تحدث: ليش تحسسيني إني قصّرت معاك...ليش تحسسيني....مهما سويت يبقى انا في الحقيقة ما سويت شي؟
اشار لها بذهاب الواعي من عقله: جاوبيني مزون انا مقصّر؟...مقصّر معك بشي؟
ادركت جنون والدها وادركت تخبطه وحرقة قلبه هزّت رأسها" لا" وهي تضم بيدها السليمة يدها المكسورة
راشد بنبرة قهر ضرب على صدره: صرت لك أبو...وأم....واخ...واخت...وصديق....مزون قولي لي وش كنتي تبين اكثر من كذا؟.....شنو كان ببالك....شنو كنتي تبين؟....شنو كنتي تبين مزززززززززوووون.....
صرخ فو جهها لتغمض عينيها وتزلزل الدموع من تحت ارضها الخاملة: تكلللللللللللللللللللللللللللمي.....
مزون بكت بصوت....ووصايف هنا بكت معها بوجع....هل هذا ما سيحدث حينما يعلم والدها بعلاقتها مع نواف؟..عتاب يتلوهُ وجع نفسي ...لا يُحمد عُقباه؟...هل فهد سيوبخها هكذا؟
مزون ببكاء: يبه....والله مو انا ناشرته....
رأت يده اليسار تمتد للأعلى بسرعة هائلة...لم تتصدّى هذه الضربة ..ولم تفكر ان تبتعد...الخوف حكّمها في هذا المكان ....اوقف ساقيها عن الحركة....انزل كف يده على خدها الأيسر...هذه الصفعة لا تتحمّلها أي فتاة...صفعة قهر ممزوجة بنُسيان الذّات...صفعة من عقل لا واعي...مليء بالغضب بإطلاق زفرات ملتهبة من عُمق الصدر الثقيل.....مالت على جانبها الآخر...أدمى انفها...سريعًا وكأنّ هذه الدمّاء على طرف انفها للتأهب في الخروج...للإنسياب على شفتها العلوية بهدوء بعكس الحرارة التي تخرج من صدرها لتمتزج بأنفاس لواهيب والدها الواقف ...لم يردفها...جعلها تتمايل وتتمسك بالجدار للوقوف...سمع صوت شهقاتها
صرخ لتبكي وصايف بعد أن ادركت الهاتف ليس في يد مزون بل ساقط في اي مكان ولم تقم باغلاق الخط
: تبين توطّين راسي....تمرغينه في التراب...تبيييييييييييييين سمعتنا كلها.....تصير هي والأرض واحد..تبيني اموت قهر عليك؟

شدّها من ياقة بجامتها سحبها إليه نظر لوجهها المليء بالدموع هزّها بعنف غضبه: كسررررررررررررتيني يا مزون...كسسسسسسسسسرتيني الله ياخذك....ما عاد إلّا الشرف...الشررررررررف يا مزون......اذا البنت اخسرت شرفها وش يبقى لها؟...السمعة لطاحت بالأرض وش يرجعها ؟

هزها وهز رأسه: ما عاد لها وجود ....ما عااااااااااااااااد لها وجود يا مزوووووووووووووون.......هي والجدار واحد!

مزون بكت بصوت متقطع اردفت له: يبه والله....والله...ما هوب أنا اللي راسلته....وشرفك يبه محفوظ...وما عاش من...

ألطمها على شفتيها بضربة قوية....وهذه المرّة ادمت شفتيها ....يضربها متناسيًا ...انها كائن رقيق لا يقوى على هذه الضربات...لا يقوى على سماع هذه الكلمات...ولكن ما فعلتهُ مزون لا يُحتمل....يُلهبة...يجدد عليه مخاوف....كثيرة....اولّها ضياعها.....وثانيها انهيارها واجبارها له في اتخاذ قرارات بحقها تُدمي القلوبّ!....سقطت على يدها المكسورة....وهُنا مزون صرخت من اعماق قلبها..صرخة وصلت لمسامع وصايف التي بهت لونها....وجمد الدّم في عروقها....صرخة ضجّ صداها في الغرفة وفي الممرة المؤدي لعتبات الدرج.....صرخة ناتجة من ألم فتت عظامها التي برأت من جديد....لم يكترث راشد لهذه الصرخة...شدّ على شعرها ليسحبها من قاع الارض....ارفع جسدها...لتضج وصايف بالصراخ بعد ان اختفى صوت مزون...ٍسقط الهاتف من يدها لتصرخ هي الأخرى وهي تكرر: خالي قتل مزون....خالي قتل مزون"....صراخها تعدى حدود غرفتها وهي تصرخ.....بجملتها تلك....تضرب على فخذيها بخوف وذعر من موت مزون!
.
.
بينما مزون ارتجف جسدها من الألم....نظرت لوالدها ترجوه بأن يتوقف لا قوّة لها على النهوض...والوقوف على قدميها...
صرخ وعينيه تدمعان ...كسرتها هذه الدمعة ....
صرخ : كل يوم اقول...بتعقلين...بيرجع لك عقلك.....كل يوم مزووون...امسك يديني من انها تضربك......لأنك بنت...حساسة ورقيقة....خفت اضغط عليك وتطلعين من ايديني....خفت اتشدد عليك ...وتطفشين.....بس والله اني شبعت من اخبالك...وجنونك....وتعدّيك للخطوط الحمرا...تعبت يا مزووووووون....افعالك ذي...تخليني اخاف من نفسي....اخاف عليك من نفسي .....تتمردين علي كل يوم...مو حاسبة لوجودي حساب..تسوين اللي على هوّاك وكيفك...بدون ما تحسبين النتايج اللي بصير..بدون ما تفكرين بنفسك قبل ما تفكرين فيني...متى بتعقلين؟...متتتتى؟
.
.
اغمضت عينيها، لا تقوى على النظر لعينيه الدامعتين لا تقوى على ألم يدها وشفتيها وانفها...كل شيء يضج بها بالألم الجسدي والنفسي....لا تقوى على سماع عتابه....لم تُجيبه لأنها مشغولة في تهويدة لا تُسمع...وأنين لا يخرج من صدرها....مشغولة بوجعها....وبخوفها...
هزها لتهتز يدها المسكورة مع حركته صرخت
ليصرخ: اتعبتي قلبي......تحسسيني بالندم من إني عطيتك الحرية والثقة.....انا ما عرفت اربيك....امك ماتت بدري...يا مزون بدري....ماتت وخلتني بحيرتي معك.....وانتي اوجعتيني...واوجعتيها بقبرها....اوجعتينا يا مزون اوجعتينا....بخبالك وعنادك إللي ما يجي من وراه إلّا الضيم والنكّد!

أحببتُ حُطاماً سبق أوانَ الرحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن