4- شظايا الجليد //Ice Shards

2K 57 6
                                    

يخيل إليكَ أنه لم يعد بوسعك مواصلة الحياة.
يخيل إليكَ أن نور روحك قد انطفأ.
وأنك ستعيش في الظلام إلى الأبد.
لكن عندما يبتلعك الظلام الدامس.
عندما تطبق عيناك على العالم.
تفتح عين ثالثة في قلبك.
* جلال الدين الرومي
كن مختلف، كن مميز، كن غير كل البشر.
كن نورًا ينير عتمة الآخرين.

أعود اليوم مع رواية جميلة للواعدة Shatha Al-Olai، وهي رواية من فئة الفانتازيا.

اصطحبتنا الكاتبة في جو خيالي بين العديد من الكائنات الخارقة، التي قد سمعنا أو قرأنا عنها من قبل، وبين ما خلقته الكاتبة بفكرها من مخلوقات جديدة ذات قوى مختلفة، وقد تمحورت فكرة الرواية حول الاختلاف وطريقة تعاملنا معه، فطبيعة الإنسان تجعله يرفض كل ما هو مختلف؛ لأننا لا نستطيع التعامل معه، نحن ننبذه ونتعامل معه بعدوانية لأننا نخاف منه، وقد أظهرت الكاتبة هذه الفكرة بطريقة جيدة، ربما لم تكن الفكرة بالجديدة أو بعض الكائنات التي ظهرت خلال الرواية بالمبتكرة، إلا أن الكاتبة امتازت بحوار داخلي وخارجي مميز، بالإضافة إلى دمجه مع الأسلوب الفكاهي الساخر مما أعطى الرواية روح مميزة كوميدية أمتعت القارئ ورسمت على وجهه البسمة.
ولا ننسى المغازي الكثيرة التي ظهرت بالرواية، فالاتحاد قوة، وأن كل ما هو مختلف ليس بالضروري أن يكون سيء، فضلًا عن أنه مهما طال الظلم والشر فالخير يومًا سينتصر.

أما عن العناصر القصصية فنحن هنا نتحدث عن كاتبة لازالت في بدايتها، لذا من الطبيعي أن تكون هذه العناصر غير متقنة ولكن ما لا شك فيه أنها سيكون لها مستقبل جيد بالكتابة خلال فترة قصيرة.

فلو تحدثنا عن البداية، فللأسف لم تكن موفقة، فالفصل الأول كله كان خالي من التشويق وهو عامل هام جدًا بهذه الفئة، فقد كان فصل رتيب تخلله حوارات داخلية عديدة لم تكن بموقعها ولم تناسب الفئة الخيالية، إذ أن بداية الرواية هي عامل الجذب الأساسي للقارئ، فكان يفضل ذكر حدث مشوق، مثل حلم لها أثناء مكوثها بالسيارة، تلك الأحلام التي تكررت كثيرًا بعد ذلك، أو ربما ذكرى بعيدة لها، أما تفاصيل حياتها فكان من السهل إدخالها في الفصول التالية بسهولة وهو ما حدث بالفعل.

أما الوصف فهو من العناصر الهامة في هذه الفئة، فقد أجادت الكاتبة استخدام الوصف الخارجي للشخصيات و الأماكن وهو أمر سهل على القارئ الإندماج مع الرواية وشخصياتها، فأحسنت في الوصف الخَلقي للشخصيات، ولكنه أيضًا كان يحوي على بعض الإسهاب، ففي بعض الأحيان لم يكن هناك داعٍ لوصف الملبس أو طريقة النوم أو الجلوس وغيرها طالما أنه لن يفيد بشيء أو يؤثر على سير الأحداث.
أما الوصف النفسي والاجتماعي، فقد كان كاملًا لبعض الشخصيات مثل كاناليا، ولكنه كان يحوي على بعض التقصير مع شخصيات أخرى مثل أليكساندر، فنحن لم نعلم الكثير عن الجانب النفسي له أو قدراته، لم يتم وصف قوته بالشكل المناسب وهو أمر بغاية الأهمية في هذه الفئة، وشخصية لوكاس أيضًا غاب عنّا وصف الجانب النفسي لها، وهي شخصية كانت أساسية بالرواية إلا أن الوصف الداخلي له لم يكن كافي، بالإضافة إلى الجانب الاجتماعي للوكا.
أما وصف الأماكن فكان جيد أحيانًا مثل وصف الجامعة ومنزل البطلة، وأحيانًا أخرى ضعيف مثل بيت المجموعة والقطيع بشكل عام.

بحر الخيال (أفضل ما قرأت في الخيال)Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora