سقوط الأخضر 1 : بلاد العرب

38.1K 2.3K 1.9K
                                    

تذكر دوما:

حين يسقط الريش الأخضر...الشفاء و الجواب سيزهران...نجوم الساحر قد تستقر...في عالم السحر الظل هو كل شيء...

.............................................................................

طاسيلي ناجر..إليزي..الجزائر...الثانية ظهرا :

سار ماغوس على أرض الصحراء بخطوات هادئة يرتدي ثيابا بنية كالعادة و بدرجة لونية مختلفة و لكن الشيء المغاير هذه المرة هو أنه كان يرتدي قميصا بنيا شفافا فوق صدره العاري يظهر كل تفصيل منحوت في جذعه بينما الرداء فوقه كان واسعا و بقلنسوة كبيرة كان يضعها على رأسه و يسقط جزء منها على جبينه أين حجبت خصلاته البنية المبعثرة الرؤية عنه بسبب الرياح الخفيفة...

طوله...ثيابه...منظره و مشيته و هو يضع يديه خلف ظهره بهدوء كأنه سيد المكان جعلته يبدو كراهب قادم من عصور قديمة و الرياح الرملية حوله كانت تزيد من تفرده و تفرد مظهره في الصحراء...

سمع صوتا خافتا يصدر من آلة معينة فالتفت ينظر لجانبه ليجد كارما لي آن تأخذ صورا له بابتسامة على ملامحها التي كانت تشع جمالا و التي جعلته بدوره يبتسم بخفة لها يراقب بأعينه الخضراء كيف أن السعادة تصبح أجمل حين تتزين على سمرة ملامحها ...

كان الأزرق الداكن يزين جسدها بإغراء فاتن بفستان منسدل بنعومة و فتحات على الخصر و على طول فخذها كأن خصرها شيء غير مروض و يحب احتضان الرياح يرفض التغطية ...تماما مثل خصلات شعرها المجعد الطويل التي كانت حرة تحركها الرياح و غطتها هي بوشاح أبيض تضعه على رأسها و تلفه على كتفيها منذ أن وصلوا لبلاد العرب...

كانت تسير جانبه تجعل قلبه ينبض بقوة و هو ينظر لها تتفقد الصور في الكاميرا بابتسامة صادقة جميلة بينما أقدامها كانت حافية و هي تعبث بالرمال تحركها أثناء سيرها بطفولية و باستمتاع...

لم تخش من العقارب و لا الأفاعي و لا من حرقة الرمال الساخنة...ذلك لأنها سيدة الصحراء و هي حين تخطو بأقدامها عليها لن تحصل سوى على الخضوع...طبعا هي لا تعرف بهذا بعد...بل كانت مطمئنة لأن ماغوس معها و هو سيد الصحراء...و أخبرها أن تكون مطمئنة...ففعلت...لذا حققت حلمها و سارت الصحراء حافية الأقدام دون خوف...

هو خلق من أجل إسعادها كما خلقت هي لتكون سيدة الأرض التي تمشي عليها و التي كانت تلفهما كالعادة بالبرودة تحمي أجسادهما...

" أنت حرفيا تبدو جميلا في كل الصور...أنظر لقد كانت يدي تهتز في هذه الصورة و مع ذلك جانب وجهك بدا مثاليا...هذا ليس عادلا...هل تعرف كم من شخص في العالم يلتقط ألف صورة ليستطيع في الأخير نشر صورة واحدة على حساباته في التواصل الاجتماعي؟...بينما أنت هنا تملك ألف صورة و كل واحدة أفضل من الأخرى..."

طبعا لي آن عليها دوما أن تبدأ الحديث أولا...

و قالت كل هذا بسرعة و هي تضحك تتقدم منه أقرب تريه الصور خاصته على شاشة الكاميرا تقلبها واحدة بواحدة ثم رفعت نظرها له من هذا القرب ترفع حاجبها بابتسامة كأنها تخبره 'أرأيت كيف أنني محقة '..و ذلك جعله يبتسم و يقول لها بنبرته الهادئة :

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن