19- ADOLF

1.3K 24 2
                                    

قد تحفر حفرة لكي تنتقم ولكنك في وسط فرحك بانتصارك قد تزل قدمك فيها، وللقلب رأي آخر.

موعدما اليوم مع رواية مميزة للكاتبة الواعدة kemetchi، هي أول رواية للكاتبة وقد كانت مميزة بفكرتها الجديدة، فهيا بنا😉.

رواية أدولف من الروايات الخيالية الخاصة بالمستذئبين بالإضافة إلى الصيادين في فكرة مبتكرة ومميزة، وهذا ما أعجبني بالرواية، إذ أنها أخذت فكرة تقليدية وأضافت شخصية مختلفة خاصة بالمستذئبين، ودمجت معها فئة الصيادين في قصة تضمهم هم الأثنين بطريقة مختلفة عما قرأناه من قبل، فأكسبت الرواية سمة خاصة بها.
ربما لم تكن الرواية كاملة في العناصر الروائية ولكنها أول رواية لها، وأمام الكاتبة طريق طويل للإرتقاء برواياتها لمستوى القمة، وهذا أمر طبيعي، إلا أن الرواية جيدة وتستحق.
تأخذنا الكاتبة في جولة مشوقة لتُرينا الصراع الدائم بين المستذئبين والصيادين، وقد ساقتها الكاتبة بطريقة مبدعة وأدخلت عناصر جديدة مثل أدولف الكائن الذي لا يمكن قتله، وما يصاحبه من قوى خارقة تعتبر نعمة ونقمة في ذات الوقت. وقد ركزت الكاتبة على فكرة الإنتقام وعواقبه، فالبطلة آمبر الصيادة التي قررت الإنتقام لإمها من رفيقها المستذئب أدولف والذي هو أقواهم، ثم ما يتبع ذلك من شعور بالذنب بعد تنفيذ أنتقامها. وأيضًا الغيرة والإنتقام بين الأخوين أدولف وأخوه وما يصاحبه من مؤامرات كثيرة.

وقد أرتنا الكاتبة صور للإنتقام وعواقبه، والندم وما قد يتركه فينا من أثر، وقد رسمت لنا الكاتبة أيضًا صور جميلة للتضحية والثقة بالنفس.

وبالنسبة للعناصر الروائية، فلو تحدثنا عن أهم العناصر مثل الوصف، فقد.كان الوصف بشكل عام جيد، فوصف المكان والمخلوقات جيد، أما وصف الشخصيات فالجانب الخُلقي كان واضح فوصفت لنا الكاتبة طباع الأبطال وانفعالاتهم بشكل جيد، أما الجانب الخَلقي فللأسف فيه تقصير، إذ استعاضت الكاتبة عن الوصف بصور، وهو أمر يقلل من إمكانيات الكاتب، إذ أنه لا يترك لمخيلة القارئ الفرصة للتخيل، كما أن الصور قد لا تعطي الوصف المثالي للشخصيات فيشعر القارئ أحيانًا كثيرة أن الصورة لا تتماشى مع في مخيلته عن صاحبها، مما يربكه ويشتته. وبالنسبة للجانب النفسي فقد كان مميز فقد كان وصف دواخل الأبطال ومشاعرهم جيد، وعمل الحوار الداخلي والخارجي مع بعض بصوره جيدة لإظهار كل ذلك.

وبالنسبة للواقعية فقد وجدت بعض الخلل فيها، فمثلا مرض آمبر النفسي كان أمره غريب ولم يكن واقعي فتأنيب الضمير والإحساس بالذنب لا يمكن أن يكون في يوم واحد خلال السنة ثم بعدها تستمر الحياة ونعود مرة أخرى لنؤنب أنفسنا في نفس التاريخ، هذا خارج نطاق التصديق.
أيضًا القتل الرحيم له قواعد، كمثالًا هو لا يتم عن طريق القتل بالخنجر بل عن طريق العقاقير الطبية القاتلة التي لا تجعل المريض يتألم -وهو أمر مرفوض في ديننا الإسلامي- وهو مالا ينطبق على القتل بالخنجر، أيضًا لا يقم به أحد أفراد العائلة أبدًا بل لابد أن يكون طبيب، كما أنه غير مسموح به بالمملكة المتحدة، وهي سبق وقالت أنها من انجلترا.
أيضًا ظهر ببداية الرواية أن المستذئبين لا يستطيعوا دخول المدينة التي بها البطلة نظرًا لوجود سحر وتعاويذ تمنع ذلك، ثم يتناقض الحديث تماما عند مقابلة البطل لصاحبة منزل البطلة، وأيضًا عندما كان يزور البطلة يوميا ليلًا أثناء نومها.
فضلًا عن كتاب أدولف، حيث ذكر البطل عدة مرات أنه لايستطيع فتحه سوى أدولف فقط، ولكن ديلان استطاع فتحه وأخذ منه بعض الورقات.
كما أن البطل ذكر أنه لم يعلم أحد بأنه أدولف، ولكن في الفصل الأول كانت هناك أحاديث جانبية بين فتيات من قطيع آخر عن كونه أدولف، هذا تناقض.
كل هذا يخل بالواقعية، ويضعف الحبكة ويترك الكثير من الثغرات.

بحر الخيال (أفضل ما قرأت في الخيال)Where stories live. Discover now