سقوط الأخضر 1 : بلاد العرب

ابدأ من البداية
                                    

" أنا أعتذر إذن ؟..."

كان سؤالا كأنه غير متأكد إن كان عليه فعلا أن يعتذر لكل شخص في العالم يلتقط صورة سيئة بينما هو لا يملك صورا سيئة له أصلا...و هو صادق...

لذا ..لكل شخص يواجه صعوبة في إختيار صورة لطيفة له من بين الألف التي التقطها...ماغوس غزيموس آغاس يعتذر لك !...

هزت لي آن رأسها بقلة حيلة تبتسم لجوابه و تعيد نظرها للكاميرا بينما ألقت رأسها على كتفه و هي تسير ببطء و بهدوء بجانبه و ككل حركاتها فحتى هذه كانت محببة له جعلته يلف ذراعه على كتفها يسندها ثم يضع قبلة أعلى رأسها و يسير هو و هي جنبا لجنب على أراضي الصحراء الجزائرية...

إبتسامة لي آن كانت سعيدة و هي تواصل التقليب بين الصور تتأمل جمال الجزائر و....حسنا هي تكذب...كان من المفترض أن تلتقط صورا للصحراء و قد فعلت لكن 99 بالمئة من الصور لماغوس و الباقي للجزائر ...لذا هي الآن كانت تتأمله هو ...

لقد جنت تماما ! لكن هو حقا يبدو ساحرا في الصور...

لذا رفعت رأسها و بأعينها السوداء التي كانت مزينة بكحل أسود كذلك جعل أعينها تبدو واسعة أكثر و داكنة أكثر حدقت به...

نظرت له يرتدي قلنسوة رداءه على رأسه منحته مظهرا مختلفا و راقبت على الجانب فكه الحاد و خصلاته البنية التي تسقط على أعينه الداكنة التي يتفقد بها المكان حولهما بهدوء كأنه يركز مع شيء ما أو يسمع لشيء ما يتم همسه مع الرياح ...يده على كتفها و ذراعه حولها كانتا دافئتين على عكس خواتمه الباردة التي لحد اليوم لم تعرف معناها و معنى رموزها..

تسللت إبتسامة خافتة لشفتيه و هو ينظر للجانب مما جعل قلبها ينبض من جماله في تلك اللحظة بالذات.. أما حين التفت برأسه ينظر لها بنفس تلك البسمة كأنه يود إخبارها بشيء توقف قلبها عن الخفقان و لاحظت كيف اتسعت ابتسامته بعدما لاحظ تحديقها به و نظرة أعينها لذا سألها بنفس ابتسامته :

" لما تلك النظرة يا جميلة؟..."

ابتسمت ترفض إجابته و بدل ذلك كانت هي من طرحت سؤالا آخر دون أن تزيل أعينها عن خاصته و لاحظت أن ذلك يشتته عادة...:

" بل لما أنت ابتسمت للصحراء؟...هل كنت تحدثها؟.."

لم يرغب ماغوس كعادته ضغط أي شيء أو أي جواب منها بل فقط ينفذ لها رغباتها و حين تسأل يجيب بصدق فابتسم ينظر للصحراء حوله ثم لها من جديد و هو لا يزال يسير معها يحضنها من الجانب:

" في الحقيقة...أجل...كنت أستمع لما تقوله...هنا أول مرة تعلمت نقل الأوامر للرمال و صحراء الجزائر ككل تعتبر رفيقتي المميزة و قد كانت ترحب بنا توا..."

كان من اللطيف رؤية اللمعة في أعينه حين يتحدث عن الصحراء كأب يتحدث عن ابنه يمدحه بفخر أمام الملأ...رؤية هذا يجعل الدفء يحل على قلبها فابتسمت له بهدوء بنظرة إعجاب في سوداويتاها تسأله بخفة لا تود إفساد انسياب حديثه :

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن