أعينه الجميلة مليئة بالأمل و الحماس مرة أخرى و شعرت بالذنب لأنها هزت رأسها نافية تراقب اختفاء بسمته من جديد تجيبه و هي تمسح على وجنته بلطف :

" إنها تعويذات من الدرجة الثالثة ماغوس...و أنت لا تزال في السادسة...حين تكبر قليلا يمكنك تعلمها و استخدامها...."

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن