ثلاث سنوات، كانت تلك مدة زواجهما، ونصف مدة حُبها له في صمت.. بالنسبة له، كان زواجاً لإرضاء الأهل، ولكن هل كان ذلك السبب الوحيد؟
ملحمة، تعرف من خلالها البطلة إجابة هذا السؤال.
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
كانت تضع اللمسات الأخيرة من المكياج، خط رفيع باللون الأخضر على جفنها السفلي لإبراز ملامحها اللاتينية وعيونها البُنية الواسعة، حينما خرجَ من المرحاض وكان قد ارتدى بذلته الزرقاء. كم تُحب عندما يرتدي تلك البذلة، فكانت تُذكرها بتلك التي ارتداها يوم زفافهم.
كان احمرار أنفه الذي لاحظته أمس أقوى الآن، وعيناه شِبه مُنغلقة وكأنه يشعر بالنعاس. ولكن لطالما كان إلياس بنجامِين رجلاً قوياً، لا يُخفي ضعفه، ولكنّه لا يُظهره للعلَن. لذا قام بأخذِ قرصٍ فوّار قبل أن يستدِير وينظُر لها.
كانت قد نهضت من مقعد طاولة الزينة، تقوم بالمسح فوق فستانها المتناسق مع جسدها الأنثوي، والذي لمْ يغِب يوماً عن عينا إلياس. يعترف أنّه شاهدها تتحول من تلك الفتاة الصغيرة الخجولة، لامرأة كاملة الأنوثة والفتنة.
ولكن اليوم.. اليوم مُختلف، هُناك شيء مُختلف، وكأنه يراها لأول مرة، يُقابلها لأول مرة..
"سعيدة لمجيئك، لونا!" غرّدت لوسيا بغَبطةٍ، "لا أدري إلى متى سيُخبئكِ إلياس عن الجميع، ألهذه الدرجة يريدكِ لنفسه فقَط؟" غمزَت لوسيا مما جعلَ اللون الأحمر يكتسي وجنتا لونا، ولكن كلامها جعَل قلبها يعتصر بحُزن.
شخصٌ ما قامَ بالنداء على لوسيا، وقامَ أيضاً بإنقاذ لونا. استدارت لتجِد إلياس ينظُر تجاهها بعُمق، ثم بدأ بالتوجُه نحوها. ابتلعَت ريقهَا عندما وقفَ أمامها.
"وصل أليخاندروا، ويسألُ عنكِ." قالَ بنبرته القاسية المعتادة، ولكن ما فاجأها بعد ذلك هو أخذه ليدها في يده. كانت من المفاجأة ما جعلها تلتصق بالأرض لثوانٍ ولكنّها تعافَت سريعاً ومشَت بجانبه بخفّة.
"عزيزتي لونا!" صاحَ أليخاندرو بمرَح، وهو يفتح ذراعيه ليستقبلها. لمْ يبدو يوماً بمِثل عُمره. لطالما كان حيوياً، مرِحاً. ولطالما لاحظت كم مختلفاً ابنه عَنه.
توجَهوا جميعاً للجلوس حول طاولة قريبةٌ نسبياً من ساحةِ الرقص، وكان هناك بعض الأزواج ترقُص بمرح على الأغنية الصاخبة التي تعزفها الفرقة.
