حُرِيةُ زُهورٍ فانِية -DAY 14-

ابدأ من البداية
                                    

أغرَقَ رَأسهُ بالمَاء وَ أغمَضَ عيناهُ لِتأتي مَلامِحُ تايهيونق لهُ زائرةٌ في ذِكراه

استَقام بِنبضٍ صاخِب حِينما خُيلَت لهُ بسمةُ شفتاه

"لَستَ عابِرٌ أستطِيعُ أنّ أتخطاه.. أنا عالِقٌ بِكَ مُنذُ الأزل وَ لم اُدرِكَ هذا سِوى مُنذُ لحظَات"

وَ يُحادِثُ ذاتهُ المَريرةُ بشتَى الحُزنُ الذِي عَامَ فِي مُحياهُ لَيسَ زائِرًا إنما عابِثًا ساكِنًا بِهُ إلى إنبثاقُ الأنفاس

سَمعَ صَوت المُنبِهُ وَ نَظرَ إلى سَريرهُ الظاهِرُ أمَامَ مرأهُ كَونهُ لم يُغلِق الباب

استَقامَ وَ لف جَسدهُ بِمنشفته وَ خرجَ ماشِيًا نَحو سريرهُ وَ أمسَكَ بِهاتِفهُ لِيُطفِئ المُنبِه وَ ذهب لِيرتدِي مَلابِسه

مَلابِسٌ سَوداءُ بأكملُها وَ نثَر عَبقهُ الفَواحُ على جَسده وَ أخَذ هَاتِفهُ مَعهُ لِيذهب للمَوقع الذِي أرسلهُ لهُ تايهيونق

جَلسَ في سَيارتِه وَ ما زَالت رائحةُ تايهيونق تَشُن حَربُها عليه مُعدِمةً كُلُ صُمودٍ عَانَق رُؤاه

حَقيقةُ أنّهُ سَيتغَذى على الذِكريات مُؤلِمة

لَنّ يعُود هُناكَ لِقاءٌ بَعدَ الآن

قَادَ بينما يجمعُ شُتاتهُ المُبعثرُ الذِي يعُوم في كُلُ مكان

قبلُ ثلاثَة عشرَ يومًا هُو مَن كَانَ سعِيدًا باللقِاءُ كَونهُ سينتهِي بالفُراق..

وَ الآن؟

أدرَكَ بأنّهُ سيبكِي طَويلًا بِلا أنّ يزُور النَومُ جِفناهُ على حِكرُ الفُراق

المَكسُور لا يُكسَر وَ الغَرِيق لا يَغرق وَ المَيتُ لا يَمُوت.. جَميعهُم لنّ يفعلُون ذات الشَيء مَرتان.. لَيسَ بإرادتهُم الإختيار

وَ كَانَ الخِيارُ يَومًا ما بِيدُ جُونغكوك الذِي كَسَر الكَسِيرَ وَ أغرَقَ الغَرِيقُ وَ أمَاتَ مَيتًا في رُوح تايهيونق يَومَ كَانَ حَيًا

ألا تَعُود الأفعالُ عليه؟

بَل تَعُود أشدُ قَساوةً مِن أفعالهُ المَرِيرةُ

لَنّ تُخَمِن مَا جَزاءُ أفعالُكَ وَ متى ستعُود عَليك..

هِي سَتغدُر بِكَ فقط كَـغدر سَيفُ مُحارِبٍ بِظهرُ جُندِيُ ساحةُ حَربٍ لا يُنجَى مِنها إلا مُصابٌ وَ جرِيح

14 Day to break upحيث تعيش القصص. اكتشف الآن