28

3K 189 259
                                    










-عَودَة : الجُزء أَلثَالِث والعشرين-







صمتٌ اتخذ مجراه بينهما وهو يهم بمغادرة المكان المكتظ ذاك بهدوءه محاولاً ترتيب سياق الجمل اللتي سيسردها عليها في حوار طويل ربما..
اولى الطريق جل اهتمامه فبات مشغولاً بقيادة سيارته بحذر فالوقت متأخر من الليل وبعض من الشوارع قد مُلئَت بسكانها أو بسائحيها..

يدرك ان ما يقصده ليسَ بمكانٍ تتجمع فيه الناس ليلاً لذلك يدلفه في وقت كهذا حينما يكون إتخاذ قراره عسيراً الا ان الغاية اختلفتْ..

اقتطع لحظات السكون تلك صوت رسالة واردة الى هاتفه انتشلت الغارقة من أفكارها محدقةً مطولاً بذلك الهاتف فتتجاهله مزحزحةً بنظراتها ناحية الطريق متسببةً
بتبسم ثغر الجالس دنوها فيشير الى هاتفه مخاطباً..

"تفقديه إن رغبتِ"

قهقهتْ دونما النظر اليه مرخيةً بجبينها على ساعدها المثبت حيث النافذة فتجيبه من بين قهقهاتها..

"لو كنتَ تخفي عني شيئاً فيه لَما وضعته محط انظاري"

ارتفع ثغره فبانت انيابه متبسماً، تلك كانت امرأة مماثلةً له، نصفه الآخر ولم تُخلق لسواه..

"تروقني نزعة العبقرية اللتي تتسمين بها"

تبسمتْ بغرور تجاريه هادئةً لتعاود التحديق بالطرق عبر النافذة ولم تكُ سوى دقائق حتى وصلا حيث  وجهتهما..

"الكنيسة؟!!.."

شهقت ليتبسم ثغرها بأتساع لترتجل من السيارة مسرعةً اذا بها وطأتْ مكاناً يروقها من بين الآف..
زفر ضاحكاً ومشاعرٌ قد ساورته فقد لمح طيف براءتها وتلك العفوية اللتي قد اتسمت بها حالما دلفت فتطأ ارضية المكان..

"على مهل..."

ارتجل يتبعها بهدوءه متبسماً وهي تخطو بخطوات طويلة قاصدةً موضع الشمع فتشعل لهما واحدة..
وضعتْ بخصلات شعرها المتمردة خلف صيوانها لتشابك اناملها مغلقة العينين فتتلو صلواتها بهدوء في سِرِّها وهو يدنوها شيئاً فشيئاً..

وقف دنوها واضعاً بكفيه في جيبي بنطاله  فيعاود التحديق بمجسم الصليب فالتماثيل الرمزية وبعض من الصور اللتي تملأ ارجاء المكان ثم يحط بعدستيه حيث الشمعة البيضاء وهي تلهب جذوتها فتتساقط على جانبيها قطرات من الشمع المنصهر..

"هذا يُذَكِّرني بلقائنا الاول..."

تنهد قبيل ان يردف بجملته تلك فتلتفت تواليه اهتمامها بعدما فرغت..
لم يحرك ساكناً ولم يرتد له طرف، كان يناظر الصليب الضخم اللذي يحط امامه معرباً عما يختلجه ببعض الكلمات..
لم تشأ ارباكه بنظراتها فأتخذت موقعها الاول محدقةً بذلك الصليب كما هو ذاريةً اياه على سجيته ينبس بما شاء..
تبسم ثغرها فتحتضن ذاتها بذراعيها فقد لامستها نسائم باردة..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 21, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝐅𝐀 𝐌𝐈 𝐑𝐄 𝐃𝐎 || 𝐉𝐊 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن