الفصل الثالث..

Start from the beginning
                                    

قال تلك العبارة ثم اغلق الباب بكل عنف خلفه، وتوجه داخل احدي الغرف واغلق بابها كذلك، متجاهلًا ندائتها المتتالية عليه بلهفة وشوق، هرب منهم.. لكن لم تهرب منه الذكريات، حيث وقعت انظاره علي الفراش الذي جمعه بهانيا من قبل، حيث كان ينام جوارها قرير العين مطمئنا وهي كانت تكيد له الخطط، أبعد نظره عنه الفراش فوقعت علي حائط امامه عليه صورة له ولزوجته بلية العرس، حيث كانت ابتسامته واسعة الي حد لا يوجد بعده، لمعة عيناه تبدو ك لمعة نجم وحيد في السماء عليه ان يهدي البشر جميعا، لمعة في غاية الزهو!

بينما ابتسامتها..
ولأول مرة يقرأ ابتسامتها بطريقة صحيحة..
ابتسامة تشبة الذي يرمقها بها الان.. باردة.. مشمئزة.. منفرة وبالحقيقة يعلم ان كان معها حق، بالحقيقة ما يجعله يغضب من هانيا انها انتقمت منه بالطريقة الخطأ، استخدمت الكيد والخيانة وهذا ما لا يحبه هو، لو كانت اخذت حق اخيها عن طريق العدالة منه.. ما كان ليحزن ابدًا
والأن..
الأثنان يقولان شيئًا واحدًا..
لن يدعانه يدخل السجن يوما..

ضحك بسخرية.. امس كانت تقتله لاجل اخيها واليوم تناست اخيها لاجله، لعن الله حب ك حبها ذلك، حب به تتناسي المبادئ وتتناسي المعارف، متخذًا عبارة لاجل الحب نفعل المستحيل، ولم يكن هو يومًا من اؤلئك الذين لاجل الحب يخسرون مبائدهم ابدا..

لن يصمت، سيوجعهم.. سيبحث عن الدليل.. سيكسرهم وليفعل ذلك.. أمسك هاتفه وضغط علي زر الاتصال وعندما جاءه الرد.. جاء صوته هاتفا:-
_نجوان عايزك ضروري..

نظرت هانيا لنور الدين بنظرة منفرة بادلها الاخر اياه بنفس النفور والاشمئزاز، خرج صوتهم معًا:-
_اللي احنا فيه دا بسببك انتي
_لولا غلطك من البداية كان ممكن يبقي حالنا غير كدا

وبالنهاية.. خطائهم واحد، متقاسمين ثمنه معا، متقاسمين وزره معه، وعليهم ان يدفعوا الثمن معًا.. أيضًا

_سراج مش بيسامح بسهولة
نطقها نور الدين بشرود فأجابته:-
_عارفة، سراج بيحب اوي، وبيكره اوي، بمعني انه بيعطي كل شخص حقه من المشاعر، لو حب بيعطي كل مشاعر الحب ولو كره.. بيتبدل الحب دا لكتلة كره عظيمة
نظر نور الدين لها واردف بتمني:-
_نفسي يفضل كارهك طول الوقت وميرجعش ليكي ابدًا
قالت بسخرية وهي تتفهم حالة نور الدين العاشق لاخيه:-
_علشان تبقي انت بس اللي في حياته؟! تبقي بتحلم مش هسيبوه ابدًا، انا هعمل المستحيل لحد ما اخليه يسامحني

وقبل ان يرد.. وجدوا نجوان تقطع خلوتهم، نظر لها نور الدين بتعجب وهو يسألها:-
_نجولن؟ خير اية اللي جابك؟
وقبل ان تجيب انفتح الباب وظهر سراج من جديد:-
_انا اللي عايزها.. اتفضلي يانحوان
دخلت نجوان الذي ملائها التوتر والتحفز من حديث سراج وملامحه المشدودة التي تبين لها ان هناك امرًا ليس سهلًا أتي، تاركة خلفها زوجان من العين تنظر الي الباب بمشاعر مختلفة ما بين حيرة.. فضول.. ضيق بيّن و... غيرة!!
                            *****
لقد مـرت ليلتين بعد تلك الليلة الحزينة علي قلب نور الدين، ولحتي اليوم لم يري اخيه ولا حتي نجوان، لحتي الان لم يعلم نور الدين بماذا ارادها اخيه وفيما، تنهد بسأم وهو يترك الأوراق التي بين يديه علي مكتبه بعنف، حقا لا يوجد عقل له ليعمل، كل ما يشغل تفكيره الأن أخيه..
أخيه وفقط

قيـد إنتقام المجروح لــ زينب سميرWhere stories live. Discover now