فجأة فرد جميع الشيطانين أجنحتهم في الهواء ليأخذوا وضع الهجوم. رفع لوسيفر يده ليوقفهم معلقا في صرامة:
- فلتغادروا جميعا من هنا!

خرجوا من البهو ليعم صمت رهيب قاطعه بقوله في جرأة:
- ها قد بقينا بمفردنا.
- أخبرني ماذا تريد مني؟ لمَ أحضرتني إلى هنا؟
- لمَ أنت على عجلة أيتها البشرية؟

أضاف بنبرة ماكرة فواصلت:
- هذه حقيقتك إذا! مجرد منحرف..
- لست كذلك.
أجاب في غلاظة فأردفت:
- إذا اِستقم في وقفتك، تراجع إلى الخلف خطوتين، توقف عن الٱبتسام بخبث و تحدث معي برسمية.

نظر إليّ لبرهة لتعلو الجدية ملامحه قبل أن ينبس في هدوء:
- أريد منك أن تسدي معروفا لي. اِتبعيني..

بالطبع! عادة سكان هذا العالم المعتادة. يطلبون منك ٱتباعهم ما إن تلتقي بهم!

سرت خلفه لنتوجه نحو بوابة ضخمة للغاية نقش عليها رسم لشيطان فارد جناحيه. وقفت في مكاني مترددة فٱستدار سائلا:
- ألا تريدين رؤية التنين المهيمن؟

نظرت إليه في حيرة ثم تبعته. فتح البوابة ليظهر تنين ضخم مشمشي اللون ذو عينين زرقاوين و ذيل طويل ينتهي بريشة كبيرة. كان مقيدا بسلاسل فولاذية صلبة.

ٱتسعت عيناي و أنا أتأمله بفاه شبه فاغرة. تنانيننا الصغيرة بمثابة السحالي أمام حجم هذا. لكن.. كيف؟ ألم يقل أركون أنهم تسع تنانين فقط؟ من هذا؟

- يمكن لهذا التنين السيطرة على كل التنانين الأخرى و إن سيطر عليهم يتضخم حجمهم ليصبحوا بالغين. فقط عليهم جميعا الإحاطة به بشرط أن يلامس جناح كل واحد جناح الآخر.

ٱستدار لينظر إليّ مضيفا في جدية:
- جلبتك إلى هنا حتى تروضيه لأنه عنيف بعض الشيء. قتل كل من ٱقترب منه من الشياطين. ستقضين اليوم معه هنا و سيصطحبك أحد جنودي إلى غرفة في القصر تقضين فيها ليلتك إلى أن نجد بقية التنانين و نجلبها.

﴿في العالم الموازي_أثناء اللاوعي﴾Where stories live. Discover now