27

2.3K 193 451
                                    












-عَودَة : الجُزء أَلثَاني و العشرين-














حدقَ غرابي الشعر بحدة بتلك اللتي تقف مكتوفة اليدين ترمقه بنظرات لم يصعب عليه تحديد ماهيتها
ليشيح بعدستيه ينظر حيثما كان منشغلاً بالغرق فيه قبيلَ لحظات بقصد قراءة تعابيرها..

"هل اكلت قطتك لسانك؟ فـ لمَ السكوتُ.. حبيبي؟"

اردفتْ وبحديثها تبثّ سُمّاً فالإناء ينضح بما فيه..
صمَتَ دون ان يعير حديثها اي انتباه محدقاً بتلك اللتي ملأ سيماها البرود يرتجي منها تجاهلها..
تبسمَ ثغر الاقصر دون ان تشيح بناظريها عنه لتردف بنبر ماثلَ ما تبديه بهدوءها..

"هل نذهب؟"

زامنَ حديثها ارتفاع ثغر مَن نصت عوارضه
ليومئ متبسماً فيشبك بأناملهما خاطياً نحو ذلك المطعم بهدوء يضمر توتره فهو يدرك تماماً ان الامر لن يمر مرور الكرام..

شَدَّتْ ذات الشعر الارجواني على قبضتها بـ نية الادلاء بتهمةٍ أُخرى تعكر صفو جوهما اللذي بدا لها رائقاً ولم يرُقها بتاتاً لتستوقفها ذراعٌ تفوقها قوةً فيردف بنبره المألوف متسبباً بأتساع حدقتيها..

"الى السيارة لورين، حالاً"

امالتْ برأسها جانباً محدقةً بذاك اللذي يقف ممسكاً بمنكبها الايسر ليرتد لها طرفها عدة مرات لفزع اصابها فما سكنت لما يضمره لها المجهول...
بينما اؤلئك يتبسمان ببرود ينافي براكيناً تثور في غيابت سرِّهما..

دَلَفا حيث ذلك المطعم ليختارا طاولةً عشوائية يستريحان على كراسيها..
صمتٌ اتخذ مجراه بينهما ونظراته لم تبارح ملامح وجهها محاولاً قراءة المكنون الا ان محاولاته بائت بالفشل..

"ديورين..."

افرج عن انطباق شفتيه منادياً الا انه سرعان ما اقتطع حبل افكاره اللتي كان يود سردها بحديثها ذو النبر الحاد..

"لا اود الخوض بحديثٍ يملأ لي قلبي قيحاً، لذا ارجو منكَ التفهم.."

صمتَ متنهداً مطبقاً حاجبيه ليحك ذقنه بيساره دون ان يبعد ناظريه عنها
اذ ان هدوءها ذا لم يكُ منطقياً البتة فبموقفٍ كهذا او ادنى كانت ستنفجر ذاريةً اياه يتخبط بيأسه...

تقدم نادلٌ حيث موقعهما ليأخذ طلبهما ليجيبه بلغة ايطالية بدت لسامعها كأنها لغة المتحدث الام..
وجهت بناظريها ناحيته لثوانٍ فتعاود التحديق بالفراغ تقمع اي اعجابٍ يحوز عليه من نابضها لكي تعطي غضبها منه حقه..

𝐅𝐀 𝐌𝐈 𝐑𝐄 𝐃𝐎 || 𝐉𝐊 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن