كل شيء تحطم

161 20 21
                                    

فتحت السيدة ميادة الباب و الصدمة أن مراد ليس بغرفته

 جالت في الغرفة و خرجت للشرفة و الحمام و ليس له أثر ، قدماها لم تعد قادرة على حملها فهوت على الأرض وهي تقول ببكاء : يا إلهي ، أخشى أن يقدم على فعل شيء بنفسه ، أرجوك يا ربي رده لي سالماً .

تجمد منير في مكانه للحظات و لعن نفسه ألف مرة .

منير بندم : يالغبائك يا منير كيف تركته لوحده و هو بحالته تلك ، أنا لن أسامح نفسي إن حدث لك شيء يا مراد .

و خرج بعدها بسرعة يبحث عنه في كل مكان في المنزل ، اهتدى لفكرة أن يكون في حديقة المنزل فخرج راكضا إليها ،

 بالفعل وجده جالساً مسنداً ظهره على جذع الشجرة الكبيرة التي في أخر الحديقة ، لكن الجو بارد جداً و هو لا يرتدي ملابس ثقيلة 

غير أن الثلوج تهطل بكثرة و قد بدأت تغطيه بخفة .

أسرع منير باتجاهه بسرعة ، و بدأ ينفض الثلج الذي أتى على رأسه ووجهه ...

منير بقلق : مراد ، مراد هل تسمعني ؟ مراد أجبني يا أخي أرجوك ، يا إلهي حرارتك مرتفعة جداً .

حمله منير و أسرع بخطاه نحو المنزل صاعداً نحو غرفة مراد ...

السيدة ميادة : مراد بني ، ما الذي حدث لك ؟

منير بعجلة و خوف : أبي أرجوك اتصل بالطبيب بسرعة ، إن حرارته مرتفعة .

بالفعل اتصل السيد رابح بالطبيب و أسرعت السيدة ميادة بوضع الكمادات على رأسه و دموعها تنهمر بغزارة .

كان مراد نائماً على السرير يتنفس بتسارع و وجهه يتصبب منه العرق و وجنتيه محمرة بشدة و ملامح وجهه منكمشة بألم يتمتم بكلمات مبعثرة ...

مراد بتعب و هذيان : س..راج... لا .. لا ..تذهب ... أرجوك يا ....صد ...ي...قي .

السيدة ميادة ببكاء و هي تمسح وجهه الملتهب : بني ، مراد أتسمعني ، أفق يا عزيزي أجبني أرجوك .

أتى الطبيب وقام بالاجراءات الطبية اللازمة ...

الطبيب : لديه حمى شديدة و قد أعطيته حقنة لخفض الحرارة و لكن أرجو أن تهتموا بطعامه و شرابه أكثر حتى يتماثل للشفاء في أسرع وقت ، فجسده ضعيف هزيل و أعطوه هذه الأدوية بانتظام ، شيء أخر يبدو أنه لا يزال عالقاً في ذكرى سيئة فهو يتمتم بكلمات عن الموت و الذهاب و صديق .

السيد رابح بحزن : لقد فقد صديقه منذ مدة قصيرة .

الطبيب : يجب عليكم مساعدته في الخروج من حزنه ، لأنه إن بقي على هذه الحالة فجسده لن يتحمل مواجهة المرض و سيكون ذلك خطراً عليه .

السيد رابح : بإذن الله ، شكرا لك أيها الطبيب .

غادر الطبيب ...

لحن الصداقةWhere stories live. Discover now