لأن السراج سينير الطريق ليصل للمراد دوماً

345 23 75
                                    

رحلتنا اليوم في إحدى البيوت الكبيرة التي يظهر عليها البذخ و الجمال و الغنى ، تحيطه حديقة كبيرة مليئة بالأشجار و الزهور العطرة.

 في الداخل يخرج ذلك الفتى من غرفته مسرعا و هو يحمل كمانه على ظهره ....

السيدة ميادة : مراد إلى أين يا بني ؟ أنت لم تتناول طعام الغذاء بعد .

مراد بعجلة : لست جائعا يا أمي  ، سأذهب إلى عند العم مصلح فسراج ينتظرني هناك .

ابتسم السيد رابح  لابنه وقال : لا تتأخر .

مراد بعد أن ارتدى حذاءه : حاضر ، وداعا الآن .

ابتسمت السيدة ميادة و هي تتطلع لأثر ابنها الذي غادر قبل لحظات

السيد رابح : لديه شغف كبير للموسيقى .

السيدة ميادة بابتسامة : نعم ، هو وسراج يشكلان ثنائياً رائعاً .

السيد رابح : أنت محقة ، أنا أتوقع لهما مستقبلا باهراً معاَ .

قاطعهما صوت عكاز تلك السيدة الكبيرة في السن ( أم السيد رباح ) و التي قالت بسخرية : مستقبل باهر ، ابنك يضيع من بين يديك وأنت تبتسم ببلاهة ، لا أعلم كيف تسمح له بالخروج مع ابن الخادمة ذاك .

نظرت السيدة ميادة لزوجها بحزن وفضلت الصمت ، أما السيد رابح فتنهد بيأس فهذا طبع أمه و لن يستطيع تغييره ترى أن الفقراء و من لا مال معه أو من هو أقل من مستواهم المعيشي أي لا قيمة له و يجب أن لا يتعاملوا معه إلا بتكبر و استعلاء .

كاد السيد رابح يجيبها و لكن قاطعه صوتها ثانية و هي توبخ و تهين بتلك السيدة المسكينة ( السيدة سعاد ) و هي خادمة تعمل في القصر منذ سنين و ابنها هو سراج صديق مراد .

الجدة بإهانة : و أنت يا هذه علمي ابنك أن يتعامل مع أسياده باحترام و اجعليه يعرف مقامه ، من ثم ما هذا الذي تضعينه على المائدة ألم أقل لكم لا تحضروا حساء الخضار هذا اليوم و ....

قطع وصلة التوبيخ تلك صوت ذلك الشاب الذي تقدم وهو يقول بمرح : أنا أشم رائحة طعام جميلة ، يااااه و أخيرا حضرتي لي حساء الخضار المفضل لي اشكرك يا خالة سعاد .

نظرت الخالة سعاد له بامتنان فهو دائما ما يحاول تلطيف الجو ، و ينقذها في كثير من المرات من توبيخ الجدة .

الجدة بغضب : منذ متى أصبحت تحب حساء الخضار يا منير ؟

منير و هو يجلس على المائدة : في الحقيقة إنها قصة طويلة ، و إذا أخبرتك بها الآن سيبرد الطعام و إذا برد الطعام ، ستغضبي على الجميع و تطلبي إعادة صنعه و اذا فعلت ذلك سأموت أنا من الجوع و إذا ....

الجدة بصرامة : حسنا ،حسنا لا أريد أن أعلم .

منير : أحسنت يا جدتي .

لحن الصداقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن