1_ عصر الإختناق

Começar do início
                                    

سنخرج حالا.. تجاوزنا الباب المؤدي للخارج.. هيا أركض يا بني بأقصى ما تستطيع ، يجب أن لا يمسكوا بنا أحياء.. هيا سنسرع أكثر من هذا.ربما هم مزالو خلفنا لحد الساعة يتعقبون آثارنا منذ مدة طويلة والليلة علموا بمكاننا لكن كيف حصل هذا. لم نخبر أحدا مطلقا بمكاننا الجديد ..لو أمكننا فقط أن نتوارى عن الأنظار لمهلة من الزمن سنستطيع أضاعتهم حتما .. يجب أولا أن نزيد فرق المسافة التي تفصلنا عنهم حتى يتسنى لنا بعدها الاختباء ، بينما نحن نركض بأقصى سرعة لنا. تعثر بني واقعا على الأرض. أوقعني معه فأسرعت بزحف نحوه بدأ بالبكاء مع ظهور قطرات دماء على جبينه لم تتوقف عن سيلان عبر وجهه لأنه رطم رأسه على الأرض بقوة ثم قربت رأسه لحضني ومزقت قليلا من فستاني لأقوم بربطه على مكان النزيف لأضعف قليلا من ذاك المد الأحمر اللامنتهي ..

قمت بسرعة بعد ذلك لكن ولدي أبى الوقوف مستمرا في البكاء والصراخ كأنه لا يجيد غيرهما

ثم قال :

_ أمي أنا أتألم كثيرا هنا ووضع يديه الصغيرة على رأسه مشيرا لمكان النزيف ...

قلت له وأنا أخرى باكية :

_ أعلم أنك تتألم بشدة لكن علينا أولا النجاة من أولئك القتلة يا صغيري ..

أعلم أنك لن تفهم شيء مما سأقول لصغر سنك. لكن يجب علينا الهرب فإن أمسكوا بنا سنكون سببا رئيسيا لتعرض كل البشر للخطر والابادة الجماعية والفناء.. بطريقة بشعة للغاية لهذا علينا الوقوف والمضي للأمام بسرعة ..

أمسكت ببني ووضعته فوق ظهري لأني علمت أنه لن يقوى على الاستمرار بمفرده فمازال جرح جبينه ينزف ببطء رغم إحكامي لمكان النزيف.. مسحت دموعي.. كل ما خطر على بالي مواصلة تقدم ،ما إن رفعت جسمي للأعلى إذ بي أسمع صوت رجل خلفي يقول لقد وجدناهما تلك المرأة والصبي .. بدوري إِلتفت بذعر وخوف شديدين لأرى مجموعة من الرجال ربما يرتدون زيا غريبا لونه أسود شديد العتمة ويضعون على رؤوسهم قناعا كان أشبه برأس الغراب ذي عينين حمراوتين للغاية بريقهما كان واضح في تلك العتمة..

من رعب الذي إكتساني من أولئك الأشخاص لا إراديا مني إنطلقت بكل ما لدي من قوة إلى الأمام حملت بني لم ابه لأي شيء إلا بالفرار عنهم مرددة بصوت عالي سننجو مثلما وعدتك يا عزيزي .. سنجتمع لنعيش معا من جديد.. سنلتقي عما قريب كما خططنا. فمثلما سألتزم بوعدي فل تلتزم بوعودك لي أنت الآخر لتنجو أولا وسأبذل ما بوسعي لنجاة مع إبننا كذلك ...

شققت طريقي عبر ذاك الممر الذي يؤدي بنهايته نحو الغابة المحيطة بالقرية لأن هذه القرية ما هي إلا منازل على طرفين مع طريق رئيسي واحد يقطعها لنصفين محاطة بالأشجار من كل ناحية ...

توالت عبر أذني صيحات أولئك الرجال .. توقفي لا مفر لك .. سنمسك بكم .. ستدفعون ثمن ما قمتم به .. سنسلمكم لمخلص العالم الجديد لتنالوا عقابكم أيها حثالة .. الخونة .. و العديد و العديد من الجمل الغير لائقة الشتائم والتهديدات وغيرها .. بينما أنا أركض وهم خلفنا بدأت صيحات ناس تتعالى من كلا الجانبين أكثر مما كانت عليه قبل دقائق، لقد أصبحنا الآن في قلب الحدث أخيرا فالغيوم الرمادية أصبحت فوق رؤوسنا مباشرة ..

رواية : أنا أختنق ❤️ ( لا حياة بلا قناع )Onde histórias criam vida. Descubra agora