الفصل الرابع..

1.1K 69 10
                                    

قيـد إنتقام المجروح:-
_الفصل الرابع  .

لقد ضاع من العمر ما كان يكفي ليداوي جروحنا، اليوم لم تبقي سوي شروخ.. مجرد شروخ لكي تتداوي علينا بالأنتقام، والأخذ بالثأر، كي يندفي القلب، وتهدئ الروح.. علينا بالصمود.. لا التسامح، فالمسامح.. مُهان، يبقي ابـد الضهر لعبة بين يديِ الظالمين

فتحت عيناه بخمول بعدما عسعس الليل بسماء القاهرة، نظرت حولها بعقل مشوش ونظرات تائهة تبدلت الي اخري سعيدة بعدما تعرفت علي المكان الذي هي فيه، هي بغرفتها هي وزوجها، نهضت عن الفراش بحماس وهي تظن انه ربما بما حدث قد تقوقعت بعض الحواجز التي بينها وبين سراج، ظنت انها عادت تسيطر عليه وعلي قلبه والدليل علي ذلك تلك الليلة الجامحة التي عاشتها معه منذ قليل، ارتدت اقرب ما وجدته امامها فكان قميصا له اسود اللون، بالكاد وصل لقبل ركبتيها بقليل، صففت شعرها بعشوائية ثم توجهت نحو خارج الغرفة بحماس لتبحث عنه، لا يجب عليها ان تتركه وحيدًا حتي تسيطر عليه افكاره من جديد، عليها ان تتقرب وفقط..
عليها ان تريه حبها لـ يلين
فقط.. القرب والحب هم الحل

تبدلت ملامحها لـ التعجب ما ان وقعت عيناها عليه جالس علي اريكة بغرفة الصالون ومعه نجوان ابنه عمته، بالعادة تعلم بقرب العلاقة بينهم، لكن.. لا تصل بأن تصبح قابعة بين احضانه بتلك الحميمية؟!
هتفت بدهشة وعصبية وهي تقترب منهم:-
_سراج..!!
انتفضت نجوان في جلستها، حاولت ان تبتعد عن سراج لكنه لم يسمح لها، كل ما فعله انه لف يداه حولها جيدًا، نظر لهانيا ونطق ببرود:-
_خير؟!
بروده.. بالأضافة لما تراه الان، ايقظ فيها جنون العالم، فراحت تصيح وهي تقترب منهم:-
_نجوان بتعمل اية هنا؟ وازاي تحضنك بالشكل دا
قالت اخر عبارة وهي تحاول ان تبعد يداه عن نجوان وتبعدها عن احضانه.. لكن صوته جمدها بل جمد دقات قلبها قبل جسدها وهو يردف بـ:-
_واحد وحاضن خطيبته اللي هتبقي مراته كمان ساعات.. اية اللي مضايقك انتي؟
ولم تصل الي اذنيها إلا كلمة ' مراته ' فقط التي اصابتها بالجنون، كان قد نهض عن مكان ومازالت نجوان بجانبه تمسك بيديه بتلك اللحظات..

هانيا بصوت مختنق:-
_مراتك..

قالتها بدموع وهي تنظر له بوجع ولتلك التي تمسك في يده بقوة وكأنها تخبرها انه يخصها، تألمت ملامحها وهي تري مدي القرب الذي يجمع بين زوجها وتلك الفتاة، قرب هي احق به منها، رسم علي شفتاه ابتسامة باردة وهو يقول:-
_المستقبلية، حلوة صح؟ زوقي اتحسن عن زمان كتير اوي.. وبعدين انتي عرفاها كويس اعتقد
اقتربت منه وامسكت بيدها إحدي ذراعيه بأستعطاف، هتفت والدموع تهبط من عينيها وتحرق وجنتيها من لهيبها:-
_وانا ياسراج؟
ردد بنبرة لا مبالية:-
_قولتلك اطلقك انتي اللي رافضة، مش عارفة متمسكة لية اصلًا بالجواز رغم اني قولتلك انك مبقيتش تلزميني في حاجة، ولا انا اصلًا معتبرك مراتي
_انت..
قاطعها وهو يشير لها بأن تصمت:-
_انا اية؟ اوعي تقوليلي اني قاسي ولا ظالم! والله ازعل اوي ياهانيا واجيب ناس كمان تزعل، دا انا متعلم القسوة منك يااستاذتي
بدأت تنهار وهي تردد:-
_انا اعتذرتلك كتير، انتي لية مش مسامحني؟
سراج بصلابة:-
_انتي مبقيتش تهميني علشان افكر اسامحك ولا لا، انا قولتلك اطلعي برة حياتي وريحيني وريحي دماغك بس انتي اللي رافضة.. فبراحتك بقي
اشارت لـ الفتاة التي تجاوره قبل ان تقول:-
_وهي هتنسيك حبي؟ هتعيش معاها نفس اللي عيشته معايا؟ حبيتها زي ما حبيتني؟ بتشوفها في وشوش الناس زي ما بتشوفني؟
سراج بسخرية:-
_وانتي مفكرة اني هغلط نفس الغلطة وادور علي نسخة منك تانية احبها؟! عايزاني اقع في نفس الغلط مرتين.. دا حتي يبقي عيب في حقي، انا المرة دي اخترت واحدة لقيت فيها اهم صفة مش موجودة فيكي، اختارت واحدة انا متأكد انها مش هتخون ولا هتضربني في ضهري ياهانيا، ودي اهم صفة انا عايزها.. لان اديكي شوفتي، اخترتك وانتي فيكي كل حاجة الا دي.. واديني مبقيتش طايق ابص في وشك
صاحت فيه:-
_انت كداب، انت لسة بتحبني
_انتي واهمة، وانا للاسف مش فاضي لوهمك دا، ورايا مشاوير كتير انا ونجوان ولازم نلحق ننجزها قبل كتب الكتاب..

قيـد إنتقام المجروح لــ زينب سميرWo Geschichten leben. Entdecke jetzt