ابراهيم يبحث عن الله

22 2 0
                                    

ابراهيم يبحث عن الله
كان إبراهيم صبيا ،يرى اباه وأهله  يصنعون أصناما من الحجر ثم يعبدونها ، وهو لا يعرف إن كانت الحجارة آلهة أم لا !! وعندما كبر وصار شاب  فكر وقال ( هذه الاصنام تصنع امامى  فكيف تكون آلهة ؟ وهل الإنسان هو الذي يصنع إلهه ام  الإله هو الذي يصنع الإنسان؟ لابد ان الله الذي خلقنا شيئا اخر ويجب أن ابحث عنه ) ،  و في ليلة من الليالي كان جالسا يفكر (من هو الله واين هو؟ ) فجأة لمع أمام نظرة كوكب براق فى السماء فنهض وقال ( هذا ربي لقد وجدته، انه يلمع  وانه جميل وليس مثل الحجارة وهو لا يتكسر، وراح يصلى لهذا الكوكب وهو فرحا ولكن هذه الفرحة لم تدم فقد غاب الكوكب واختفى فصرخ ( يا إلهي ! اين تذهب وتتركني  يا رب استمع لصراخى)  ولكن لم يظهر الكوكب  عندها قال إبراهيم ( لا هذا ليس آله إنه يأفل ""يغيب"" وانا لا احب الآفلين  )  ومضي يبحث عن الله من جديد .  مرت الأيام والليالي  وهو يبحث فى كل مكان فى الجبال والوديان وفي السماء وفى ليلة ظهر القمر كامل مستدير انار الدنيا فقال إبراهيم ( هذا ربي  ينير الدنيا فى الظلام وعاد الي تعبده ويصلى له وهو فرحان  ولكن ايضا لم تدم هذه الفرحة فقد بدأ القمر بالمغيب والذهاب فعاد يصيح ( يا الهي لا تتركنى وحيدا فى الظلام ) ولكن القمر غاب واختفى من السماء ليتنهد ابراهيم ويردد ( هذا ايضا ليس إله  فقد غاب واختفى وأن لم يرشدني ربى ألية فسوف أظل من الضالين )  . عاد إبراهيم الى بيته متألما حزينا وكان الجو صافيا فنام على سطح البيت واستيقظ قبل طلوع الشمس  وهو يفكر كيف يجد ربه وعندما أشرقت الشمس من المشرق كأنها كرة ملتهبة ضخمة ابتسم وقال (هذا ربي هذا اكبر و يرسل حرارة وضوء ) وعاد ليعبد الشمس وهو فرح وخرج الى الحقول والشوارع وهو سعيد ويرى نور الشمس وحرارتها التى تملأ المكان ولكن أيضا هذه الفرحة لم تدم فقد بدأت الشمس بالمغيب  وضعفت أشعتها   جرى ابراهيم وصعد الجبل فوجد أثار الشمس ولكن أيضا غابت وأظلمت الدنيا من حوله فجلس وهو يفكر وقال لنفسه  ان الله ليس الاصنام ولا الكواكب و لا القمر ولا الشمس وهو من خلقهم كما خلق الإنسان ،ان الله موجود حقا لا يراه بعينه لكن يرى ما خلق  انه اعظم من أن يراه  ولكنه يشعر به ، سعد ابراهيم لما وصل اليه وقرر ان يعبد الله. الواحد الذي خلق كل ما حوله وخلق الإنسان . عاد إبراهيم  دار أبيه  فنام مستريحا وسعيد وفى الصباح وجد أباه يصلى امام الاصنام  فانتظر حتى انتهى وقال له (( يا أبت لم تعبد مالا يسمع  ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ))
أجاب الأب (هذه آلهتي وآلهة آبائي )
قال إبراهيم (( يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعنى اهدك صراطا سويا ))
قال الاب (انت تهديني ،انت الولد الصغير  ،تعرف اكثر مني؟ )
قال إبراهيم (( يا أبت لا تعبد الشيطان ،ان الشيطان كان للرحمن عصيا ، يا ابت اني اخاف ان يمسك عذاب من الحمن ،فتكون للشيطان وليا ))
قال الاب ( اسمعك تتحدث عن الرحمن  فمن هو  واين ؟ هل كفرت بآلهتي وكرهتهم )
قال إبراهيم ( ان الرحمن  هو الله الواحد الذي خلق كل شئ وهو الذي هداني اليه فقد عرفته بعد ان بحثت عنه طويلا)
قال الأب بنفاذ صبر (اذهب  اذهب عني واذا لم تذهب سأقتلك ) 
قال إبراهيم (( قال : سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا )). ثم ذهب إبراهيم إلى الملك والكبراء الذين يجلسون معه ليخبرهم ان يتركوا عبادة الأصنام ويعبدوا الله وحده
وقال لهم (( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عابدون )) ((لقد كنتم انتم وآباؤكم في ضلال مبين ))  أجابه قومه قائلين (( أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين )) قال إبراهيم (( بل ربكم رب السموات والأرض  الذي فطرهن وأنا على ذلك من الشاهدين ))
قال الملك  ( ماذا يصنع ربك ؟ )
قال إبراهيم (( ربي يحي ويميت )) 
قال الملك  (( أنا احيي واميت )) ثم امر باحضار رجلين وامر بقتل واحد وترك الاخر واشار الي ابراهيم أرأيت احيي واميت
قال إبراهيم (( ان الله  يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ))  صمت الملك ولم يجب ثم أشار لاتباعه قائلا  (ابعدوا هذا الشاب عني )
صبر إبراهيم حتى انصرف القوم ثم جاء بفأس كبيرة وراح يضرب الأصنام وتهشمت ألا  كبيرهم لم يحتمه بل وضع الفأس بالقرب منه . وفي الصباح جاء الملك ومن معه ووجدوا الأصنام مهشمة فصاح الملك ( من فعل هذا )  قال بعضهم  ( لقد سمعنا فتي يقال له إبراهيم يذكرهم بالسوء  ) فأمر الملك بأحضاره وقال له ((أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم))  وأشار إبراهيم الي كبيرهم وقال (( بل فعلها كبيرهم هذا ، فاسألوهم إن كانوا  ينطقون ))
نظروا لبعضهم ثم قالوا (( لقد علمت ان هؤلاء لا ينطقون ))
قال إبراهيم ( فكيف تعبدون ما لا ينطق ولا يضر ولا ينفع ألا تعقلون )
قال الملك (( احرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ))
اجتمع الناس وامسكوا إبراهيم وقام جنود الملك ببناء محرقة  عظيمة وصاح الجنود  فى الناس ليجتمعوا ويروا كيف سوف يعاقب الملك إبراهيم على إيذاء آلهتهم  فتجمعوا ليشاهدوا هذا الحدث العظيم ، وعندما أشعل الجنود المحرقة صاح الملك (ألقوا ابراهيم فى النار كي تأكله هذه النار التى كان يقول انكم سوف تدخلونها )
و ما أن ألقوا إبراهيم حتى قال الله (تعالي ) (( يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم ))  وبعد ان كان صوت الناس عاليا مهللين سعداء بمقتل من أذى آلهتهم صعقوا بخروج إبراهيم ولم يصبه من النار أي أذى فصاح الملك (( هذا شيطان  لا تحرقه النيران )) ولكن الله أهلكهم ولم يتبقى إلا إبراهيم ولوطا فهاجروا بعيدا عن المكان وذهبوا الى بلد اخرى يدعون الناس لعبادة الله وحده  وكان أبراهيم كل فترة يلجأ الى مكان خالي من الناس ويعبد ربه وذات يوم  دعا الله متسائلا ( كيف يحي الله الموتى ويبعثهم ليوم معلوم )
فقال له الله (( أو لم تؤمن ))
قال إبراهيم (( بلي ولكن ليطمئن قلبى ))
فامره الله ان يأتي بأربعة من الطير ويذبحها ويحتفظ برؤسهم ويلقى على كل جبل جسد ففعل إبراهيم ذلك فقال له الله (( ادعهن يأتينك سعيا ))  فدعاهم إبراهيم فإذا بالطيور تأتى إلية تمشي على رجليها وكل جسد يبحث عن رأسه ويلتحم به فقال إبراهيم (آمنت ان الله على كل شئ قدير)

قصص الانبياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن