الفصل الحادي عشر..

1.3K 90 10
                                    

قيـد إنتقام المجروح:-
_الفصل الحادي عشر .

خرج من غرفة شقيقه اخيرًا بعد ان استيقظ من غفوته الصغيرة تلك.. سلمه لـ طبيبه ليطمئن عليه وخرج هو لهم وعلي وجهه ترتسم معالم السعادة بخطوط عريضة..
تقدمت منه نجوان سائلة بقلق:-
_اتأخرت جوه كدا لية يانور؟
نظر لها بأبتسامة لم تفارق شفتيه بعد و:-
_كنا بنتصافي
اقتربت هانيا منهم بعيون لامعة ببريق الدهشة وقالت مستفهمة:-
_يعني اية؟
ولم تحتاج الي شرح، معالم سعادته الظاهرة تؤكد لها ما فهمته لقد عادت المياة لمجاريها بين الاخين، عا.ا شخصًا واحدًا كما كانا.. فالراحة المرتسمة علي ملامح الاخر الذي يقف امامها لا تدل غير علي هذا، لقد فاق سراج من غفلته.. عاد لعقله الراشد واخيرًا، واستفاق من سطوة الضلال الذي كان يحيا فيها

و.. ماذا بعد؟
هل سيسامحها هي ايضًا؟ ام لا!

سؤال محير، لا تعلم هي له جوابًا لحتي اللحظة للاسف
قطع شارودها وسعادة نور الدين سؤال نجوان المترقب:-
_نور.. هي مين مي باهر دي؟
نظر لها بعيون جاحظة بصدمة، بينما هانيا فكل ما كان يشغلها اسم " باهر " حيث اخذت اللقب وطارت به الي حيث عالم اخر.. عالم الذكريات..

عودة الي الماضي قليلًا.. بعد يوم مقتل هاني المدبر

كانت تجلس امام قبره تبكي بقوة علي فقد اخيها الحبيب الذي كانت لا تملك غيره، الذي كانت تراه ابًا بعد اب، واخ وكل شى، تبكي وحدتها من بعده، خوفها من مواجهة عالم مجهول، كيف تفعل؟ وكان علي حسب ظنها يفعل المستحيل ليقيها التعامل مع كلاب العالم..
يفعل المستحيل كما تظن لتحيا بهناء.. وتعيش عيشة كريمة
كان كل شئ قد حدث بسرعة جنونية، اتصال يخبرها ان اخيها اصطدم بسيارة وتوفي.. لا اثر لتلك السيارة، وعليها ان تستلم جثته!

واستلمتها وها هي قد دُفنت الان، ملست علي تراب قبره الذي لم يجف بعد.. وهتفت بصوت باكٍ:-
_ليا مين بعدك انا ياهاني؟ مين هقف في ضهره علشان يحميني من الدنيا بعدك ياحبيبي
جاءها صوت من خلفها:-
_ليكي انا
انتفضت بخوف من جلستها، تنظر لذلك الواقف خلفها بعيون متفحصة.. قلقة متسائلة بداخل نفسها " من هذا؟ " كأنه فهم عبارتها فتقدم بخطواته منها حتي وقف امامها، نزع عن عيناه نظارته السوداء التي كانت تخفي الكثير من ملامحه فظهرت عيون سوداء غائمة بالعديد من النظرات الي لم تفهمها.. لكنها بالطبع نظرات لا خير فيها، نظرات توحي بالشر.. الشر وفقط!
مـد يده لها:-
_انا عبدالله باهر وقعك ربنا في طريقك علشان تجيبي حق اخوكٍ
كانت وكأنها لا تفهمه، لا تستوعب طلاسمه تلك، حق ماذا؟ ومن اين جاءها وكيف وقعت بطريقة، كل تلك الاسئلة التي كانت تتساءل عنها بداخلها ظهرت في نظرات عيناها الفاحصة له بتخبط، وكأنه يعيش بداخل صراعاتها تلك ويفهم ما يحدث بداخلها حيث هتف:-
_تعالي معايا وانا هفهمك كل حاجة
سألته بدهشة:-
_اجي معاك فين؟
_بيتي
قالها بمنتهي البساطة، فصرخت الأخري فيه:-
_نعم؟!
قال ليهديها:-
_هناك هتفهمي كل حاجة
وفضولها.. قادها لحيث ما يريد
حيث فقط بضعة دقائق وكانت تجلس في صالون منزله المذهب، تطالعه ما حولها بريبة تنتظر عودته بعد ان اختفي عنها بمجرد دخولها المنزل
بالفعل لحظات وعاد ومعه جهاز لوحي، مـده لها بينما يردف بنبرة جامدة:-
_دا فيديو الحادثة اللي مات فيها اخوكي وفيها صورة واضحة لـ اللي قاتله
رددت بزهول:-
_قاتله!
اجاب ساخرًا:-
_اومال اللي خبطه وبعته للاخرى دا اسمه اية؟
والفكرة كانت غائبة عنها وسط احزانها، بالفعل من فعل هذا بأخيها قاتل.. فماذا سيكون غير هذا؟
نظرت الي الفيديو وراحت تتابع فقراته بمشاعر مخطلتة بين حزن وغضب.. رغبة في البكاء والانتقام، كانت شخصية عاصفية تحتاج الي من يهديها ويروضها لتهدأ او من يزيد من نار شعليتها لتنتقم وقرر هو ان يزيد من تلك النيران
فراح يبث سمومه:-
_علشان هو شخص واصل تم التستر علي جريمته باقصي سرعة، مفيش غير الفيديو اللي معايا دا اللي تقدري تجيبي بيه حق اخوكي، بس نارك هتهدي لما تدخليه السجن وهما هيقدروا يطلعوه منها بأي ورقة مزورة من اي مستشفي ويثبت بيها انه مريض عقلي او.. او! هترتاحي لو اخوه هربه برة مصر وعاش حياته بالطول والعرض بينما اخوكي انتي مات بسببه؟
اؤمات بالنفي بشرود بالطبع لن ترتاح
_وعلشان كدا انا بقولك انا من النهاردة اللي باقيلك، انا هساعدك تجيبي حقك منه
عاد في كلماته للوراء وهو يردف بنبرة صعبانية:-
_طبعا لو انتي اللي عايزة دا لكن لو...
قاطعته بجمود:-
_ازاي هتساعدني انتقم منه؟
ابتسم بزهو وهو يعتدل في جلسته وراح يقص عليها افكاره

قيـد إنتقام المجروح لــ زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن