14- ألم الرفيق

962 19 0
                                    

رفيقٌ ليس برفيق
فيا رفيقي كن لي سندًا في أيامي.
كن لي نورًا وسط ظلامي.
كن لي مرسى.
كن لي قارب وسط بحاري.
كن لي يدًا ترفعني حال وقوعي.

أعود اليوم مع رواية جميلة للكاتبة سلسبيل، لها سلسلة كبيرة من روايات المستذئبين، وقد تطورت كثيرًا خلال رواياتها وبشكل خاص في عنصري السرد والراوي، ووجدت هذه الرواية جيدة.

تناولت الرواية فكرة رفض الذات وعدم تقبلنا لها، وتآكلنا من الداخل بسبب الشعور بالذنب، وعدم استحقاقنا للسعادة، كانت الفكرة جيدة وقد ناقشتها الكاتبة بأسلوب سلس.
تناولت الرواية فئة المستذئبين وبشكل خاص الرفيق والعلاقة بينهم، واستفاضت الكاتبة في الشرح بشكل جيد ووضحت أي أمر قد يكون مبهم للقارئ.

أما عن الوصف فقد كان الوصف الخَلقي للشخصيات قليل واحتاج أكثر مما ذكر، فالشخصيات هي المحرك الأساسي للرواية لذا وجب على الكاتب بشكل عام التوغل في صفاته بشكل يساعد القارئ على تخيله، أما الوصف الخُلقي فقد كان جيد، وعن وصف الأماكن فقد أرفقت الكاتبة أحيانًا صور للأماكن، وهو أمر غير مستحب إذ يقلل من قدرة الكاتب على الوصف، لذا بشكل عام فوصف الأماكن كان يحتاج لوصف أكبر .
أما عن المشاعر ودواخل الأبطال فسار بشكل جيد.

وإذا انتقلنا للسرد والحوار والراوي، فقد لاحظت أن هناك تطور كبير في أسلوب السرد، وهو أمر أُهنئ الكاتبة عليه، فالسرد أصبح أوضح وتركيب الجمل صار أكثر إتقانًا، وكان السرد المتقطع مناسب للأحداث التي كانت تحتاج لاسترجاعات زمنية، ولكن كان هناك ثغرة فيه في الفصل الأول عندما قامت البطلة بسرد نظام القطعان والمسؤولين فيها ونظام الدراسة، وكأنك تقرأ كتاب نظري، ولم يكن في محله، فلمن تشرح البطلة هذا الأمر؟! فهو حوار داخلي لا يصح أن يكون هكذا، بل كان يمكن أن تضعه في حوار خارجي فقط إذا كانت تشرح لشخص لا يعرف هذا النظام.
أما الراوي فقد كان الراوي الأنا على لسان الأبطال، ناسب الرواية لزيادة الغموض والتشويق، وسبر أغوار الأبطال.
أما الحوار فقد كان الحوار الخارجي جيد، وكان مكملًا للحوار الداخلي الذي أرانا دواخل الأبطال بشكل جيد.

أما الحبكة والصراع والتشويق، فقد كانت الحبكة انكسارية اشتملت على بعض الاسترجاعات الزمنية، وقد احتوت على صراع رئيسي وصراع ثانوي، وقد عالجتهم الكاتبة بطريقة جيدة.
ولكن للأسف لم توفق الكاتبة في إدارة عنصر التشويق، فالرواية كانت ضعيفة في هذا الجانب، وهو عنصر هام للغاية خاصة في هذه الفئة، فقد يسبب قلة التشويق إلى ملل القارئ وتركه الرواية بعد قراءة بعض فصولها.

أما عن البداية والنهاية، فالبداية أيضًا لم تكن موفقة وذلك لغياب عنصر التشويق والمط في السرد، وهو أمر قد يسبب كارثة لأي كاتب إذ أن البداية دائمًا هي عامل الجذب للقارئ، لذا يجب على أي كاتب اختيار بدايته بشكل متقن.
ولكن على العكس تمامًا كانت النهاية، فالنهاية كانت كافية ووافية، انتهت بنهاية الصراع الرئيسي والثانوي، وأدخلت معه الكاتبة عنصر التشويق لأبطال جدد تمهيدًا لرواية جديدة، وقد أحسنت الكاتبة استخدام عنصر التشويق إذ جعل القارئ متحمس للجزء الثاني من الرواية.

تعاني أليسون من صعوبة فى مواجهة ماضيها وتستمر في لوم نفسها، فتسافر لقطيع آخر لتبتعد قليلًا، ولكنها تواجه تحدي من نوع آخر، رفيق ليس برفيق، فماذا ستفعل؟
يعاني ويليام من عدم تقبل الذات والخوف من أذية من حوله، فماذا يفعل عندما يجد رفيقته أمامه وهو الذي لم يبحث عنها أبدًا؟

استمتعوا❤❤

شاركوني آرائكم💕💕

lsalbi45

lsalbi45

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
بحر الخيال (أفضل ما قرأت في الخيال)Where stories live. Discover now