اقتباس

512 30 6
                                    

اقتباسين صغيرين من رواية لحن الصداقة ...

عند دكان العم مصلح و الذي يبيع فيه بعض الكتب و النوتات الموسيقية و الآلات الموسيقية فيه غرفة مجاورة يوجد بها بيانو كبير .

تقابل الصديقان عند باب الدكان ....

مراد : هل تأخرت عليك ؟

سراج بابتسامة : لا لم تتأخر ، هيا بنا .

كاد يدخل الدكان و لكن يد مراد أوقفته .

نظر له باستغراب و قال : ما الأمر يا مراد ؟

مراد بحزن وحرج : سراج أريد أن أعتذر منك عما حدث البارحة ، أنت تعلم بأن جدتي لديها معتقدات و أفكار غريبة أرجو أن لا يؤثر ما حدث البارحة على صداقتنا تعلم أني أحبك و أعتبرك أعز أصدقائي بل أخي فأرجوك اقبل اعتذاري .

ابتسم له سراج واضعا يده على كتفه و قال : لا تقلق لن يستطيع شيء أن يؤثر على صداقتنا لا كلام جدتك ولا غيره أنا لا أستمع لكلام جدتك بل لا أكترث له ما يهمني هو أنت يا أخي من ثم تعامل الجدة معي لن ينسيني لطف تعامل والديك و أخيك معي و أنت أيضا .

نظر له مراد بامتنان

سراج: أظن بأنك لا تريد أن نقضي اليوم على باب الدكان هكذا لن نتدرب .

أمسك بيده و دخلا معا الى الداخل ...

كان يقف صاحب الدكان مع إحدى الزبائن و ما إن رأهما حتى ابتسم وقال مرحبا : أهلا بالموهوبان ، لقد كنت أنتظركما .

ردا عليه بترحاب ثم

قال العم مصلح : الغرفة المجاورة فانتظركما و أنا أتطلع بشوق لما ستصدره آلاتكم هذا اليوم .

مراد : شكرا لك يا عمي .

و انطلق سراج و مراد يجهزان أدواتهما الموسيقى و النوتات التي سيتدروبن عليها لهذا اليوم .

الزبون : من يكون هذان ؟ هل هما مشهوران ؟

العم مصلح بابتسامة : إنهما في أخر سنة من المرحلة الإعدادية قريباً سيصبحا في الثانوية ، مراد و سراج الثنائي المتناغم رغم صغر سنهما إلا أنهما يعزفان باحتراف و تناسق كبير أنا أتوقع لهما مستقبلا باهراً ، يتدربان للفوز بإحدى المسابقات التي ستقام بعد شهرين ، رغم أنهما جيدان جدا في العزف إلا أنهما لم يفترا و لو للحظة عن التدريب .

صدرت الموسيقى الناتجة عن عزف الصديقين لتثبت مدى صدق كلام العم مصلح ، لحن جميل هادئ نقي ، لحن يعبر عن مدى عمق

الصداقة بينهما ، مراد يحرك أوتار الكمان بانسجام و سراج يضغط على أزرار البيانو بانسيابية ، صوت الكمان و صوت البيانو

انسجما معا مشكلان لحن نقي جميلا ، إنه لحن الصداقة .

كلاهما لديه نفس الحلم و هو الفوز بمسابقة الأنامل الذهبية مسابقة تقام كل سبع سنوات ، هي حلمهما منذ كانا طفلين صغيرين شروط

هذه المسابقة أن يكون الفريق يتكون من ثنائيين كل منهما يعزف على آلة مختلفة و هذا الشرط لم يعقهما فهما كل منهما موهوب بآلة

موسيقية مختلفة مراد على الكمان و سراج على البيانو .

....................................................................................

مشهد 2 ...

تسلل كل منهما إلى المنزل بخطوات خفيفة بعد أن تأكد مراد أن الجدة لا تزال في غرفتها ، بقيا يسيرا بهدوء إلى أن و صلا لباب

الغرفة و دخلا و قبل أن يقفل مراد الباب شعر بأحد منعه فأغمض عينيه و هوى بكمانه الذي كان يمسكه على وجه ذلك الشخص الذي

أطلق صرخة متألمة فسحبه مراد بسرعة لداخل الغرفة وأقفل الباب .

( غرفة الموسيقى غرفة معزولة أي أن أي صوت يصدر داخلها لا يخرج خارج حدود الغرفة )

منير بألم و هو يدور بالمكان بعشوائية : اااااه عيني عيني عيني .

مراد : أنا أسف لقد ظننتك جدتي .

منير و قد توقف بصدمة : ياللمصيبة ، لو كانت جدتي مكاني هل كنت ستفعل ذلك يا أخي ؟

مراد بتذمر : لم أقصد لقد كانت ردة فعل سريعة مني إنها تزرع في نفسي رعباً كبيراً .

سراج : هل تستطيع فتح عينك يا منير أم أنك تحتاج الذهاب للمشفى ؟

منير : لا تقلق أستطيع فتحها و لكنها تؤلم بشدة ، من يظن أن هذا الفتى الصغير لديه هذه القوة ، كمانك هذا سلاح ذو حدين .

مراد بتباهي : إنه قوتي الخاصة .

ثم تابع : ما الذي أتى بك إلى هنا ؟

منير : أتيت للترحيب بسراج و لكني وجدتك ترحب بي على طريقتك الخاصة .

مراد : قلت بأني أسف .

لحن الصداقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن