الفصل الثاني

33 6 4
                                    

فِي فالنسيا، بِأسبانيا..|
شارع كارير دي لـا باو، مساءً

تلونت السماء باللون الأزرق الداكِن، القمر أنار بضوئه بعض المناطق القليلة، وهذا غير نسمات الرياح العليلة التي بدأت تُداعب الخلق.
الكثير من السائحين كانوا يسيرون هُنا وهُناك يتفحصون أرجاء فالنسيا الخلابة، أضواء المتاجر كانت خافتة؛ مما سبب عدم ظهور الوجوه جيدًا.

في وسط هَذه الأجواء، كان يسير هو بلا فائدة!
ينظر إلى تلك الصهباء بنهم، وإلى تلك الشقراء بإبتسامة غريبة، وإلى ذات الشعر الأسود بعينان مُظلمة.
كان غريبًا لا تُفسر نظراته، لا أحد يراه ولا أحد يهتم له من الأساس.. لكن هو كان يهتم بالجميع!

توقفت فتاة أمامه من العدم فجأة، فمال برأسه إلى الجانب قليلًا يتفحص هيئتها التي أثارت شيئًا ما بداخله.. هي من جاءت لنهايتها بقدميها.
"هل يُمكنك أن ترشدني إلى المبنى رقم خمسون، من فضلك؟" نطقت الفتاة بنبرة صوت مُهذبة، فامتعض وجهه بتقزز.. كم يكره التهذيب!

اقترب منها خطوتين جعلته مُلتصقًا بها بطريقة لا تُريح، وضع يداه المُغلفة بقفازٍ أسود على كتفها الأيمن.. ثم ثبت عينيه على خاصتها.
"هذا الأمر سيجعلك مُستمتعة، لا تصرخي ولا تتحدثي.. فقط قفي ثابتة ولا تتحركي" همس بابتسامة مُريبة، لتومئ له الفتاة بلا إرادةٍ منها.

جذبها ناحيته بقوة، وسُرعان ما ظهرت أنيابه الطويلة وعيناه الدموية لها.. لكنها نفذت ما قاله بالحرف الواحد!
أنيابه قد تغلغلت إلى شُريان رقبتها العارية على غفلةٍ من أمرها، أخذ يسحب منها الدماء باستمتاع، وهي كانت مُستسلمة له، فلم تجذب اِنتباه العامة!

عندما وجد أن الأمر على وشك التطور إلى مراحلٍ أُخرى، سحبها سريعًا إلى زقاقٍ مُظلم لا تراه الأعين بسهولة.
اِبتعد عنها والدماء تُغلف فمه بالكامل، اِستنشق نفسًا عميقًا وكاد يسحب آخر القطرات من جسدها.. لولا أن أحدًا ما دفعه بكل قوته، وأمسك بالفتاة بين يده.

"اِنسي ما حدث قبل قليل، لا تعودي إلى هذا الشارع من جديد.. وبالنسبة للعلامة في رقبتكِ؛ فهي حدثت لأن هُناك حيوان قد هاجمكِ عِندما كُنتِ ذاهبة في طريق الغابة" ذلك الشخص نطق بحدة آمرًا الفتاة، وسُرعان ما تركها تذهب.

عادَ بنظره إلى من كان مُلقى على الأرض بإهمال وينظر له بابتسامة مُستفزة.
النظرات بينهما لم تكن سلسة بالمرة، الاثنان يُناظران بعضهما بغضب.. وخصوصًا من كان مُستلقي على الأرض أثر الدفعة التي تفاجأ بها.
"لستُ شاكرًا على إنقاذكَ لي، هاري" مسح الرجل الدماء من على فمه بأكمامه، ومن ثم نهض بسُرعة لا تليق بالبشر.

"يجب عليكَ أن تكون هكذا، ريان... لولا وجودي لكانت الفتاة قد ماتت" هتف هاري بحدة وهو يدفع ريان بقوة، ليقلب الآخر عينيه بملل.
"هذا هو مُرادي، أخي" اِبتسم ريان بإتساع مُستفز، وقد تخطى هاري وسار من جانبه بلا مُبالاة.

THE BLACK COAT › SRKNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ