سقوط الأحمر 2 : سحر النجوم

ابدأ من البداية
                                    

لكن ما أن تعرف على الرائحة و التفت برأسه يرى والدته تحدق به بابتسامة ماكرة كونها ضبطته متسللا وهي ترفعه تسنده بخصرها حتى تحول صراخ هلعه لضحكات طفولية و هو يرمش بأعينه ببراءة يبتسم لها قائلا :

" كشفتني مرة أخرى أمي....هل يمكنني أن أباشر باعتذار سريع لجميلتي؟..."

عضت أمه على وجنتها من الداخل تمنع ابتسامتها من الظهور ككل مرة يناديها بجميلتي يقلد والده يعتقد أنه أمر نبيل و لطيف فعل ذلك...و الحق يقال هو كذلك...زوجها و ابنها كلاهما يناديانها بنفس اللقب و هو أمر بغاية الدفء لها...

مع ذلك رمشت بأعينها الزرقاء تحاول ألا تنظر لحدقيتاه الماكرة و هو يحاول خداعها للمرة الثالثة لهذا اليوم ثم التفتت تعود للداخل و هي تحمله بين يديها دون أن تبالي حتى بالباب كونها أغلقته بسحرها  دون النظر له تجيبه و هي تهز رأسها بابتسامة و خصلاتها الشقراء تتحرك معها :

" أنت لن تخدعني ماغوس غزيموس آغاس...لقد سمعت رفاقك في الباحة الخلفية مختبئين بانتظارك و يتحدثون عن كيف أنك وعدتهم بالتقاءهم قرب طريق عائلة فيولير...لذا حججك الذكية التي أراها تتراقص في أعينك لتستخدمها ضدي لن تنجح...لأنك للأسف تختار أصدقاء يحبون التحدث أسفل النوافذ..."

قالت والدته كل هذا بابتسامة تحاول جاهدة إخفاءها و هي تسير به تدخل المطبخ أين وضعته على حافة الرف العالي و ترى كيف عض على شفاهه بابتسامة بريئة يحاول نفي كل اتهاماتها بأعينه التي تنجح دوما في خداعها...

لكن داخله هو يود إلقاء تعويذة على كل رفاقه الحمقى تتسبب بجعلهم يشدون آذانهم بأنفسهم حتى يتعلموا أن والدته سمعها حديد و لا يجب العبث معها....

مع ذلك لم يجب والدته و ظل يبتسم لها بلطف طفولي يحاول تشتيتها عن يديه و هو يدس كتاب التعويذات خلف ظهره لكنها ابتسمت له تقول بمكر :

" لا تحاول حتى...أنا أشعر بطاقة التعويذات تصدر منه لذا هاته ماغوس..."

الآن فقط تنهد الصغير بخيبة و سقطت ابتسامته يعبس باستسلام و هو يخرج الكتاب من خلفه يمده لها ببطء كأنه يقدم كنزا تعب في سرقته و ذلك جعلها تبتسم و هي تنظر لصغيرها الجميل الذي يعيش و يحيا لأجل تعلم سحر يفوق سنه...

جوعه للتعلم كان مبهرا حقا.. و هي و زوجها كلاهما يدركان أن ماغوس مختلف قليلا عن رفاقه.. الجميع لاحظ هذا ..مع ذلك تحاول هي ألا تجعله يفوق أقرانه دوما و يأخذ كل شيء بروية....

لذا مررت أعينها الزرقاء الجميلة عليه و على عبوسه الذي لم يسيء لمظهره...حيث كان يرتدي حذاءا جميلا من بلاد فارس و ثيابه رمادية جميلة لا تبدو من هذا العصر و يميزها حزام أسود يلتف حول جذعه الصغير يحمل أحرف لقبه تماما كما تحمله القلادة الجلدية حول رقبته...

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن