سقوط البنفسجي : التقاء الظلال

54.1K 3.5K 3.2K
                                    

تذكر دوما :

حين يسقط الريش البنفسجي..النجوم توازت و طاقة الأرواح ستتصل...في عالم السحر..الظل هو كل شيء..

...........................................................................

غربت الشمس و غطى الظلام السماء لتظهر النجوم لامعة وسط أرض المجهول الساحرة هذه...كانت النجوم للسحرة نوعا من العبادة...

الساحر يده تصنع من النجوم لهذا كل حركة من اليد تغير الكثير كما ترتبط النجوم بتغيرات القدر عند البعض...

راقب ماغوس النجوم بابتسامة هادئة من نافذة السيارة المفتوحة و هو يجلس على المقعد بجانب السائق و الرياح تحرك شعره كما كانت كل خلية من جسده تتحرك بنشاط عظيم....النجوم في ليلة مظلمة تشحن طاقة الروح و كلما تنظر لها كلما تحيا أكثر...لهذا ابتسامته كانت صادقة عفوية بسبب تدفق الحياة داخله...

أما كارما لي آن فراقبت ذلك بابتسامة لطيفة و هي تقود سيارتها في طريق الصحراء المظلم متوجهة نحو مكان أشاره لها هو سابقا لتبيت فيه بعد أن أصلح لها سيارتها...كان مكانا يبعد حوالي ساعة و هما تقريبا على وشك الوصول بعد أن اتبعت تعليماته...

و لأن الطريق خال كما هو متوقع من طريق صحراوي بعد حلول الظلام فهي لم تر أي مانع من استراق النظر ناحية الرجل الغريب بجانبها و عدم التركيز في القيادة جيدا...

رأت كيف كان يجلس بهدوء يضم يديه لصدره و بأعينه يراقب السماء بابتسامة هادئة...يبدو كرجل طيب رغم أنه يمنحك هالة من الغرابة و الغموض...لكنه لم يظهر لها بتاتا أي إشارة على سوءه أو سوء نيته...حتى نظرة خاطئة منحرفة نحوها لم يصوبها...

هي اعتادت على جذب الأنظار بتحدثها و ثيابها و ضحكها دوما في الطريق أينما تذهب...تدرك ذلك جيدا..مع ذلك هو كلما ينظر نحوها يركز صوب أعينها فقط...كأنها طريقته الوحيدة في التواصل مع غيره...

لذا إبتسمت بعفوية و قالت و هي تنظر أمامها مرة أخرى و بأصابعها تطرق على عجلة المقود باستمتاع :

" إذن...أخبرني ماغوس...ماذا تعمل ؟...و لما أنت هنا في هذا المكان ؟....سررت حقا لوجودك و مساعدتي ...لكن كما تعلم أنا شخص فضولي لا يكبح الأسئلة بتاتا...و بالتالي إن لم تكن تمانع ...أود معرفة مهنتك خصوصا و أنها تتضمن تواجدك في مكان جميل كهذا...أعني أنا أتمنى لو كنت أعمل مثلك في الصحراء لكن الحياة كما ترى....أصلا لم أصدق أنني خرجت في مغامرة حتى تعطلت سيارتي و خربت كل شيء...."

أنهت كلامها تهز رأسها بابتسامة كأنها تستمتع بكل حركة رغم أنها ذكرت عرقلة حدثت لها...كما لم يسع ماغوس سوى الملاحظة كيف أنها حتى في سؤال بسيط تستخدم عبارات طويلة مفصلة بدل الاختصار...كانت تحب الحديث و هو لا يتحدث كثيرا...ليس و كأنه هناك من يتحدث معه....لذا كان يركز معها منتظرا أن تنهي حديثها و هو يراقب من هذا الجانب بشرتها تلمع وسط الظلام و شعرها يتحرك بتمرد...

ساحر الصحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن