والنجم إذا هوى

جّـهّـأّدٍ

لم تنمو له شوارب بعد، لكنه سرعان ما سار على الطريق
الذي خطي عليه والده منذ أكثر من ثلاثين عاما. لم يعتبر أن
الحياة لا قيمة لها ، لكنه لم يسمح لها بخداعه. سرعان ما لحق
بالحاج عماد مغنية ، أي بعد حوالي سبع سنوات ، لكن ذلك
كان كافية للمجاهدين ليروا فيه تألقا آخر للحاج الرضواني ،
كان مثالا لأبيه ، لا نقول إنه عماد مغنية اخر ، لكنه ذكي ،
ثاقب ، شخصية القيادة والابتكار وما إلى ذلك هي بالضبط
خصائص "الحاج رضوان". كان جهاد في ذروة تحضير
وتهيئة شخصيته الجهادية ، وقد بدأ هذا العمل قبل استشهاد
والده
كما أتيحت له فرص لاكتشاف الأسرار الخفية لشخصيته ،
وسرعان ما تعرف على شقيقة والصديق الحقيقي لوالده
الجنرال قاسم سليماني، اللواء سليماني قائد فيلق القدس
بجمهورية إيران الإسلامية ، كان ينعته ب "العم".
كان من الطبيعي أن يهتم سليماني بأسرة أخيه الروحي عماد
مغنية ، لكن هذه الأهمية قد لا تحل محل المودة الأبوية ، فلو
لم ير سليماني الصفات التي يريدها في جهاد ، لكان ذهب
ليبحث عنها. لهذا السبب حاول جاهدا تقوية هذه الصفات في
الجهاد حتى يتمكن من إعطائه الأبعاد الحقيقية لطبيعة الجهاد

كل هذه الأمور كانت تجري بهدوء وروية، هذه . طبيعة
عمل وتخطيط الحاج قاسم .
فتح سليماني شخصية واسعة ومعرفة وأفاقا امام جهاد وقد
قدمه إلى جميع قادة الجمهورية الإسلامية ، بدءا بالزعيم
الإيراني آية الله خامنئي. واوضح رغبته فيه فقال له:
"أريدك أن تعمل معي
فساله جهاد :
في
أي مجال بالضبط؟
ورد الحاج سليماني:
"سنشكل مقاومة ضد الولايات المتحدة في العالم." حاول
سليماني جاهدا تقريب الجهاد منه ولهذا وضعه بالقرب منه
في جنازة والده.
بعد ذلك بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عن جهاد و
بالغوا في كثير من التفاصيل خاصة ما قالوه عن دوره في
هضبة الجولان
صديق الشهيد جهاد مغنية .
-موقع الضاحية الجنوبية .
* * * * * *
اعتاد جهاد أن يقول:
"لطالما ندمت لأنني أحيانا لم أر والدي منذ عدة أشهر و کنت
ألتقي به في الأماكن العامة ،
لكن لم أجرؤ على الاقتراب منه واحتضانه مثل كل الأباء
والأبناء لئلا يؤدي ذلك إلى التعرف عليه بواسطة
الجواسيس".

"انظروا ما عمل العدو في جهادي لكنك لم تصل لحالة الاربة
اربا " .
كلامه آثر بنا واخجلنا ذهبت أمي إلى قبر جهاد بنفسها جلست
تقرأ القرآن وزيارة عاشوراء لمدة ثلاث ساعات متواصلة في
القبر.
أحب جهاد مشهد كثيرا عندما يشعر بالحزن ، يكون لديه وقت
فراغ ويطلب منا الذهاب إلى مشهد. كان يذهب بنفسه وفي
بعض الأحيان كان يتصل بي :
يا فاطمة ، هل نذهب إلى مشهد؟
وكنا نذهب بالفعل
. كانت هناك العديد من الرحلات الجيدة وبقيت ذكرى جميلة
بعد استشهاد والدي ، أرسل لنا رعاة العتبات المقدسة أعلام
القباب لتدفن معه
علم كربلاء والنجف حضرة زينب.
بعد استشهاد جهاد أرسلوا لنا علم كربلاء وحضرة زينب
خلال الدفن نشرنا علم الإمام الحسين اولا الذي أحبه جهاد
وعندها وصل شخص أحضر علم قبة الإمام الرضا من إيران
ذلك الشخص لم يعرف بالضبط موعد الدفن إطلاقا وكانت
إرادة الله أن يصل في الوقت المحدد
الله يعلم كم بكيت بفرح حتى أنهم لم يرسلوا هذا العلم إلى
والدي ، وكأن الإمام نفسه قد أرسله لجهاد و غطينا جسد جهاد
بهذا العلم ايضا .
قبل شهادة ابي
این هو ابي فتجيبنا امید قائلة
"والدكم لن يأتي حتى يظهر إمام العصر".

كنا نسأل امي

"

فضحك وقال :
" ماهو شعورك تجاه مولاتنا السيدة زينب ( عليها السلام )
سؤاله كان بمثابة لكمة في وجهي.
اغرورقت الدموع حتى في عيني.
لم يقل هو ولا أنا أي شيء.

بقينا معا لمدة يومين أو ثلاثة أيام لقد تعلمت الكثير من ذلك
الشاب البالغ من العمر 18 عاما. كان شابا قويما ومعتمدا
على نفسه كان رجلا لنفسه...
رأيته مرة أخرى عام ۲۰۰۹. قد نمت له لحية وشوارب
خفيفة وكان طويل القامة
هذه المرة كان هو المضيف لنا، لم يكن مشهورا جدا ظننا
بالبداية أن كل شخص في المنطقة وفي الشارع سيعرفه لكن
عرفنا بعدها انه ليس كما ظننا لانه كان يذهب ويأتي بهدوء،
منزل بسيط والجدران عليها صور قليلة للإمام والسيد علي
خامنئي وسيد حسن وصورة صغيرة لوالده بالطبع ، كانت
الأعمامه على الرفوف وبعض الصور الأخرى
التي لم أعرفها. هنالك صور أكن
لقد كنت ضيفهم مرتين ، أخبرني عن العمل ، عن المدرسة
عن الحياة لم تكن لتصدق انه في مقتبل العمر، اعتقدت أنه
رجلا يبلغ من العمر 40 عام
و في عام ۲۰۱۱، كانت قمة الشباب والصحوة الإسلامية

كان هناك شباب كثيرون، كل واحد منهم افضل من الاخر،
لكن أخا وأخا جذبا انتباه الجميع.
لم يكن لدي جهاد صب لمقابلة السيد القائد، وفي صباح
الاجتماع كان جالسا في الصف الأول وينظر إلى القائد
بنظرة العاشق. وبعد الخطاب ذهب إليه وتحدث معه وكانه حديث بين الأب والابن.

وفي عام ۲۰۱۳ أفادت وسائل الإعلام أن والدة الجنرال
الحاج قاسم سليماني ذهبت إلى رحمة الله في المراسم
الختامية التي حضرناها كان هناك شاب ذو وجه نوراني
ملحي بجانب الحاج قاسم استقبلوا الضيوف عند الباب.
وكانت هذه آخر مرة أراه فيها (يقصد الشهيد جهاد).
كان هناك فريق استخبارات و عمليات في هضبة الجولان لتحديد المنطقة.

هناك حيث يتبادل الإرهابيون المسلمون المعدات مع النظام
الصهيوني الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال.

لقد تحضرت المروحيات حتى تأخذ اسمي الأرواح وترسلها
الضيافة ربها وتحقق لها امنيتها...
المقصود هنا أبو علي الطبطبائي (شخص يسميه
الإسرائيليون أنفسهم قائد حرب حزب الله المستقبلية ضد
إسرائيل )
بلطف الله نجا أناس من الاغتيال وكانوا بصحة جيدة، و لكن
هناك ستة أشخاص ملأوا القافلة نحو الجنة ( يقصد الشهيد
جهاد ورفاقه)
والمفارقة أن أبو علي الطباطبائي قد نجا ، ليكون شوكة في
عين العدو .
. إحسان أميني (صديق الشهيد جهاد ) .
* * * * *