الفصل الاخير

Start from the beginning
                                    

اضافة لدعم سليم وطيبة رحاب كان لعمار الفضل ان استطاعت فرح لملمة شتاتها بفترة قصيرة وخلال ايام عادت اقوى من قبل ، كانت تذهب كل يوم الى المشفى للاطمئنان على لينا و الى مستشفى الامراض النفسية لمتابعة وضع رجاء وتدبر لها عمها بفضل صديق له زيارة لعبود هي وعمار الذي تاكد بعد هذه الزيارة ان فرح كانت مصيبة ، فعلا شخص مثله لا يستطيع ان يقدم على عمل شنيع كهذا وقرر ان يساعد فرح بحل قضيته
خلال الايام التي تلت انتقل سليم واسرته الى منزله الجديد وقد وافق على طلب فرح بان تأتي سوسن للعيش معهم ومساعدة رحاب بأعباء المنزل وفي احد الايام التي كانت فرح تجلس هي وعمار يتناقشان جاءت سوسن تتفقد اين وصلا بمهمتهما
-سألنا كل من بالمزرعة وكل من بالقصر عل رجال الشرطة قد اغفلوا اي شيء لكن للأسف
قالت فرح مطمئنة اياها
-سنستمر بالبحث لا تقلقي.
-اقترب موعد الجلسة وانا خائفة ان يدان
قال عمار متسائلا
-سوسن هل تشكين بأحد المتواجدين بالمزرعة تلك الليلة
-جميعهم اعرفهم منذ سنوات و لا احد منهم يمكن ان يكون...
قطعت كلامها وشردت
-هل تذكرت شيئا
-الحقيقة هناك ذلك سائق السيدة ايمان هو الوحيد الذي لا اعرفه عم قرب ثم انه كان دائما منعزلا وتصرفاته غريبا
-قالت فرح
-لا ليس هو
استغرب عمار من الطريقة التي تحدث بها والنبرة العصبية التي شابت جملتها وقال
-لماذا ليس هو
لم تقدر فرح ان تخبرهما انه كان يتغازل هو والدتها بعيدا عن اعين الجميع بتلك الليلة عندما كان الكل يبحث عن اية واكتفت بان تقول:
-ليس هو كما اخبرتكما .

-منذ اسابيع ونحن نبحث عنها ولا اثر لها
-لا يعقل ان تختفي بهذه البساطة وليس هي فقط بل هي ووالدتها
-لابد انها اخبرت ابراهيم عنك
-لو كانت اخبرته فهل تظن انه كان سيتركنا وشأننا
-لم اعد افهم شيئا يا رشا
-غدا موعد رحلتنا الى المانيا ، ماذا ستفعلين؟
نهضت من على الكرسي و سارت بغرفة الجلوس ذهابا وايابا وهي تفكر ثم قالت
-اسمع يا جاد لقد علمت ان ابنة ابراهيم و ابن اخيه يحققان بالقضية .
-وبعد؟
-ما رايك ان نقدم لهما مساعدة صغيرة كي يكتشفا الفاعل الحقيقي
-رشا حبيبتي انت تتحدثين عن ابنته الوحيدة وابن اخيه اي انهما حتى لو وصلا الى انه الفاعل لن يقدما على امر يضره
-قد تكون محقا لكن ليس امامنا حل اخر
-هذه مخاطرة كبيرة
-لا تقلق لن اكشف على هويتي لهما
-هويتي؟ هل تقصدين انك ستقابلينهما بمفردك
-نعم ، هكذا افضل.

بعد خروجها من العناية الفائقة قرر هاشم ان تدخل الى المصحة تحت اشرافه شخصيا و اصر ان يخبرها بنفسه بهذا القرار بعد استشعر انها تشعر بالخجل والاحراج من والدتها وجدها بعدما علما بإدمانها.
-مساء الخير
اعتدلت في سريرها وقالت مبتسمة
-مساء النور
-كيف حالك
-الحمدلله بخير
-الحمدلله ، بما انه لم يعد هناك سبب يمنعك من دخول المصحة ارى ان نستكمل العلاج بها ، ما رايك
هزت رأسها بنعم ثم اخفضت بصرها وقالت باستحياء
-لابد ان امي وجدي يشعران بالخزي مما فعلت
امسك بيدها التي تفركها بعشوائية وقالت بنبرة حانية
-والدتك وجدك يفهمان انك ضحية وان ما حصل ضد ارادتك و يقدران مجهودك للخروج من هذه المحنة ، كلنا معك يا لينا
قالت وهي تنظر مباشرة الى عينيه وقد لمس كلامه قلبها
-شكرا لك
لم يستطع السيطرة على نفسه وعلى ذلك المزيج المجنون من المشاعر الذي اجتاحه وهو يراقب الحروف وهي تخرج من شفتيها واقترب منها ببطء ، حتى لم يعد يفصلها سوى سنتميترات قليلة لم تدري هي الاخرى مالذي اصابها لتغمض عينيها وفجأة رن هاتفه ليخرج كليهما من حالة الهيام
عدل ربطة عنقه وقال بإحراج
-احم احم ...المعذرة
اما هي فقط اصطبغ وجهها بحمرة الخجل و وغطت وجهها بالغطاء .
خرج من غرفتها ورد على الهاتف
-هنيئا لك اتصلت بأكثر وقت غير مناسب
-اسمع يا هاشم ودعك من التهكم ، حدسك في محله مراقبة ذلك الوغد اكدت شكوك
-اي انه يتاجر بتلك العقاقير المخدرة
-بالفعل و الخبر الجيد انه قريبا سيصبح وراء القضبان
-ارجو ذلك ياصديقي لينتهي الكابوس الذي تعيشه لينا
-هل حددت شعورك ام ما زلت تائها خلف ستار المسؤولية
ابتسم هاشم وقال
-تابع امر صفوان ولا تنسى اخباري بالتفاصيل وداعا.

ادمان من نوع اخر Where stories live. Discover now