𝗣𝗮𝗿𝘁 𝟮

ابدأ من البداية
                                    

اومأ لهُ مِشيرًا بِيده لِيتقدم آخِذًا احدَى الأقلام لِيبدأ بالتَدوِين.. كَتبَ وَ كَتب ثُم تَوقَف يَنظُرُ باحدَى الاسئِلةُ بِصمت أخذت أنظارَهُ تَجولُ بالمَكان وَ وجنتانهُ مُحترِقةً يَغدُو بِها سُحبًا تَلونت بِالغُروبُ الأحمرِي مُصطبِغةً بملامِحهِ وَ مُخطِطَةً بهِ حُسنًا رَباهُ او رأتهُ أفرُودِيتُ لَخضعت..

يُهمِهِمُ بِصوتِه يحَاوِل فِهم ما كُتِبَ بِتلك الوَرقَةُ لكِن لا فائِدَة، فَـ كِيم تايهيونق الذِي يُطرَدُ مِن قِبَلُ مِدَرِبه فِي كُلِ مَرةٍ لا يَعرِفُ حَتى أساسِياتُ رُكُوب الخَيل حَتى يُجِيب على ما كُتِب.. نَعم هُو كَذب، فَـلم يَستطِع أن يَقُول لِمُدرِبهُ الجَديدُ أنهُ لا يَفقهُ شَيئًا مِن هَذا الهُراء..

'كَيف تَجعل الفَرس يَتوقَف عَنّ عَدوِه دُون أنّ تؤلِمَهُ باللِجَام..؟'
ذَلِكَ ما كُتِب وَ حَلّت لَعناتٌ لا تَنتَهِي على مَنّ كَتبَ السُؤال..

"سَيد جِيون.. مَاذا يَعنِي اللُجَام؟"

نَظرَ جونغكوك لِملامِح تايهيونق وَ التَي يُرى بِها الجِدية وَ لا عَلامَةٌ تَدلُ على المُزاح..

"ما الذِي يَعنِيه اللُجام يا تايهيونق؟ اتهزأ بِي؟ أولسَت تعرِفُ امتطاءُ الخَيل؟ اذًا بالتأكِيد تَعرِفُ ما اللُجام، ما المُدرِبُ الأحمقُ الذِي لا يُعلِمُكَ أسماءُ أهم الأجزاء في رُكوب الخَيل!"

"اللعنَة لَقد كَذبت! انا لا أفقَهُ شَيئًا مِمَا يُكتَبُ هُنا بِحق الخالِق إنها اسئِلةٌ إعجازِية وَ كأنّما مَا كَتبها بَشر!"

وَضعَ جُونغكُوك كأسُ المِياه مِن يَده عَلى المِنضَدة وَ أخذَ يَمشِي بِخطُواتٍ هادِئَة نَحو تايهيونق الذِي اعتدَل مِن جُلُوسِه يَنظُرُ لِمِن يَحذُو حَذوَهُ نَحوه..

"أولًا، إياكَ حتى أنّ تُفكِر أنّ تَلعن في هذَا المَكان، لا سَب وَ لا شَتم! ثانِيًا، إياكَ بأنّ تَرفعَ صَوتُكَ مُجددًا ثُمَ إياك، وَ أخيرًا إلى الخارِج حالًا! إذهب للإسطَبل وَ اطلُب مِن هِيلينا أنّ تُخرِج ماجستِيك وَ انتظَرنِي في الحَقل"

امسَك جُونغكوك مِعصَمُ تايهيونق مُخرِجًا إياهُ خارِجَ الغُرفَة وَ أغلقَ الباب خَلفَهُ بِشِدَة بَعدمَا رَمقَهُ بِنظرَتِه الحارِقَة، نَظرَ تايهيونق نَحو ذَلِكَ البابُ الذِي صُفِعَ بِوجهِه وَ اعترَاهُ الغَضب بِشكلٍ مُدمِر..

أمسَكَ مِقبَضُ البابِ ناويًا أنّ يَفتَحهُ كَيّ يَدخُل لَكِنّ بِتلكَ اللحَظةُ تَذكرَ حَديثُ وَالدِهُ لَه.. كلماتهُ وَ غضَبهُ، صُراخَهُ وَ بطشَهُ، وَ كأنّما المَاضِي دَمجَ الحاضِرُ بِأحادِيثَهُ مُخلِفًا مُستقبلًا مَليئًا بالرُعب..

𝗠𝗔𝗝𝗘𝗦𝗧𝗜𝗖|𝗧𝗞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن