الحقائق تتجلى

Start from the beginning
                                    

سراج بنفس هدوئه : لا ذاكرتي بخير و الحمدلله و لكن أريد استعادة ذكريات ذلك اليوم الذي دمر حياتي و مستقبلي .

كادت السيدة سعاد تقف من مكانها و

قالت بانفعال : أغلق هذا الموضوع نهائياً يا سراج ...

قبل أن تكمل كلامها قاطعها سراج و هو يقول بهدوء تام : سؤال واحد فقط ، و أرجو أن تجيبيني عليه بكل صراحة .

السيدة سعاد : سرااااج سمعت ما قلت أغلق هذا الموضوع .

سراج : ماذا أخبرتي مراد في ذلك اليوم ؟

تجمدت السيدة سعاد في مكانها و لم تتحدث ...

سراج و لا زال على هدوئه : من الذي مات يا أمي ؟ لم تخبريني لكي أقدم واجب العزاء ؟ ترى كم من سنة مر على ذكرى رحيلي ، هل تذهبين لزيارة قبري يا ترى ؟

سراج مكملاً بسخرية : عوضك الله خيراً و صبر الله قلبك يا أمي في فقيدك أقصد في رحيلي .

السيدة سعاد بدموع في عينيها : سراج .

أكمل سراج و لكن هذه المرة ظهر الحزن جليا ًفي نبرة صوته : هل كان سهلاً عليك نطق كلمة موتي يا أمي ؟ كيف استطعتي قول 

شيء كهذا ، ألم تخشي علي أن يعاقبك الله بسبب كذبتك تلك بي ، ربما تتحقق فعلاً هذه الكذبة و تصبح حقيقة ألم تخافي من هذا الأمر ؟

السيدة سعاد بانهيار : لقد كان الأمر فوق طاقتي يا بني لقد هددتني بك ، أقسم لك لم أرد فعل ذلك و لكنها هددتني أن تقتلك 

جدتهم هددتني إن لم أخرج من القصر و أنهي صداقتك مع مراد فسوف توكل شخصا ليقتلك ، وقالت لي إن نفذت الأمر فستعطيني

 المال و ستبقى أنت و بذلك أستطيع تحقيق حلمك ، بحثت عن مصلحتك وسعادتك يابني أنا ....

سراج بألم و انفعال : مصلحتي ! و سعادتي أيضاً ! قول لي أين هي سعادتي أين مصلحتي بالأمر ؟لماذا لم تخبريني ليس حينها عندما 

كبرت على الأقل ؟ أنت جعلتني أعيش في كذبة كبيرة فرقتني عن أعز صديق و أخ ،دمرتي مستقبلاً و حلماً و ماضيا ًليس أنا وحسب

 بل لا أعلم كيف كانت حالة مراد حين كذبت عليه ، كنا على بعد خطوة واحدة لنحقق حلمنا و سعادتنا ماذا فعلت يا أمي ؟

 نسفتي سقوف طموحاتنا على رؤوسنا ، كنا نحلق في أعالي السماء و سقطنا فجأة لأعماق الأرض ، دعك من هذا كله ، ألم تشفقي 

علي؟ ألم تشفقي على حالتي بعد أن كذبتي علي في ذلك اليوم ؟ ألم يحزن قلبك حين رأيتني أبكي بلا توقف ؟ ضعف جسدي و ارتجافته 

ألم يؤثر بك ؟ عيوني الذابلة ألم تشفع لي ؟ هل هكذا سعادتي بالنسبة لك يا أمي ؟أجيبيني هل هكذا مفهوم السعادة لديك يا أمي ؟

لحن الصداقةWhere stories live. Discover now