آدم و حواء

96 5 0
                                    

قصص الانبياء آدم وحواء في بدأ الخليقة ،لم يكن يحيا على الأرض أي أحد يعمرها، بل كانت بضع المخلوقات التي ليس لها عقل يفكر ويتدبر، أراد الله (سبحانه وتعلى ) أن يخلق الإنسان ليعبده ، ويعمر الأرض، فيزرعها ، ويبني البيوت ويخط الطرقات؛ فقال للملائكة : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً * قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ * قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾،
فسكتت الملائكة ولم تجادل، فقال الله تعالى إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)
صنع الله من الطين هيئة البشر ثم نفخ فيه من روحه؛ فصار إنسان ، وأعطاه الله أسم آدم ، ثم أمر الملائكة بالسجود له ، أطاعت الملائكة الأمر إلا إبليس فقد أصابه الغرور والتكبر؛ لأنه مخلوق من النار، وظن أنه له الافضلية على آدم المخلوق من الطين.
فسأله الله <سبحانه وتعالى>: (( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ )) فأجابه إبليس (قَالَ أَنَا۠ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍۢ وَخَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍۢ).
ونسي أو تناسى إبليس أن الله خلقهم جميعاً؛ فلا فضل لأحد على أحد إلا بمشيئة الله، غضب الله عليه وطرده من الجنة وقال له : ((قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ)
وغضب إبليس وقرر أن ما دام الله تعالى طرده من الجنة بسبب آدم فسوف يؤذيه هو وأولاده، وطلب من الله أن يمهله إلى اليوم المعلوم <يوم الحساب >.
وافق الله <تعالى> ثم أخبر الملائكة أنه ميز آدم بالعقل لكي يعرف الخير من الشر، وعلمه جميع الأسماء ليكون مسؤول عن اختياراته هو وأولاده، فمن يطيع الله ويعبده؛ فلن يستطيع إبليس أذيته.
أسكن الله <تعالى> آدم الجنة؛ فكان يأكل من فاكهتها ويشرب من أنهارها، ولكنه شعر بالوحدة؛ فلم يكن معه من يؤنسه، وشكى إلى الله وحدته؛ فخلق الله <تعالى > له زوجه من ضلعه القريب الى القلب؛ لتكن سكن وأنساً له، وأسماها حواء وعاش آدم وحواء في الجنة سعيدين، في أمن وسلام ،لا يعرفان التعب ولا الخوف ،يأكلان ويشربان ما يشتهيان؛ فقد سمح الله لهم أن يأكلا من جميع الشجر إلا واحدة، وحذر الله <تعالى > آدم من ابليس.
كان إبليس يتابعهم من خارج الجنة؛ فهو قد حرم عليه دخولها، وذات مرة نجح إبليس من أن ينادى آدم وقال له (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ)فنظر له مستفهماّ،  فأشار له إبليس إلى الشجرة التي نهاهما ربهما عنها فلم يستجيب آدم له ولكن إبليس لم ييأس وقال( وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ) فابتعد آدم عنه ولم يستمع له، ولكن إبليس لم ييأس، وظل يأتيه كل فترة ويردد الكلام ذاته، ويعرض عنه آدم إلى أن صاح إبليس وهو يقسم بالله: (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ).
فلما أقسم إبليس، قال آدم لحواء: لا يمكن لأحد أن يقسم بالله كذباً؛ فلا بد أنه صادق، ثم أكلا سوياً من الشجرة؛ فظهرت سوءاتهما، وقفزا يقطفان أوراق الشجرة؛ ليخفوا أجسادهما.
سعد إبليس لأنه يعلم أن الله سوف يطرد آدم من الجنة، كما طرده؛ فقد عصى آدم ربه، كما عصاه إبليس سابقاً.
قال الله <تعالى >: ( وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ )، حزن آدم وطلب من الله أن يسامحه ويغفر له، وعلمه الله الكلمات التي يستغفر بها؛ فقالا ( قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) فتاب الله على آدم، ولكنه عاقبه بالهبوط من الجنة إلى الارض هو وإبليس، وقال ( قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ)
وهذا وعد من الله <تعالى > لآدم بالعودة إلى الجنة، ولكن في يوم معلوم لله وحده .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هكذا قد انتها قصة اليوم، وإلى لقاء أخر غداً بإذن الله
#اسماء_ندا

قصص الانبياءWhere stories live. Discover now